حصد الحزب الديمقراطي، الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني 2021، أغلبية مقاعد مجلس الشيوخ الأمريكي، بعد تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس ليمتلك السيطرة على غرفتي الكونغرس، بالإضافة إلى البيت الأبيض لأول مرة في عقد من الزمن، ليصبح بذلك لدى الحزبين الجمهوري والديمقراطي 50 عضواً ما يجعل الغلبة للديمقراطيين الذي تنتمي إليهم كامالا هاريس نائبة الرئيس.
الديمقراطيون يسيطرون على الكونغرس
أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أدوا اليمين الدستورية أمام نائبة الرئيس كامالا هاريس؛ إذ ستكون هاريس الصوت الحاسم في أي تعادل خلال أي تصويت داخل مجلس الشيوخ بين الديمقراطيين والجمهوريين الذين أًصبح كلا حزبيهما يمتلك 50 عضواً، ما يجعل الغلبة للحزب الديمقراطي الذي تنتمي إليه "هاريس".
فيما أدى الديمقراطيون رافائيل وارنوك وجون أوسوف من جورجيا وأليكس باديلا من كاليفورنيا اليمين الدستورية في مجلس الشيوخ بعد ساعات من أداء الرئيس جو بايدن اليمين الدستورية.
وحقق وارنوك وأوسوف انتصارين مفاجئين في جولة إعادة الانتخابات في 5 من يناير/كانون الثاني لينقسم مجلس الشيوخ إلى 50 مقعداً للجمهوريين و50 مقعداً للديمقراطيين، لكن نائبة الرئيس كاملا هاريس، وهي ديمقراطية، باتت صاحبة الصوت الحاسم في أي تعادل بين الجمهوريين والديمقراطيين.
ومن شأن هذا التحول أن يجعل السيناتور الديمقراطي "تشاك شومر" زعيماً للأغلبية، مع تراجع الجمهوري "ميتش مكانويل" إلى زعيم الأقلية.
تنصيب بايدن
فيما أدى الديمقراطي جو بايدن اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة في حفل تنصيب رسمي أقيم، الأربعاء، في مبنى الكونغرس، بحضور شخصيات سياسية ورؤساء سابقين.
وتم تأمين مراسم الحفل بنشر 25 ألف جندي من الحرس الوطني بالعاصمة واشنطن، لتأمين المنطقة بعد حادثة اقتحام أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب مبنى الكونغرس، في وقت سابق من الشهر الجاري.
وفي خطاب التنصيب، تعهد بايدن بهزيمة "التطرف السياسي ودعاة تفوق البيض والإرهاب الداخلي" بالولايات المتحدة. كما دعا الأمريكيين إلى التغلب على الانقسام في البلاد، قائلاً إنه "لا سلام من دون الوحدة".
أضاف الرئيس الأمريكي أيضاً: "تعلمنا أن الديمقراطية ثمينة وهشة أحياناً، لكنها سادت في نهاية المطاف". وتابع قائلاً: "سأدافع عن الدستور، سأدافع عن ديمقراطيتنا، سأدافع عن أمريكا. وسأبذل كل ما أفعله في خدمتكم، لا أفكر في السلطة، بل بالإمكانات، لا في المصلحة الشخصية، بل بالمصلحة العامة".
بينما حضرت شخصيات سياسية بارزة من الحزب الجمهوري مراسم التنصيب، منهم مايك بنس نائب الرئيس السابق ترامب، وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل، وزعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن مكارثي، إضافة إلى الرؤساء الأمريكيين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج دبليو بوش.
في المقابل أصبحت كامالا هاريس، وهي ابنة لمهاجرَين من جاميكا والهند، أول شخص من أصحاب البشرة الداكنة وأول امرأة وأول أمريكية من أصل آسيوي تتولى منصب نائب الرئيس بعد أن أدت اليمين الدستورية أمام القاضية بالمحكمة العليا سونيا سوتومايور، وهي أول عضوة من أصل لاتيني بالمحكمة.
جدير ذكره أن حفل تنصيب جو بايدن، الرئيس الجديد للولايات المتحدة، مر بأجواء خاصة، في ظل انتشار فيروس كورونا ودعوات المسؤولين إلى بقاء الأمريكيين بالمنازل، إضافة إلى الاحتياطات الأمنية الكبيرة؛ خشية وقوع أحداث عنف، بعد واقعة اقتحام الكونغرس من قِبل أنصار ترامب المتطرفين، في 6 يناير/كانون الثاني.