كشف صندوق الثروة السيادية الروسي الإثنين 11 يناير/كانون الثاني 2021 أن وزارة الصحة الفلسطينية اعتمدت لقاح (سبوتنيك في) الروسي للوقاية من كوفيد-19، للاستخدام المحلي لتصبح بذلك أول دولة في الشرق الأوسط تعتمد اللقاح الروسي.
الصندوق قال إنه من المتوقع وصول الشحنة الأولى من اللقاح الشهر المقبل، وأن تصل كل الشحنات في الربع الأول من العام الجاري.
يشار إلى أن الصندوق السيادي الروسي هو المسؤول عن تسويق اللقاح الروسي في الخارج ولم يذكر الصندوق عدد الجرعات التي سيتم شحنها إلى الأراضي الفلسطينية.
أزمة التطعيم بفلسطين
يُشار إلى أن الفلسطينيين لا يمتلكون حرية في عقد اتفاقيات، أو شراء لقاحات فيروس كورونا، بل يتوجب عليهم الحصول على موافقات إسرائيلية لإدخالها.
إذ وزيرة الصحة مي الكيلة، قالت في لقاء مع تلفزيون فلسطين (رسمي) مساء الخميس (17 ديسمبر/كانون أول الجاري) "نحن دولة تحت الاحتلال، والمحتل يتحكم في الحدود، وهناك نقطة اتصال مع الجانب الإسرائيلي تم تفعيلها بعد عودة التنسيق".
من جانبها طالبت منظمة العفو الدولية في وقت سابق إسرائيل إلى توفير اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، مشيرة إلى أن القانون الدولي يلزم الدولة العبرية بذلك.
وتأتي هذه الدعوة على الرغم من أن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية حيث يعيش 2,8 مليون فلسطيني، لم تطلب علنا المساعدة من إسرائيل لشراء اللقاح.
كما أنه من غير المتوقع أن يطلب المسؤولون في حركة حماس الحاكمة في قطاع غزة الذي يقطنه نحو مليوني نسمة، من إسرائيل المساعدة للحصول على اللقاح.
قالت منظمة العفو إن على إسرائيل "التوقف عن تجاهل التزاماتها الدولية كقوة محتلة وأن تتصرف على الفور لضمان توفير لقاحات كوفيد -19 بشكل متساو وعادل للفلسطينيين الذين يعيشون تحت احتلالها في الضفة الغربية وفي قطاع غزة.
انتقادات لقاح "سبوتنيك" الروسي
يأتي هذا بعد أن وُجّهت انتقادات للقاح "سبوتنيك-في" في روسيا وخارجها، نظراً لتسجيله قبل إجراء تجارب سريرية واسعة النطاق، إذ أفادت تقارير إعلامية في وقت سابق بعد إعلان بوتين عن إطلاق اللقاح الروسي، بأن الأمور مثيرة للقلق.
حيث لم توفر موسكو المعلومات الكافية عن اللقاح، كما أنه لم يجرب إلا على عدد قليل من الأشخاص، حيث خطط المعهد لاستخدام 38 متطوعاً فقط، كما لم تنشر أي بيانات تتعلق به.
فيما يقول مطوّروه إنّه فعّال بنسبة تتجاوز 90% وفعال أيضاً ضد سلالة جديدة من فيروس كورونا التي ظهرت في أوروبا، إلا أن منتقديه يقولون إن موسكو تستغل الفرصة لتعزيز نفوذها.
ويأتي هذا في وقت أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة يوم الإثنين تسجيل 928 إصابة جديدة بفيروس كورونا و12 وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فيما قال رئيس الحكومة إنه جرى التعاقد مع أربع شركات لتوريد اللقاحات المضادة للفيروس.
استنفار عالمي بسبب كورونا
ويعيش العالم حالياً حالة من الاستنفار بعد ارتفاع إصابات كورونا، إذ تريد الحكومة البريطانية تلقيح كل البالغين في البلاد بحلول الخريف، وقامت بتلقيح 1,5 مليون شخص حتى الآن. وتخوض بريطانيا، الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في أوروبا، سباقاً مع الزمن لمكافحة السلالة الجديدة وقد تجاوزت السبت حصيلة 80 ألف وفاة وثلاثة ملايين إصابة.
في الفاتيكان أعلن البابا فرنسيس (84 عاماً) أنه سيتلقَّى اللقاح "الأسبوع المقبل"، معتبراً أن رفض تلقي اللقاح يعكس "نكراناً انتحارياً".
وتعتزم الهند تلقيح 300 مليون شخص عبر إطلاق إحدى أكبر حملات التلقيح ضد كوفيد-19 في العالم خلال أسبوع. والعملاق الآسيوي هو الثاني الأكثر تضرراً في العالم بعد الولايات المتحدة مع أكثر من عشرة ملايين إصابة.
من جهتها أعلنت كوبا أنها ستجري اختبارات في إيران لدرس فاعليّة "سوبيرانا 02″، وهو أكثر لقاحاتها المحتملة تقدّماً.
جمعت المملكة المتحدة من حلفائها مليار دولار (820 مليون يورو) من أجل مساعدة الدول النامية للحصول على اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأحد قبل زيارة افتراضية للأمين العام للأمم المتحدة للندن.
وقال وزير الخارجية دومينيك راب "سنكون بمأمن من هذا الفيروس حين نصبح جميعاً بمأمن، لذلك نركز جهودنا على حل عالمي لمشكلة عالمية".
وتابع "من الطبيعي في الذكرى الـ75 لإنشاء الأمم المتحدة أن تقوم المملكة المتحدة بمبادرة لدى حلفائها من أجل وضع مليار جرعة من اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد في متناول الدول المعرَّضة".