قالت وسائل إعلام مصرية، الإثنين 4 يناير/كانون الثاني 2021، إنه تم اعتقال مصور فيديو مستشفى الحسينية بمنطقة الشرقية في مصر، والذي تحدث خلاله عن وفاة مرضى بفيروس كورونا جراء فقدان الأوكسجين في غرفة العناية، الأمر الذي أثار غضباً واسعاً.
التحقيق مع مصور فيديو المستشفى
موقع "اليوم السابع" قال إن أجهزة الأمن في مديرية أمن الشرقية استدعت الشاب أحمد ممدوح نافع، مصور الفيديو، للتحقيق معه، فيما قال موقع "بوابة فيتو" إنه يجري التحقيق مع الشاب أحمد، حيث يواجه تهمة اقتحام غرفة العزل بالمستشفى وتصوير المرضى والمتوفين بدون إذن أو تصريح.
بحسب موقع "اليوم السابع" أيضاً، فإنه تمت إحالة مسؤول شركة الأمن المسؤولة عن مستشفى الحسينية للتحقيق، وذلك "للسماح لأحد الأفراد باقتحام عناية العزل وتصوير المرضى وإثارة البلبلة"، على حد قوله.
كان الشاب نافع قد صور مقطع فيديو صادم، انتشر أمس الأحد على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي، وقال فيه إن جميع المرضى الذي كانوا في غرفة العناية المركزة في مستشفى الحسينية توفوا بسبب عدم وجود أوكسجين.
وكيل وزارة الصحة في محافظة الشرقية، هشام مسعود، كان قد أكد حدوث حالات وفيات في غرفة العناية المركزة بمستشفى الحسينية، وقال "إن عدد الذين توفوا 4 وليس 7 كما قيل"، نافياً أن يكون ذلك بسبب نقص الأوكسجين، على حد زعمه.
من جانبه، شن محافظ الشرقية، ممدوح غراب، هجوماً على مصور الفيديو، وادعى أن الأخير "اقتحم غرفة العناية المركزة بمستشفى الحسينية وقام بتصوير المرضى والمتوفين، وهذا قيد التحقيق من قبل النيابة العامة".
لكن نافع ذكر في تصريحات لموقع "مصراوي" تفاصيل دخوله إلى غرفة العناية المركزة، وقال إنه "وعدداً من أهالي الحالات المحجوزة تواصلوا مع إدارة المستشفى، بسبب نقص الأوكسجين، وكان رد المستشفى أن السيارة التي تقل الأكسجين على وصول".
أضاف أنه "أثناء وقوفه ونجل شقيقة والده بعد وصول سيارة الأوكسجين إلى المستشفى، وبدء ضخه بالمواسير المخصصة له، تفاجأ بأحد الأشخاص يخبرهم بوفاة جميع الحالات بالعناية المركزة، فتوجهوا مهرولين للعناية فوجدوا جميع الحالات فارقوا الحياة، عدا حالة واحدة، وحاول طبيب العناية وطاقم التمريض إسعافها لكن توفيت أيضاً".
تعاطف مع مصور الفيديو
وأثارت أخبار اعتقال مصور فيديو مستشفى الحسينية ردود أفعال واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، وأبدى مصريون رفضهم لاعتقاله في الوقت الذي قالوا إن على الحكومة أن تحاسب المقصرين وليس مصور الفيديو.
مغردة باسم فاطمة بديع علّقت في تغريدة في حسابها على تويتر على اعتقال المصور، قائلة: "موثق الحقيقة وكاشف الفساد أصبح هو الجاني، يا بلد معدومة الشفافية".
حساب آخر باسم "جيفار المصري"، كتب يقول: "اعتقال الشاب أحمد نافع مصور فيديو كارثة وفيات كورونا داخل مستشفى الحسينية بالشرقية وخضوعه للتحقيق، إحنا وصلنا لمرحلة كوريا الشمالية أي حد يتكلم ولا يصور أي كارثة يعتقل فوراً".
وكتب مغرد آخر باسم أحمد الساوي: "#كلنا_احمد_ممدوح مصور فيديو المستشفى الشهير، كل ذنبه إنه فضح الفساد اللي في مستشفى الحسينية، يا ريت كلنا نفعل الهشتاج ده، وأصبح الدائن مديناً والمدين دائناً وحسبنا الله ونعم الوكيل".
كان الفيديو الذي صوره نافع قد أثار انتقادات وغضباً واسعين على شبكات التواصل بين المصريين، وتصدر هاشتاغ #العناية_المركزة قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في مصر حتى صباح الأحد 3 يناير/كانون الثاني 2021، ولا يزال مصريون يغردون على الهاشتاغ حتى اليوم الإثنين.
انتقد مصريون في تغريداتهم ما وصفوه بتقصير وزارة الصحة، وهاجموا سوء الخدمات الطبية المقدمة في مستشفى الحسينية وبقية المستشفيات التي تستقبل مرضى كورونا، كما أبدوا تعاطفهم مع الصورة المؤثرة لممرضة كانت مذهولة بما يجري في غرفة العناية المركزة.
وتشهد مصر حالياً موجة ثانية من جائحة كورونا، تترافق مع ارتفاع ملحوظ في وتيرة الإصابات بالفيروس، حيث سجلت خلال الساعات الماضية 1.407 إصابات، توفي منهم 54.
حتى صباح الإثنين 4 يناير/كانون الثاني 2021، بلغت إصابات كورونا في مصر 142.187، بينها 7.805 وفيات.
يُشار إلى أن إجمالي عدد المستشفيات في مصر (البالغ عدد سكانها 100 مليون) خلال عام 2018، كان 1848 مستشفى، من بينها 1157 مستشفى خاصاً، بنسبة 62.6%، في حين مثلت مستشفيات القطاع الحكومي 37.4%، ضمت كلاً من المستشفيات العامة والمركزية والتابعة لجهات حكومية، بإجمالي 691 مستشفى، وذلك وفقاً لأحدث أرقام الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في النشرة السنوية لإحصاء الخدمات الصحية الصادرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.