تداولت وسائل إعلام محلية مقطع فيديو من لبنان يظهر فيه طوابير من المرضى ينتظرون خارج أحد المستشفيات ويتلقون العلاج في سياراتهم لإبراز الوضع المأساوي الذي تعيشه البلاد بعد ازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا.
المقطع الذي انتشر السبت الماضي 9 يناير/كانون الثاني كان وفقاً لما أفادت به موقع Middle East Eye البريطاني من خارج مستشفى الروم في بيروت يمكن سماع أحد الأطباء يقول إنَّ الطاقم الطبي اضطر إلى علاج المرضى داخل سياراتهم، إذ ليس بالمقدور علاجهم داخل المستشفى.
الأطباء في مواجهة ارتفاع إصابات كورونا
فيما قال أحد الأطباء: "المستشفى ممتلة عن آخره بالمرضى. إننا نُجري تحاليل الدم، والأشعة، وجلسات العلاج بالأوكسجين خارج مبنى المستشفى. لدينا 10 أشخاصٍ حتى الآن ما زالوا في انتظار سرير في المستشفى، لكن لا يمكننا إيجاد مكان لهم. نحن لسنا مجهزين للتعامل مع تلك الحالات، لكننا مضطرون لهذا لأننا لا نملك أي خيارات أخرى".
وأضاف قائلاً: "يوجد خلفنا 14 سريراً يتمدد عليها أناسٌ يعانون من انخفاض ضغط الدم، ويوجد قسمٌ كاملٌ يعج بمرضى مصابين بفيروس كورونا، وقسم ممتلئ في مستشفى آخر، وفوق ذلك يمتلئ الطابق العلوي بمرضى فيروس كورونا".
مقطع الفيديو الذي تم تداوله، وصلت مشاهداته إلى 70 ألف مشاهدة، نُشر بهدف زيادة الوعي، وحث الناس على البقاء في منازلهم.
فيما الطبيب عيد عازار، الاختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية في مستشفى الروم، نشر صورة على موقع تويتر لمرضى يتلقون العلاج خارج مبنى المستشفى، وذكر أنَّ المرضى يتعرضون لضغوطٍ شديدةٍ في محاولةٍ للتعامل مع الأعداد المتزايدة من المرضى.
الحكومة تحذر من القادم
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه السلطات اللبنانية حالة الطوارئ الصحية العامة في البلاد ابتداءً من الخميس المقبل، وسط ارتفاع حاد في إصابات كورونا ومخاوف متزايدة من انهيار القطاع الصحي بالبلاد أمام موجة كورونا.
الرئيس اللبناني، ميشال عون، قال في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في بعبدا، نقلاً عن وسائل إعلام محلية، إن "المأساة التي نراها على أبواب المستشفيات تتطلب إجراءات جذرية؛ حتى نتمكن من تخفيف التبعات الكارثية لتفشي وباء كورونا".
فيما قال من جانبه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، حسان دياب، إن بلاده دخلت مرحلة الخطر الشديد، من جراء تفشي فيروس كورونا، وأضاف دياب: "كل المؤشرات التي بين أيدينا حول تفشي وباء كورونا، تشير بوضوحٍ إلى أننا دخلنا مرحلة الخطر الشديد أو بالحد الأدنى، نحن على أبواب هذه المرحلة".
تابع الوزير اللبناني قائلاً: "العالم كله يخوض حرباً شرسة مع هذا الوباء، والبعض في لبنان يعتقد أن كورونا كذبة (..)! واجبنا حماية اللبنانيين من أنفسهم، بسبب استهتار قسم كبير منهم"، مؤكداً: "إما أن نستدرك الوضع بإقفال تام وصارم وحازم للبلد، وإما أن نكون أمام نموذج لبناني أخطر من النموذج الإيطالي (خلال ذروة تفشي كورونا بإيطاليا)"، حسب المصدر ذاته.
انتقادات للحكومة بسبب أزمة كورونا
صرَّحت وسائل الإعلام المحلية بأنَّ ثمة إجراءات تقييدية جديدة من المقرر إعلانها يوم الخميس المقبل 14 يناير/كانون الثاني، تنص على أنه يسمح للمواطنين بالخروج للمخابز والصيدليات، بشرط إبراز فاتورة الشراء في حال أوقفهم المسؤولون. أما محلات البقالة فأُغلقت ولن يُسمح بفتحها إلا في حالة تسليم الطلبات إلى المنازل.
الصحفية اللبنانية لونا صفوان استخدمت موقع تويتر منصةً للتنديد بالطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع الإغلاق. وغردت قائلة: "تُسرع الحكومة أخيراً لاتخاذ قرار بشأن الإغلاق التام مع فرض حظر التجول طوال الـ24 ساعة، فلماذا إذاً لم يمنعوا حفلات وتجمعات رأس السنة التي أُقيمت قبل أسبوعين؟ إذا كان القرار سهلاً للغاية (حسبما يبدو) فلماذا اتُخذ الآن بالتحديد، ولم يُتخذ وقتها؟".
انتقد عديدٌ من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي الحكومةَ بشأن الإجراءات المتراخية خلال فترة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، حيث كانت الناس تتجمَّع بأعدادٍ كبيرة للاحتفال، وكان مسموحاً بفتح الحانات واتهم بعضهم الحكومة بإعطاء الأولوية للاقتصاد على حساب حياة الأفراد من خلال السماح بإقامة الاحتفالات خلال فترة الأعياد.
تأتي مشكلة زيادة الضغط على المستشفيات في ظل أزمةٍ اقتصاديةٍ جعلت الكثيرين يكافحون لتغطية نفقاتهم.
ففي الأسبوع الماضي، في حديثه مع قناة الجزيرة، قال طبيب عناية مركزة، عمره 35 عاماً ويعمل في أحد مستشفيات بيروت، إنَّ المستشفيات باتت ممتلئةً عن آخرها بالمرضى، وإنهم أصبحوا قلقين من ازدياد عدد الحالات واستطرد قائلاً: "إن نظام الرعاية الصحية ضعيف، لا فائدة من المسؤولين، ويبدو أن الكثير من الناس لا يبالون. الوضع مزرٍ وأنا خائف جداً مما سيأتي".