ملامح سياسة بايدن تجاه الشرق الأوسط.. مسؤولان في إدارته يتحدثان عن القدس وإسرائيل ودور الصين وروسيا

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/20 الساعة 06:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/20 الساعة 06:32 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي جو بايدن/رويترز

كشف مسؤولان في إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن الجديدة الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني 2021 عن الملامح الرئيسية لاستراتيجية واشنطن تجاه الشرق الأوسط وروسيا والصين؛ إذ قال أنتوني بلينكين، المرشح لمنصب وزير الخارجية، إنه خلال توليه الوزارة سيُبْقي على السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، وسيواصلون اعترافهم بالمدينة عاصمة لإسرائيل، فيما قال المرشح لرئاسة البنتاغون لويد أوستين إنه سيبحث عن السبل لتجنب التصعيد الخطير مع روسيا والصين.

سياسة واشنطن الجديدة تجاه الشرق الأوسط

أنتوني بلينكين، المرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكية، كشف في تصريحات أدلى بها خلال إجابته على أسئلة أعضاء مجلس الشيوخ في جلسة للجنة العلاقات الخارجية، من أجل المصادقة على ترشيح الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن له لتولي حقيبة الخارجية في إدارته المقبلة عن سياسة واشنطن الخارجية، إذ أجاب بلينكين خلال الجلسة التي استمرت 4 ساعات، على أسئلة حول مجموعة واسعة من موضوعات السياسة الخارجية، وأوضح كيف سترسم إدارة بايدن مساراً بعد ترامب.

بايدن الشرق الأوسط إدارة بايدن
المرشح لرئاسة الخارجية الأمريكية آنتوني بلينكين رفقة بايدن/مواقع التواصل

وفي الجزء الثاني من الجلسة، سئل بلينكين عن القرار الذي اتخذته إدارة الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، بخصوص نقل سفارة بلاده للقدس، واعترافه بالمدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل؛ ليرد الوزير المرشح مؤكداً إبقاء الأمور في هذا الصدد على ما هي عليه، كما شدد على أنهم سيواصلون الدعم الذي يقدمونه لإسرائيل التي قال إنها أهم حليف للولايات المتحدة بالمنطقة.

بدوره قال المرشح لرئاسة البنتاغون  لويد أوستين إن روسيا والصين تسعيان لتوسيع نفوذهما في الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة "من خلال زيادة مبيعات الأسلحة بهدف دق إسفين بيننا وبين شركائنا"،  وأضاف أوستن أن "روسيا تسعى لتغيير الهيكل الأمني للشرق الأوسط وتوسيع نفوذها في المنطقة من خلال الاستفادة من الانفلات الإداري وظهور نزاعات مجمدة"، متعهداً باستعراض الحضور الأمريكي ليضمن أن يكون "متزناً" وقادراً على التعامل مع التحديات "بما في ذلك من قبل روسيا والصين".

بايدن الشرق الأوسط إدارة بايدن
المرشح لرئاسة البنتاغون/الأناضول

العلاقات مع روسيا والصين 

 أوستين قال في تصريحاته إنه في حال الموافقة على تعيينه سيبحث عن السبل لتجنب التصعيد الخطير، وحماية مصالح واشنطن وقيمها بحزم، مشيراً إلى أنه سيترك الباب مفتوحاً للتعاون مع روسيا في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

كما ذكر أوستين من بين المجالات المحتملة للتعاون الرقابة على الأسلحة ومحاربة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وتسوية النزاعات العسكرية في المناطق التي تعمل فيها القوات الأمريكية والروسية على مقربة من بعضها البعض.

واعتبر أن تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية "ستارت-3" مع روسيا يصب في مصلحة واشنطن.

في الوقت ذاته أشار أوستين إلى أنه من بين المهام الرئيسية بالنسبة للولايات المتحدة "ردع روسيا والحد من عملها ضد المصالح الحيوية الأمريكية، بما في ذلك حماية حلفائنا من العدوان العسكري"، كما اتهم أوستين روسيا بانتهاك القانون الدولي وسلوك يتناقض مع المصالح الأمريكية.

وأشار إلى ضرورة الحفاظ على القدرات العسكرية التقليدية والنووية للولايات المتحدة من أجل ردع روسيا.

واعتبر أوستين أنه من الضروري "محاسبة" موسكو على الهجمات السيبرانية على الأجهزة الحكومية الأمريكية في حال حدد مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن القومي الأمريكية "ضلوع" روسيا في تلك الهجمات.

أما بشأن الصين، فقال أوستين إنها تعزز من تأثيرها على الدول الضعيفة اقتصادياً في الشرق الأوسط، لكنها لم تعزز حضورها العسكري بعد"، معتبراً أن تلك التصرفات تشكل خطراً على النفوذ الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي الأمريكي في المنطقة.

وعلى النطاق العالمي، أعرب لويد أوستين عن قناعته بضرورة تركيز جهود واشنطن على ردع الصين.

وبشأن النزاع في أفغانستان، قال إنه يرغب بأن ينتهي هذا النزاع بتسوية سياسية، مشيراً إلى أن واشنطن "تريد أن ترى أفغانستان بلا خطر في المستقبل"، مع ضرورة التركيز على محاربة الإرهاب.

تطهير الجيش من "العنصريين والمتطرفين"

رئيس البنتاغون تطرق كذلك في تصريحاته إلى أكثر المواضيع جدلاً في الولايات المتحدة المتعلقة بالعنصرية، وتعهد أوستن بالعمل على تطهير صفوف الجيش من "العنصريين والمتطرفين".

كما شدد على أنه سيعمل جاهداً "للقضاء على الاعتداء الجنسي وتخليص صفوف القوات الأمريكية من العنصريين والمتطرفين وتهيئة مناخ يجد فيه كل من هو مؤهل ولديه الرغبة والفرصة لخدمة هذا البلد بشرف".

وأعلن عن نيته تعزيز التنوع داخل الجيش الذي يشغل البيض المناصب القيادية فيه إلى حد كبير.

تنصيب بايدن رئيساً لأمريكا 

 في الجهة المقابلة، يستعد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، لتسلم السلطة في أجواء جد متوترة وأمام حذر أمني كبير، فقد أكد القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي كريستوفر ميلر، الإثنين 18 يناير/كانون الثاني، أن مكتب التحقيقات الاتحادي يساعد الجيش الأمريكي في إجراء تدقيق في أكثر من 25 ألف جندي من الحرس الوطني يتم نشرهم للمساعدة في حماية مبنى الكونغرس الأمريكي (الكابيتول) خلال تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، وذلك بسبب مخاوف أمنية.

فبعد الهجوم الذي نفذه أنصار الرئيس دونالد ترامب على مبنى الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني والذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وأجبر أعضاء الكونغرس على الاختباء، فرضت الحكومة الأمريكية إجراءات أمنية غير مسبوقة حول مبنى الكابيتول، شملت إقامة أسوار لا يمكن تسلقها مزودة بأسلاك شائكة ومنطقة أمنية كبيرة غير مسموح للجمهور بدخولها.

ميلر قال في بيان إن التدقيق "أمر طبيعي للدعم العسكري المشارك في الأحداث الأمنية الكبرى.. وفي حين لا توجد لدينا معلومات مخابراتية تشير إلى وجود تهديد داخلي، فإننا لن نألو جهداً في تأمين العاصمة".

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت، الإثنين، أن مكتب التحقيقات الاتحادي حذر في تقرير مخابراتي وكالات إنفاذ القانون من أن المتطرفين اليمينيين فكروا في التظاهر بأنهم أعضاء بالحرس الوطني في واشنطن.

كما أضافت الصحيفة أن التقرير لم يأتِ على ذكر أي مؤامرات محددة لمهاجمة وقائع التنصيب.

فيما منعت الحكومة الأمريكية منذ أيام دخول المتنزهات العامة الرئيسية، بما في ذلك مركز التسوق الوطني في واشنطن، وأغلقت الجسور عبر نهر بوتوماك بين فرجينيا ومقاطعة كولومبيا. وتم إغلاق أكثر من 12 محطة لقطارات الأنفاق حتى يوم التنصيب اليوم الأربعاء.

تحميل المزيد