دعا السفير المصري في واشنطن معتز زهران، الجمعة 15 يناير/كانون الثاني 2021، إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، إلى لعب دور في حل الخلافات بمفاوضات سد النهضة الإثيوبي.
جاءت دعوة زهران خلال مشاركته ضيفاً في حوار عبر الفيديو مع المجلس الوطني للعلاقات الأمريكيةـالعربية (منظمة أمريكية غير حكومية)، وفق ما نقلته وكالة الأنباء المصرية الرسمية.
الدبلوماسي المصري أشار إلى أهمية "إدراك أمرين مهمين؛ أولهما احتياجات إثيوبيا التنموية عبر توليد الكهرباء وتعزيز الاقتصاد، وثانيهما التهديد الذي يواجهه السودان ومصر في حالة عدم التوصل إلى اتفاق والاتجاه نحو تحرك منفرد من جانب أديس أبابا"، مؤكداً أن "المفاوضات مع الأسف لم تتقدم نحو حل القضية".
كانت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بذلت، وفقاً للدبلوماسي المصري، "جهوداً، وكانت الوساطة فيها متوازنة مع الدول الثلاث، واشترك فيها البنك الدولي، وتوصلت الجهود الأمريكية إلى وثيقة متوازنة وعادلة، لكن الطرف الإثيوبي رفض العملية برمتها"، حسب قوله.
هل يسير بايدن على خطى ترامب؟
يُذكر أن إدارة ترامب كانت تبدو قريبة من الموقف المصري في أزمة سد النهضة، حيث سبق أن حذَّر الرئيس المنتهية ولايته الإثيوبيين من تفجير مصر للسد، بعد أن ضاقت بها السبل لإيجاد حل سياسي للمشكلة.
حيث قال ترامب، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن "الوضع خطير للغاية، لأن مصر لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة. وسينتهي بهم الأمر بتفجير السد. وقد قلتها، وأقولها مجدداً وبصوت عالٍ وواضح، سوف يفجرون ذلك السد. عليهم أن يفعلوا شيئاً ما".
السفير المصري في واشنطن شدّد على أن بلاده ترى ضرورة ألا يكون هناك تحرك منفرد في القضية، وأنه يجب عدم الإضرار بأي من الدول الثلاث، إلى جانب الحاجة للتوصل لاتفاق ملزم قانوناً حول أزمة سد النهضة.
كما أكد زهران أن هناك حاجة للتعاون مُجدداً مع الإدارة الأمريكية الجديدة؛ لتأكيد هذه القضايا ولعب دور بنّاء من أجل حل هذا الخلاف.
جدير بالذكر أنه إثر جولات من المفاوضات جرت بواشنطن، أعلنت الإدارة الأمريكية في فبراير/شباط 2019، التوصل إلى اتفاق حول آلية عمل سد النهضة، وقَّعت عليه القاهرة بالأحرف الأولى، وامتنعت إثيوبيا بدعوى انحياز واشنطن إلى مصر.
إذ تعثرت المفاوضات بين الدول الثلاث، على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة في فرض حلول غير واقعية.
مفاوضات سد النهضة إلى طريق مسدود
يأتي ذلك بعد أن أعلنت الخارجية السودانية، الأحد 10 يناير/كانون الثاني، فشل التوصل إلى صيغة مقبولة لمواصلة التفاوض حول "سد النهضة"، مؤكدةً أن الخرطوم لن تواصل المفاوضات، في الوقت الذي عبَّرت فيه وزيرة خارجية جنوب إفريقيا عن أسفها لوصول مفاوضات سد النهضة إلى "طريق مسدود".
جاء ذلك مباشرة بعد انتهاء اجتماع سداسي لمصر والسودان وإثيوبيا، لبحث قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، شارك فيه وزراء الخارجية والري في مصر وإثيوبيا والسودان، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
وزير الري السوداني، ياسر عباس، قال في تصريح له عقب الجلسة: "لا يمكننا أن نستمر في هذه الحلقة المفرغة من المباحثات بشأن سد النهضة إلى ما لا نهاية"، مشدداً على أن "مفاوضات (الأحد) بشأن سد النهضة انتهت إلى الفشل".
في السياق نفسه، أكدت وزارة الخارجية المصرية، الأحد 10 يناير/كانون الثاني، أن "الاجتماع بشأن سد النهضة أخفق في تحقيق تقدم، بسبب خلافات حول كيفية استئناف المفاوضات".
كما أكدت أيضاً أن القاهرة جدّدت تأكيدها "استعدادها لمفاوضات فعالة للتوصل إلى اتفاق مُلزم، لقواعد ملء وتشغيل سد النهضة".
في الجهة المقابلة، وفي أول تعقيب لها، قالت الحكومة الإثيوبية إن "السودان رفض مقترحاً من الاتحاد الإفريقي بعقد اجتماع مع الخبراء الأفارقة"، متعهدةً بـ"تلبية مخاوف السودان بشأن سلامة السدود وتبادل البيانات والقضايا الفنية الأخرى".
وتخوض الدول الثلاث مفاوضات متعثرة حول السد على مدار 9 سنوات مضت، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت ومحاولة فرض حلول غير واقعية.
حيث تُصر أديس أبابا على ملء السد بالمياه حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم، فيما تصر الأخيرتان على ضرورة التوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي؛ لضمان عدم تأثر حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل.