شكل اقتحام المتظاهرين مبنى الكونغرس الأمريكي، الأربعاء 6 ديسمبر/كانون الثاني 2021، وما رافقه من مشاهد عنف وتخريب، أسفرت عن مقتل أربعة واعتقال العشرات، حالة من الصدمة والذهول في الأوساط السياسية العالمية، حيث أعرب الكثيرون من قادة الدول حول العالم عن فزعهم مما حدث في مبنى الكابيتول.
بحسب موقع "AXIOS" الأمريكي، الخميس 7 يناير/كانون الثاني، فإن اجتياح حشود من الداعمين لترامب مبنى الكونغرس الأمريكي، بينما كان المشرعون يحاولون التصديق على فوز بايدن في الانتخابات، يشكل سابقة في دولة عهدت دائماً إلى إدانة العنف السياسي في جميع أنحاء العالم.
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون كان أول من أكد هذه الفكرة حين أشار إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، يجب يتم فيها تداول السلطة سلمياً ووفق النظام"، واصفاً ما حدث يوم الأربعاء بالقول: "ثمّة مشاهد مشينة في الكونغرس الأمريكي".
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فقد عبرت عن غضبها بعد اقتحام مبنى الكونغرس، ملقيةً باللوم على ترامب لعدم اعترافه بالهزيمة أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، حيث قالت: "شاهدنا جميعاً أمس الصور المزعجة لاقتحام الكونغرس الأمريكي، هذه الصور أغضبتني وأحزنتني كذلك".
كما وصفت ميركل مقتحمي مبنى الكونغرس بأنهم "معتدون ومثيرو شغب"، معبرة عن ثقتها بأن تنصيب بايدن رئيساً للولايات المتحدة سيتم في غضون أسبوعين.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو عن استياء وحزن الكنديين إثر الهجوم على الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية، قائلاً "إن العنف لن ينجح أبداً في دحض إرادة الشعب. ولا بد من التمسّك بالديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية".
أما الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ فقد عبر عن صدمته مما حدث قائلاً: "ثمة مشاهد صادمة في العاصمة الأمريكية واشنطن، لا مناص من احترام نتيجة الانتخابات الديمقراطية".
فيما قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل فونتيل: "تحت أنظار العالم، تبدو الديمقراطية الأمريكية الليلة محاصرة، هناك هجوم لم يُشهد من قبل على الديمقراطية الأمريكية ومؤسساتها، وعلى سيادة القانون. هذه ليست أمريكا، ويجب حتماً احترام نتائج الانتخابات".
كما أدان وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان ما جرى في الكونغرس قائلاً: "إن العنف الموجّه ضد المؤسسات الأمريكية يمثّل هجوماً خطيراً على الديمقراطية"، مؤكداً ضرورة احترام إرادة الشعب الأمريكي وأصواته الانتخابية.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أحد أكثر الرؤساء المقربين من ترامب، إن اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي مبنى الكونجرس "عمل مشين" ويستحق الإدانة".
فيما نقلت وكالة الأناضول عن رئيس البرلمان التركي دعوة أنقرة جميع الأطراف في أمريكا للاعتدال، والتغلب على هذه الأزمة السياسية الداخلية، معرباً عن قلقه حيال التطوّرات التي تشهدها الولايات المتحدة.
من جهته، عبر رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي عن متابعته ما يجري في واشنطن "بقلق بالغ"، قائلاً: "إن العنف لا يلائم ممارسة الحقوق والحريات الديمقراطية. وإنني على يقين من قوّة وصمود المؤسسات الأمريكية".
وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، قال كذلك: "إنني على يقين من اجتياز الديمقراطية الأمريكية هذا التحدّي. ولا بد من استعادة سيادة القانون والإجراءات الديمقراطية في أقرب وقت ممكن. لا تقتصر أهمية ذلك على الولايات المتحدة فحسب، بل تمس الأوكرانيين والأنظمة الديمقراطية في العالم أيضاً".
أما رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته فقد وصف الأحداث في واشنطن بالـ "مشاهد مروّعة"، مطالبا دونالد ترامب بالاعتراف بجو بايدن رئيساً مقبلاً للبلاد".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الأيرلندي، ميشال مارتن: "لدى الشعب الإيرلندي علاقة وطيدة بالولايات المتحدة الأمريكية ترسّخت عبر أجيال عِدة. أعلم أن الكثيرون، مِثلي، يرون المشاهد التي تتجلّى في العاصمة واشنطن ببالغ القلق والفزع".
وزيرة اسكتلندا الأولى، نيكولا ستورجيون: قالت "إن المشاهد التي عرضت من مبنى الكابيتول مروّعة للغاية. نعرب عن تضامننا مع داعمي الديمقراطية والانتقال السلمي الدستوري للسلطة في الولايات المتحدة الأمريكية. والعار على من حرضوا على شن هذا الهجوم على الديمقراطية".
أما رئيسة وزراء النرويج، إرنا سولبرغ فقد قالت عن الأحداث في واشنطن: "مشاهد لا تصدّقها عين في العاصمة الأمريكية، هذا هجوم غير مقبول تماماً على الديمقراطية. والآن، ثمة مسؤولية ضخمة على عاتق الرئيس دونالد ترامب لإنهاء ما يجري".
تصريحات رؤساء دول العالم جاءت تعقيباً على ما شهدته العاصمة واشنطن الأربعاء من اقتحام المئات من أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مبنى الكونغرس، مطالبين بتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية التي خسرها، حيث أسفرت هذه الأحداث عن سقوط 4 قتلى، قبل أن يستعيد الأمن السيطرة على المبنى، وعودة النواب لاستئناف جلسات التصويت على نتائج الانتخابات الأمريكية.