أعلن قادة المنظمات والجمعيات التي تشكّل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، في بيان، السبت 16 يناير/كانون الثاني 2021، توافقهم على "ميثاق للمبادئ" في ما يخص الإسلام في فرنسا.
الميثاق يجدد تأكيد المساواة بين الجنسين، وتوافق الديانة الإسلامية مع قيم ومفهوم الجمهورية.
كان الميثاق أدى إلى نقاش كبير داخل المجلس، وتمّ تقديمه السبت إلى وزير الداخلية جيرالد دارمانان، الذي نوّه بـ"التقدم الملحوظ" الذي تمّ تحقيقه في هذا الملف.
ينتظر الميثاق أن تصدّق عليه المنظمات والجمعيات السبع التي تؤلف المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، قبل أن يُرفع إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي أعلن سابقاً نيته وضع أسس تنظيمية تخص الإسلام في فرنسا.
اختلاف حول "ميثاق قيم الجمهورية"
إذ أكد عميد مسجد باريس، شمس الدين حافظ، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي 2020، انسحابه من مشروع تشكيل مجلس وطني للأئمة كانت الرئاسة الفرنسية قد دعت إلى إنشائه وكلّفت المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بتأليفه، مندداً بتأثير "المكوّن الإسلامي" في هذه الهيئة.
في بيان صادر عن عميد المسجد جاء فيه: "لقد قررت (…) التوقف عن المشاركة في الاجتماعات الرامية إلى تنفيذ مشروع المجلس الوطني للأئمة، وتجميد كل الاتصالات مع كامل المكوّن الإسلامي في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية"، مؤكداً أن القرار "نهائي".
إذ يُفترض أن يصدر المجلس الوطني للأئمة ترخيصاً للأئمة وفقاً لمعارفهم والتزامهم بقواعد أخلاقية.
كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد طلب في خطاب ألقاه مطلع أكتوبر/تشرين الأول، تناول فيه استراتيجية مكافحة النزعات الانعزالية، رسمياً، تشكيل هذه الهيئة التي تم التطرّق مراراً إلى إنشائها من دون إقران ذلك بأي خطوات عملية في هذا الاتجاه.
فرنسا تواصل إغلاق المساجد
تزامن ذلك مع إعلان وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، الجمعة 15 يناير/كانون الثاني، إغلاق تسعة مساجد في عموم فرنسا، بعد مراقبة خاصة لـ18 داراً للعبادة خلال أسابيع، وفقاً لقانون "النزعة الانفصالية" الذي تم إقراره مؤخراً، ويعتمد تضييقاً على الشعائر الدينية الإسلامية خصوصاً.
الوزير أكد عبر تغريدة على حسابه الرسمي بـ"تويتر"، إغلاق 9 من بين 18 دار عبادة تمت مراقبتها بشكل خاص، بطلب منه، كما أضاف: "نتخذ إجراءات حازمة ضد النزعة الانفصالية الإسلامية في فرنسا".
كان دارمانان قد أعلن في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2020، عن "عمل واسع النطاق" وإجراءات مراقبة تستهدف "76 مسجداً".
إغلاق 8 من بين هذه المساجد الـ9 جاء تحت أعذار إدارية، 5 منها لعدم مطابقتها لمعايير السلامة، فيما توجد أغلب هذه المؤسسات في المنطقة الباريسية، وفق ما قالته أوساط الوزير لوكالة الأنباء الفرنسية.
بحسب الوكالة، فقد نُفذت في الإجمال "34 عملية مراقبة"، في الأسابيع الأخيرة، لدور عبادة إسلامية بفرنسا.