قررت المملكة المتحدة بناء عدد كبير من المشارح المؤقتة؛ من أجل استقبال عشرات الجثث وتخفيف الضغط عن المستشفيات التي أُثقلت بالموجة الحالية من الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، وذلك حسب وكالة "فرانس برس"، الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2021.
يأتي هذا القرار، بعد أن سجلت المملكة ارتفاعاً كبيراً في أعداد الإصابات والوفيات من جرّاء الفيروس الذي ظهرت فيه سلالة جديدة، كما أنه يثقل كاهل المستشفيات، سواء في وحدات العناية المركزة أو في مشارحها.
تدفق هائل للجثث
فبسبب نقص الأماكن، تستوعب مشرحة إبسوم (في ضاحية لندن الجنوبية الغربية) التي نُصبت بشكل سُرادق أبيض في إحدى الحدائق، 170 جثة تعود لأشخاص تُوفي أكثر من نصفهم بكوفيد-19، وفقاً للمجلس المحلي.
ولكن إذا لم تكن الأماكن المؤقتة المتاحة، البالغ عددها 1400، في هذا السُّرادق كافية في الأسابيع المقبلة، فستجد المقاطعة نفسها في "معضلة فعلية"، كما حذَّر ناطق باسم منتدى "ريزيليانس ساري" الذي تم إنشاؤه لتنسيق استجابة السلطات المحلية للوباء.
انتقادات لحكومة بوريس جونسون في سياسة التطعيم ضد فيروس كورونا.
افتُتحت هذه المشرحة بمركز لإعادة التأهيل في مارس/آذار، نُقلت إليها 700 جثة في 12 أسبوعاً. على سبيل المقارنة، "منذ 21 ديسمبر/كانون الأول، نُقلت 300 جثة" إلى هذه المشرحة، بحسب الناطق.
وقد بدأت الاستعدادات لتركيب مشرحة مؤقتة جديدة قرب محرقة بريكسبير في شمال غربي لندن؛ "لزيادة القدرة الحالية"، حسبما قال ناطق باسم السلطة المحلية.
وأضاف المسؤول أن "مشارح لندن تتعاون لتخفيف الضغوط المحلية في الوقت الراهن، فيما يستمر تنظيم جنازات بأنحاء العاصمة".
الأرقام تتزايد والأفق غير واضح
إذ قالت الناطقة باسم جمعية للشركات التي تقدم خدمة الجنازات، ديبورا سميث، إن القطاع الذي تعمل فيه يواجه ثلاثة تحديات: ذروة وفيات ناجمة عن كوفيد-19، ومعدلات الوفيات التي عادةً ما تكون أعلى في فصل الشتاء، واحتمال إصابة الموظفين بالمرض.
المتحدثة ذاتها تابعت: "الأرقام تتزايد وكذلك الشعور بالمجهول. لا نعرف إلى متى ستستمر الأرقام في الارتفاع، قبل أن تعود إلى الانخفاض".
في تصريح نقلته الوكالة الفرنسية، أكد سراج قاضي مدير "غوسيا" لخدمة الجنازات، وهي مشرحة للجالية المسلمة في لوتون (32 كيلومتراً شمال لندن)، أن الأخيرة شهدت "تدفقاً هائلاً" للجثث خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال: "نقوم بدفن الجثث كل يوم، والوفيات التي نتعامل معها حالياً مرتبطة بشكل أساسي بكوفيد-19". وهذه مستويات مماثلة لتلك التي سُجِّلت خلال ذروة الموجة الأولى في مارس/آذار وأبريل/نيسان، حين أوشكت شركته أن تصبح منهكة.
من جهته، حذَّر كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، كريس ويتي، من أن المملكة المتحدة حالياً هي الدولة الأكثر تضرراً بالوباء في أوروبا من حيث عدد الوفيات مع تسجيلها 82 ألف وفاة، وتستعد الخدمات الصحية لـ"أسوأ أسابيع الوباء".
الفنادق للمصابين بكورونا
اليوم الأربعاء أيضاً، قال وزير الصحة البريطاني، إن المرضى الذين لا يحتاجون الرعاية بالمستشفيات يمكن نقلهم إلى الفنادق في إطار خطة بديلة لاستيعاب مرضى كوفيد-19 لم تطبقها الحكومة بعد.
وقال الوزير مات هانكوك، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "من الواضح أن هذه ستكون خطة بديلة أخرى… ندرس كل الخيارات".
كما أضاف: "هذا الأمر يتعلق بالمرضى الذين تلقوا العلاج بالمستشفيات والذين لم يعودوا بحاجة للرعاية الكاملة لكنهم غير جاهزين بعد للعودة لمنازلهم".
عدد قياسي للوفيات
فقد أعلنت وزارة الصحة البريطانية، الأربعاء، تسجيل 1564 وفاة جديدة بسبب الفيروس، وهو رقم غير مسبوق لعدد ضحايا الجائحة في المملكة المتحدة.
إذ قالت الوزارة في أحدث إحصائياتها، إن عدد الإصابات المسجلة بـ"كوفيد-19″ قد ارتفع بشكل مهول، خلال الساعات الـ24 الماضية، بعد تسجيل 47525 إصابة جديدة، بذلك وصل مجموع الإصابات في المملكة إلى 3211576 حالة.
وذكرت وزارة الصحة أنها رصدت خلال اليوم الماضي 1564 وفاة جديدة من جرّاء المرض، ليصل عدد ضحايا الجائحة في البلاد إلى 84767 متوفياً.
كما تعتبر بريطانيا الدولة الـ5 عالمياً من حيث عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا المستجد وكذلك الـ5 من حيث حصيلة ضحايا الجائحة.