أثارت وفاة مفاجئة لمرضى بفيروس كورونا بمصر "ضجة واسعة"، يوم الأحد 3 يناير/كانون الثاني 2021 إثر أنباء متتالية عن نقص الأكسجين بالمستشفيات، ونفي متكرر من السلطات وتأكيدات بوجود مخزون كافٍ.
حيث تعود الواقعة الأحدث، مع تصدر هاشتاغ (وسم) يحمل اسم #مستشفى_الحسينية، عبر تويتر، قبل ساعات، ويشير إلى مقطع فيديو لم يتسنَّ التأكد من صحته، بشأن وفاة مرضى كورونا جراء نقص الأكسجين اللازم لدعم أجهزة التنفس الصناعي.
فيما نقلت صحيفة "أخبار اليوم"، المملوكة للدولة نفياً لوزيرة الصحة هالة زايد، الأحد، بشأن وفاة 4 مصابين بفيروس كورونا، جراء نقص الأكسجين، خلال تلقيهم للعلاج بالمستشفى الواقع في محافظة الشرقية (شمال).
مؤيداً ذلك، أكد محافظ الشرقية، ممدوح غراب، وفاة 4 مصابين بكورونا، ممن كانوا يتلقون العلاج بقسم العناية المركزة بالمستشفى، حسب إعلام محلي. غير أنه قال إن "وفاة المرضى طبيعية جراء تأثرهم بالإصابة بالفيروس، خاصة أنهم أصحاب أمراض مزمنة، وليس نتيجة لنقص أو نفاد الأكسجين وفق تحقيقات عقب انتشار مقطع الفيديو".
كما أوضح أنه "بالفحص تبين أن عدد المتوفين 4 حالات في عناية العزل، من أصحاب الأمراض المزمنة، والأكسجين متوفر بالمستشفى ويوجد 17 طفلاً بالحضانة، وحالتان بالعناية العامة، و36 حالة إصابة بكورونا في قسم العزل، ولم تحدث أي وفيات بين هذه الحالات".
في المقابل قالت الممرضة آية علي محمد علي، صاحبة الصورة الشهيرة في المستشفى وهي تجلس على الأرض في خوف شديد إنه مع تمام الساعة التاسعة والنصف مساءً، حدث خلل في أسطوانات الأكسجين، ما أدى إلى ضعف وصول الأكسجين للمرضى، الأمر الذي نتج عنه اختناق عدد كبير من حالات العزل: "فجأة الأكسجين ضغطه قل، والحالات جالها اختناق، وحاولنا بكل الطرق نسعفهم وفشلنا لأن حالتهم كانت متدهورة بالفعل من قبل موضوع نقص الأكسجين".
مشيرة إلى أنه بعد انتشار صورتها: "أبويا شاف الصور جالي علطول، ولما خلصت الشيفت روحت معاه، ورغم تعبي، إلا إني رفضت أسيب مكاني وأمشي، لأن دي أمانة ومسؤولية كبيرة، ومينفعش حد مننا يتخلى عن واجبه ودوره، وهرجع الشيفت بتاعي بالليل عادي جداً وأكمل شغلي".
فيما تؤكد"آية" أن ضغط الأكسجين كان ضعيفاً، ما دفع أحد الأطباء إلى جلب أنابيب أكسجين لا تعلم مصدرها: "معرفتش جابها منين لإني كنت في العناية بشتغل".
أثناء ذلك، استدعت نيابة الحسينية، مدير المستشفى وعدداً من الأطباء، للاستماع لأقوالهم بشأن الواقعة، حسب إعلام محلي، بعد يوم من إعلان النائب العام التحقيق في وفاة اثنين بالفيروس في مستشفى زفتى بمحافظة الغربية (شمال) بسبب "ادعاء نفاد الأكسجين".
يذكر أنه في مساء الأحد، التقى رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وزيرة الصحة، لبحث "ما تم تداوله بشأن وجود حالات نقص في كميات الأكسجين المتاحة بمستشفى زفتى وكذلك الحسينية".
حيث أكدت الوزيرة وفق بيان للحكومة أن الواقعة الأولى بمستشفى زفتى توفيت حالتان بالفيروس، و4 حالات أخرى بالحسينية وكلهم نتيجة أمراض مزمنة ليس لها علاقة بـ"ادعاء نقص الأكسجين".
في حين انتهى الاجتماع إلى إعلان وزيرة الصحة عن تكليفها بإعداد تقرير يومي لرئيس الحكومة عن توريد الأكسجين لكافة المستشفيات، مشيرة إلى وجود مخزون كافٍ منه.
يذكر أن مصر تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة الإصابات بفيروس كورونا، حيث سجلت خلال الساعات الماضية، 1.407 إصابات، توفي منهم 54.
ووفق آخر حصيلة رسمية، بلغت إصابات كورونا في مصر، 140.878، بينها 7.741 وفاة، و113.480 حالة تعاف.