أحدثت الخطوة التي أقدمت عليها تويتر بإيقاف حساب دونالد ترامب الشخصي بشكل دائم كثيراً من ردود الفعل على المنصة ذاتها التي ضجت بأصوات المؤيدين والمعارضين على القرار الذي يعتبر مصيرياً لشخص "يحتاج تويتر مثل حاجته للأكسجين"، هذا ما قاله محاميه السابق مايكل كوهين.
ردود الفعل التي ضجت بها منصة التغريد تراوحت بين الغضب والابتهاج، ففي الوقت الذي ثمن فيه منتقدو ترامب تعطيل حسابه، فقد حاول حلفاؤه الدفاع عن الفوضى التي ينشرها الرئيس على الإنترنت بتغريداته، أو تبريرها.
خطوة متأخرة
من جانبه، وصف مارك وارنر، السناتور الديمقراطي الذي كثيراً ما ينتقد وادي السيليكون، تعليق حساب دونالد ترامب بأنه "خطوة متأخرة".
أضاف كذلك: "من المهم أن نتذكر أن هذا أكبر بكثير من شخص واحد، الأمر يتعلق بمنظومة كاملة تسمح للمعلومات المضللة والكراهية بالانتشار والتفاقم دون رادع".
أما محامي ترامب السابق مايكل كوهين فقد أشار إلى أن الرئيس يحتاج إلى تويتر مثل حاجته "للأكسجين" وتوقع أن "يفقد عقله" بعد حظر حسابه.
حيث قال في تغريدته: "اعلموا أن ترامب يعتمد في وجوده على تويتر مثلما نعتمد على الأكسجين الذي نتنفسه. سيفقد عقله الآن!".
أما هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة ومنافسة ترامب في انتخابات 2016، فكان ردها مختصراً وبليغاً. فعلقت بعلامة "صح" على تغريدة سابقة لها حثت فيها ترامب على إلغاء حسابه.
فيما سبب الحظر حرجاً لحملة السيدة الأولى ميلانيا ترامب على التنمر الإلكتروني، حيث قال أحد المستخدمين في تغريدة: "أخبار رائعة للسيدة الأمريكية الأولى، تويتر حظر زوجك لتوه، حملتك لمكافحة التنمر الإلكتروني أثبتت نجاحها".
تقييد لحرية الرأي
لكن آخرين، مثل نجل ترامب دونالد جونيور وسفيرة ترامب السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، قد سارعوا إلى شجب هذه الخطوة واعتبروها تقييداً لحرية التعبير.
قالت نيكي هيلي في تغريدتها: "إسكات الناس، ناهيك عن الرئيس الأمريكي، يحدث في الصين وليس في بلادنا، هذا غير معقول".
فيما قال دونالد جونيور في تغريدته: "إننا نعيش قصة 1984 التي كتبها أورويل. حرية التعبير لم تعُد حاضرة في أمريكا. لقد ماتت مع شركات التكنولوجيا الكبرى وما تبقى منها أصبح حكراً على قلة مختارة".
يُذكر أن دونالد ترامب دأب على استخدام تويتر لتسهيل صعوده إلى السلطة، وللتحريض على العنف في العالم الفعلي الذي يأتي بعواقب وخيمة، كما استخدمه أيضاً لسنوات، لإثارة موضوعات غريبة لا يلتفت إليها أحد، حسب ما أشارت صحيفة The Guardian البريطانية السبت 9 يناير/كانون الثاني 2021.
لكن أمس الجمعة، أعلنت إدارة موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إيقافها حساب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب نهائياً بسبب خطر المزيد من التحريض على العنف.
قالت الشركة "بعد المراجعة الدقيقة للتغريدات الأخيرة لحساب دونالد ترامب والظروف المحيطة بها، أوقفنا الحساب نهائياً بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف".
كانت المنصة قد حذفت تغريدات لترامب وعلقت حسابه مؤقتاً لـ12 ساعة، بعد أن تسببت تصريحاته في اقتحام عنيف لمبنى الكونغرس، الأربعاء، تسبب في تعطيل مؤقت لجلسات التصديق على انتخاب جو بايدن رئيساً، وأسفر عن مقتل 4 أشخاص.