في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع الأمريكية تراجعها عن قرار سحب حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" من منطقة الخليج، قال مسؤول كبير بالبنتاغون، الإثنين 4 يناير/كانون الثاني 2020، لشبكة CNN، إن الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، هو مَن أوقف مغادرة حاملة الطائرات "نيميتز" للشرق الأوسط.
حيث قال المسؤول الكبير بالبنتاغون، إن ترامب وجّه وزير الدفاع بالإنابة، كريستوفر ميللر، بأن يأمر حاملة الطائرات بالعودة إلى الشرق الأوسط، بعد اجتماع في البيت الأبيض يوم الأحد 3 يناير/كانون الثاني 2020.
وكان ميلر قد قال، في بيان، مساء الأحد 3 يناير/كانون الثاني 2020، إن حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" ستبقى في الخليج، بسبب ما وصفها بالتهديدات الأخيرة التي أصدرها القادة الإيرانيون ضد الرئيس (الأمريكي) دونالد ترامب ومسؤولين حكوميين أمريكيين آخرين، على حد قوله.
وحاملة الطائرات ستبقى في موقعها بمنطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية، طبقاً لما أورده ميللر.
ويُعد القرار تراجعاً عن أمر ميللر، الأسبوع الماضي، بإرسال حاملة الطائرات الأمريكية "نيميتز" خارج المنطقة، والذي كان يهدف بشكل جزئي، إلى إرسال إشارة تهدئة إلى إيران، وسط التوترات المتصاعدة بين واشنطن وطهران خلال الفترة الأخيرة.
ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" أنَّ سحب حاملة الطائرات بمثابة "خفض تصعيد ضد إيران، تجنباً لحدوث صدام في الأيام الأخيرة للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في منصبه".
إلا أن المسؤول العسكري بالبنتاغون، الذي لم تُفصح CNN عن هويته، قال إن فكرة ميللر عن خفض التصعيد لم يتم تبنيها كسياسة رسمية معتمدة.
ولم يردّ البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، على الفور، على طلب CNN للتعليق.
وكانت هناك رسائل متضاربة تعكس الانقسامات داخل البنتاغون حول مستوى التهديد الحالي من إيران، بحسب شبكة CNN.
جدير بالذكر أن حاملة الطائرات "نيميتز" تُجري دوريات في مياه الخليج منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بهدف توفير الدعم القتالي والغطاء الجوي مع انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان.
توتر مُتجدد بين واشنطن وطهران
يُشار إلى أنه في 3 يناير/كانون الثاني 2020، قُتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في غارة أمريكية بطائرة مسيَّرة، قرب مطار بغداد الدولي، حيث استهدفت سيارة كان يستقلها رفقة أبومهدي المهندس، القيادي بالحشد الشعبي العراقي.
ومنذ عملية الاغتيال تُهدد الجماعات الشيعية المسلحة في العراق وكذلك إيران، بـ"الثأر" لسليماني والمُهندس، ومع كل تهديد يتوقع العراقيون أن تكون العاصمة بغداد مسرحاً لرد الفعل الإيراني.
ووسط تحذيرات أمريكية بالرد بقوة على أي هجوم يُوقع ضحايا أمريكيين، تحدثت تقارير عن مخاوف من قيام فصائل عراقية مُقربة من إيران بشن هجمات على القوات والمصالح الأمريكية.
وكان مجهولون قد أطلقوا في 20 ديسمبر/كانون الأول 2020، 8 صواريخ على المنطقة الخضراء بالقرب من السفارة الأمريكية في بغداد، سقط معظمها على أبنية سكنية، فيما سقط أحد الصواريخ قرب حاجز أمني؛ ما أدى إلى إصابة مجند، وفق بيان وزارة الدفاع العراقية.
واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إيران بالوقوف وراء الهجوم، بينما نفت طهران صحة تلك الاتهامات.