في آخر دقائق من حكمه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، أصدر دونالد ترامب، الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني 2021، عفواً جديداً عن ألبرت بيرو، المدان بالتهرب الضريبي، وذلك قبل تنصيب جو بايدن رسمياً رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.
يأتي قرار ترامب الأخير، بعد ساعات قليلة من إعلان البيت الأبيض، الأربعاء، أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، أصدر قبل ساعات من مغادرته منصبه، عفواً رئاسياً عن 73 شخصاً، بينهم مستشاره السابق ستيف بانون.
ترامب يعفو عن أحد المدانين جنائياً
حيث جاء في البيان، أن ترامب "عفا عن 73 شخصاً وخفَّف الأحكام الصادرة عن 70 آخرين"، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".
كان بانون قد أُدين باختلاس أموال تم جمعها في حملة تبرعات بعنوان "سنبني جداراً"، من أجل جدار وعد الرئيس دونالد ترامب ببنائه على الحدود مع المكسيك.
كما شملت قائمة العفو أشخاصاً اتُّهموا بالنهب والاحتيال والتضليل، بينهم إليوت برويدي، جامع الأموال البارز للحزب الجمهوري، الذي اتُّهم في حملة ضغط غير مشروعة تهدف إلى إقناع إدارة ترامب بالتخلي عن تحقيقات في قضية نهب أموال.
فيما ضمَّت القائمة مغني الراب ليل واين، الذي أقر الشهر الماضي، بحيازته سلاحاً نارياً، وهي جنحة عاقبه عليها القانون بالسجن عشر سنوات.
رجال أعمال من بين المعفو عنهم
من بين الذين عفا عنهم ترامب أيضاً، توماسو بوتي، وهو رجل أعمال إيطالي متهم بالاحتيال المالي، ومحمود رضا بانكي، وهو مواطن أمريكي إيراني وُجهت إليه عام 2010، تهمة الانتهاكات المالية للعقوبات الإيرانية والإدلاء بتصريحات كاذبة.
كما عفا عن الدكتور سكوت هاركونن، المدان بالاحتيال وبـ"تعليق مضلل" في بيان صحفي في ما يتعلق بعلاج مرض ما، ويشتهر هاركونن باكتشافه مرضاً في الكلى ومعرفة أسبابه وعلاجه.
يُذكر أنه في الأشهر الأخيرة استخدم ترامب هذه السلطة الرئاسية وأصدر قرارات عفو عن معاونين ومقربين منه، وكان بعضهم أُدينوا بالتحقيق في تواطؤ محتمل بين روسيا وفريق حملته الانتخابية في عام 2016.
عفو ترامب عن نفسه
كذلك توقعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إمكانية عفو ترامب عن نفسه وأفراد من عائلته أو حتى بعض الذين شاركوا في الهجوم على مبنى الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني الجاري، في واقعة صُنِّفت بأنها الأسوأ في تاريخ السياسة الأمريكية.
غير أن هذا العفو لم يصدر، رغم إشارة الصحيفة إلى بحث دونالد ترامب مع مساعديه إمكانية إصدار عفو عن نفسه، تحسباً لمعاقبة قضائية محتملة بعد انتهاء ولايته في 20 يناير/كانون الثاني.
وعقب الهجوم على الكونغرس، باشر مجلس النواب آلية عزل بحق الرئيس ترامب الذي دعا بنفسه أنصاره للتوجه إلى الكونغرس، ووجه إليه تهمة "التحريض على التمرد".
بايدن يؤدي القسم
كانت العاصمة الأمريكية واشنطن شهدت أجواء حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن رئيساً لأمريكا، وذلك بحضور كثير من الشخصيات الأمريكية، وبحضور مايك بنس نائب دونالد ترامب، وباراك أوباما الرئيس الأسبق، وزوجته ميشيل أوباما.
فيما سبق أن وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني 2021، إلى واشنطن، قبل فعاليات التنصيب، وذلك وسط تشديد كبير للإجراءات الأمنية، وفور وصوله شارك مع نائبته كامالا هاريس في حفل عند نصب تذكاري خُصص لتكريم ضحايا فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
إضافة إلى ذلك، حضر حفل التنصيب الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
في حين ألقت إيمي كلوبوتشار، عضوة مجلس الشيوخ، خطابَ الترحيب، ثم ألقى روي بلانت، رئيس لجنة الكونغرس المشتركة لمراسم التنصيب كلمتَه، ثم تلا دعاء كنسياً. بعد ذلك عزفت البحرية الشعار الوطني الثلاثي، وأدت الفنانة ليدي غاغا النشيد الوطني.
كان ترامب قد غادر البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، الأربعاء، بعد انتهاء فترته الرئاسية، حيث توجه على متن مروحية "المارين وان" إلى قاعدة أندروز بضواحي ولاية ماريلاند، لحضور مراسم وداع عسكرية تعلن انتهاء فترة حكمه، بحسب وكالة "أسوشييتد برس".
وألقى ترامب كلمة خلال مشاركته في المراسم، التي تأتي قبل ساعات من حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.
في حين يغادر ترامب قاعدة أندروز الجوية متجهاً فيما بعد إلى فلوريدا، حيث مقر إقامته بعد مغادرته منصب رئيس الولايات المتحدة.
يشار إلى أن ترامب لم يحضر حفل تنصيب بايدن، في واقعة هي الأولى منذ نحو نصف قرن، بأن يرفض رئيس سابق للولايات المتحدة حضور حفل تنصيب خليفته.