أصبح عامل النظافة مانيش كومار أول شخص في الهند يتلقَّى لقاح كورونا السبت 16 يناير/كانون الثاني 2021، مع إطلاق رئيس الوزراء ناريندرا مودي واحدة من أكبر حملات التطعيم في العالم من أجل احتواء الجائحة.
لكن منظمات محلية عبرت عن صدمتها لإطلاق عملية التلقيح، مشيرة إلى مخاوف أبداها خبراء، بالمصادقة على استعمال اللقاح المحلي على الرغم من عدم استكمال تجاربه السريرية، إلا أن الحكومة تؤكد أنه آمن وفعَّال، وأطلق حملة التلقيح من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا الذي بلغ أرقاما مقلقة في الهند.
إطلاق عملية تطعيم ضخمة بلقاح كورونا محلي
تعطي الهند الأولوية في الحصول على لقاح كورونا للممرضين والأطباء وغيرهم من العاملين في الخطوط الأمامية.
فيما تحدث مودي وهو يغالب دموعه إلى العاملين في القطاع الصحي في مكالمة عبر الفيديو. وقال "فرّق المرض بين الناس وعائلاتهم، وأبعد الأمهات عن أطفالهن. بل إن من قضوا نحبهم بسبب المرض لم يتمكنوا من الحصول حتى على نظرة وداع أخيرة من عائلاتهم".
بينما لم يعلن مودي (70 عاماً) ما إذا كان سيحصل على لقاح كورونا أم لا، لكنه قال إن السياسيين لن يجري اعتبارهم ضمن العاملين في الخطوط الأمامية.
كما أقامت الهند 3006 مراكز للتطعيم باللقاحات المضادة لكوفيد-19 في أنحاء البلاد. وتهدف الهند في اليوم الأول من حملة التطعيم، التي تقول الحكومة إنها الأضخم على مستوى العالم، لمنح اللقاح لنحو 300 ألف و600 شخص.
لكنه يثير المخاوف والاستغراب
سلّطت منظمة "أول إنديا دراغ آكشن نتورك" المستقلة، الضوء على مخاوف أبداها خبراء، معربة عن "صدمتها" و"استغرابها" إزاء المصادقة الطارئة على لقاح كوفاكسين.
في أوائل يناير/كانون الثاني، أعطت الهند الضوء الأخضر للقاح كوفيشيلد، وهو نسخة من لقاحي أسترازينيكا/أكسفورد طوّرها المعهد الهندي للأمصال، أكبر مصنّع للقاحات في العالم.
لكن الهند أعطت أيضاً "مصادقة طارئة" أجازت من خلالها استخدام لقاح كوفاكسين المحلي الذي طوّرته شركة "بهارات بايوتك" والمجلس الهندي للأبحاث الطبية، على الرغم من أن المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لم تستكمل بعد.
بينما أعلنت السلطات أن لقاح كورونا كوفاكسين قد يكون أكثر فاعلية ضد السلالات الجديدة من كوفيد-19 مقارنة بلقاحات أخرى تستخدم تقنيات مختلفة، من دون نشر أي بيانات تدعم هذه الفرضية.
خاصة أن السلطات لم تنشر نتائج التجارب
اعتبر برابير تشاترجي أخصائي الطب المجتمعي في غرب البنغال، أن عدم نشر بيانات نتائج لقاح كورونا يثير "قلقاً بالغاً لدى الأطباء وكبار الأخصائيين والعلماء".
صرّح لوكالة فرانس برس "أعتقد أن لقاح بهارات بايوتك بعد تقييمه، قد يكون الأفضل، الأبخس والأكثر عملية للدول النامية. لكن لا أعتقد أنه يجب الإسراع في إطلاق عملية التلقيح بواسطته قبل التثبّت" من نتائجه.
كما اتّهم حزب المؤتمر الهندي أبرز أحزاب المعارضة، الحكومة بتعريض أرواح الناس للخطر. وقال وزير الصحة في ولاية تشاتيسغار إن لقاح بهارات "غير آمن".
إذ يشتبه معارضون لخطوة إطلاق حملة التلقيح قبل استكمال التجارب بأن المصادقة السريعة مردّها دفع رئيس الوزراء ناريندرا مودي باتّجاه "الاكتفاء الذاتي" وتوفير المال. وردّت الحكومة على الانتقادات بالقول إن اللقاح "آمن بنسبة 110%".
لكن السلطات مصرَّة على الحملة في ثاني أكبر دولة
تعتبر الهند ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان بعد الصين بتعداد يقارب نحو 1.4 مليار نسمة، لكن الحكومة تقول إنها لن تعمل على منح لقاح كورونا لكل فرد من أجل تحقيق المناعة المجتمعية.
كما تقول الهند، التي تسجل ثاني أعلى معدل إصابات بفيروس كورونا بعد الولايات المتحدة، إنها تخطط لتطعيم نحو 300 مليون بجرعتي اللقاح خلال الفترة ما بين الأشهر الستة والثمانية الأولى من العام الجاري.
لن يكون بوسع أحد الاختيار ما بين لقاح أكسفورد-أسترازينيكا أو لقاح آخر تدعمه الحكومة وأنتجته شركة (بهارات بيوتيك) الهندية والذي لم تتضح فاعليته، ويجري إنتاج اللقاحين محلياً.
بينما سجلت البلاد نحو 10.5 مليون إصابة بفيروس كورونا، توفي منهم أكثر من 151 ألفاً، رغم أن معدل الإصابات يشهد انخفاضاً عن فترة الذروة في منتصف سبتمبر/أيلول.
سيحصل على التطعيم في البداية نحو 30 مليوناً من العاملين في القطاع الصحي وغيرهم ممن هم في الخطوط الأمامية في مواجهة الجائحة، يليهم نحو 270 مليوناً تزيد أعمارهم عن 50 عاماً أو يعدون من الفئات الأكثر عرضة للإصابة.