بوتين يكشف طريقة معالجته للملف السوري، ويتحدث عن زيارته السرية لدمشق.. ويؤكد: مصلحة روسيا أولاً

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/07 الساعة 12:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/07 الساعة 12:47 بتوقيت غرينتش
الأسد وبوتين في الكاتدرائية المريمية بدمشق- 7 كانون الثاني 2020/ مواقع التواصل الاجتماعي

عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات حاسمة حول سوريا "فإنني أنطلق من قاعدة مصلحة روسيا أولاً"، هذا ما صرح به الرئيس فلاديمير بوتين، الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2020، لقناة "روسيا 1" الحكومية في برنامج وثائق عن بوتين وعلاقته بسوريا.

فقد بدأت روسيا بالتدخل في سوريا جواً، في 30 أيلول/ سبتمبر 2015، بعد أن طلب رئيس النظام السوري بشار الأسد دعماً عسكرياً من موسكو، ضد المعارضة التي قادت ثورة شعبية تطالب برحيل نظام بشار الأسد عام 2011.

"مصلحة روسيا أولاً"

نقلت عنه وسائل إعلام روسية، أنه قال: "عند اتخاذ القرارات حول المسار السوري، أنطلق بالدرجة الأولى من مصالح الدولة الروسية، لا من مشاعر عاطفية أو كراهية".

تحدث وثائقي لقناة "روسيا 1" عن بوتين وعلاقته بسوريا،  تحت عنوان "لا مجال للخطأ. زيارة عيد الميلاد إلى دمشق"، ويتناول زيارته دمشق في أعقاب اغتيال قاسم سليماني والتوتر غير المسبوق الذي شهدته المنطقة بين إيران وأمريكا العام الماضي. 

فلاديمير بوتين /رويترز
فلاديمير بوتين /رويترز

كما قال بوتين إن تهديد الإرهاب من مناطق سيطرة ما وصفه بـ"العصابات المحترفة" متواصل حتى بعد هزيمتها.

الرئيس الروسي أضاف: "حتى الآن، على الرغم من هزيمة العصابات المحترفة (في سوريا)، إلا أن هناك بعض المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الإرهابيين، ولا يزال التهديد الإرهابي ينبع من هناك".  

فيما اعتبر أن "الأحداث التي جرت في السنوات الأخيرة، أظهرت أن بدء العملية العسكرية في سوريا كان القرار الصحيح".

حول مرحلة اتخاذ القرار بالتدخل لمساعدة سوريا قال بوتين: "شعرنا بتلك اللحظة بأن التهديد الإرهابي من الأراضي السورية يتزايد، حيث سيطرت تشكيلات العصابات على أغلب الأراضي السورية تقريبا، وحصنت نفسها في البلاد".

كيف وجد فلاديمير بوتين دمشق؟

كما روى فلاديمير بوتين، تفاصيل زيارته إلى سوريا، حيث أنه لاحظ مسار عودة الحياة الطبيعية إلى دمشق واصفا كل الأشخاص الذين التقاهم بـ"الودودين والطيبين".

أضاف أنه خلال وصوله إلى سوريا بشكل سريع لاحظ المتغيرات التي طرأت على المشهد السوري، حيث تبين أن الحياة تعود تدريجياً خصوصاً في العاصمة دمشق.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه بشار الأسد في دمشق
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه بشار الأسد في دمشق

بوتين قال أيضاً: "كانت زيارة خلال عيد الميلاد، زيارة لا يمكن ارتكاب الأخطاء خلالها، أذكر نقاط التفتيش التي كانت لا تزال موضوعة من جهة، ومن جهة أخرى حياة طبيعية مع متاجر ومطاعم تعمل بشكل طبيعي".

تابع بوتين: "سرنا قليلاً في الشارع كانت هناك قيود أمنية، ولكن كانت هناك أماكن استطعنا زيارتها وتحدثنا إلى الناس وجمعتنا لقاءات للغاية"، مشيراً إلى أن "المواطنين السوريين كانوا من بيئات اجتماعية مختلفة".

خلال زيارته المفاجئة إلى دمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، أشاد فلاديمير بوتين بالتقدم "الهائل" الذي تحقق في سوريا التي تشهد نزاعا منذ العام 2011، كما أعلن الناطق باسم الكرملين الثلاثاء.

وفق ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية قال ديمتري بيسكوف "خلال محادثاته مع الأسد، لفت بوتين إلى أنه اليوم، يمكن القول بثقة أنه تم اجتياز طريق هائل نحو إعادة ترسيخ الدولة السورية ووحدة أراضيها" وذلك خلال أول زيارة للرئيس الروسي إلى العاصمة السورية منذ بدء الحرب.

زيارة الرئيس الروسي سرية

من جهة أخرى، قال رئيس القيادة العامة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، إيغور كوستيوكوف، الخميس، إن الترتيبات الخاصة بتنظيم زيارة فلاديمير بوتين إلى سوريا في بداية العام الماضي ظلت سرية لتجنب تسرب المعلومات.

أضاف كوستيوكوف خلال مقابلة لفيلم "لا مجال للخطأ، زيارة عيد الميلاد إلى دمشق": "كان من الضروري مراعاة درجة السرية المطلقة في التحضير للزيارة، وأن الأشخاص الذين علموا بالزيارة كانوا محدودين".

بينما قال فاليري جيراسيموف، النائب الأول لوزير دفاع الاتحاد الروسي، إن الاستعدادات لزيارة بوتين بقيت طيّ الكتمان، على الرغم من ضرورة فحص مسار الحركة في دمشق بالكامل.

وفقاً لوزير الدفاع في الاتحاد الروسي سيرغي شويغو، تم إجراء تقييم كامل وعميق لجميع التهديدات.

فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن زيارته العام الماضي إلى دمشق لم تكن مفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد، لكن كان هناك اتفاق بينهما على عدم الكشف عن تفاصيل محددة عن الرحلة حتى وصول الرئيس الروسي.

أوضح بوتين قائلاً: "لكننا اتفقنا على أن المعلومات المتعلقة بزيارتي، وعن الوقت وعن أماكن عملنا، وعن أماكن الزيارة، لن يتم الإعلان عنها حتى أكون هناك. حسنًا، بسبب أسباب مفهومة، على ما يبدو لي، تتعلق بضرورة ضمان الأمن في الوضع الذي كانت فيه سوريا والعاصمة السورية دمشق قبل عام".

تحميل المزيد