حذّر فريق منسقي استجابة سوريا التابع لمنظمة "إنقاذ الطفولة" الخيرية، السبت 9 يناير/كانون الثاني 2021، من أن وباء كورونا في طريقه إلى "الخروج عن نطاق السيطرة" في سوريا، لاسيما مع نفاد أنابيب الأوكسجين والأسرّة من المستشفيات في شمال غرب البلاد وعدم توفرها لإنقاذ المرضى الذين يعانون بالفعل إصابات خطيرة.
حيث قال أمجد يامين، من فريق منسقي استجابة سوريا التابع لـ"منظمة إنقاذ الطفولة"، لموقع Middle East Eye البريطاني، إنه يعتقد أن المخيمات المكتظة وضعف الوصول إلى إمدادات المياه قد سمحا لفيروس كورونا بالانتشار على نحو أسرع في شمال غربي سوريا، مقارنة بأجزاء أخرى من البلاد.
وسبب زيادة أعداد المصابين هو أنه لا توجد طريقة لاحتواء الوباء في شمال غربي سوريا، طبقاً لما أورده "يامين".
وفي ضوء التشكيك في لأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة السورية، سجّلت سوريا ما لا يقل عن 40 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا منذ بداية الوباء، وأكثر من نصف الحالات المبلغ عنها جاءت في شمال غرب البلاد، آخر معقل رئيسي للمعارضة لنظام بشار الأسد.
مديرة الاستجابة لسوريا في منظمة "إنقاذ الطفولة" سونيا كوش، أكدت أن "جميع الأسباب متوفرة لاعتبار أن الوضع أسوأ بكثير مما تخبرنا به الأرقام، لاسيما أن جميع البيانات المتوفرة لدينا تشير إلى أن أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا تتزايد بسرعة أكبر بكثير من القدرة المحدودة لقطاع الصحة".
تقرير المنظمة الدولية أرجع تفاقم الوباء بدرجة أشد في إدلب السورية إلى وجود عدد محدود من المستشفيات والمرافق الطبية، علاوة على تضررها أو تعرضها للتدمير بسبب قصف النظام السوري لها.
يُذكر أن شمال غربي سوريا هو موطن لما لا يقل عن 4 ملايين شخص فروا من القصف الحكومي في أجزاء أخرى من البلاد.
وقد أدى تفاقم عمليات القصف وتزايد مستويات النزوح إلى أن يعيش كثيرون في ملاجئ مؤقتة مع القليل من المياه والمرافق الطبية.
وبحسب طبيب في أحد المستشفيات الواقعة قرب الحدود السورية، كانت إدلب قد سجلت أول حالة إصابة بفيروس كورونا، في يوليو/تموز 2020.
وتعلّق نادين، وهي مدرسة لغة إنجليزية تعمل في إدلب، على ذلك بالقول إن فيروس كورونا جعل كثيراً من السوريين يشعرون بمزيد من العجز، وحذرت من أنه "يعيث فساداً" في المنطقة. وقالت نادين لمنظمة إنقاذ الطفولة: "تجربتي مع الفيروس صعبة.. بعض أقاربي عانوا آلاماً شديدة معه"، مضيفة: "إنه أمر لا يطاق أن تشاهد والدتك وهي تعاني بالساعات من أجل التنفس، وأنت تدرك أنك لا تستطيع فعل أي شيء. هذا الشعور بالعجز هو أصعب شيء تخوضه عندما يمر أحد أفراد عائلتك بهذا الأمر".