نفت سهى عرفات، أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الجمعة 1 يناير/كانون الثاني 2021، تبرئتها ساحة إسرائيل من تهمة قتل زوجها، خلال مقابلة أجرتها مع التلفزيون العبري، وهو النفي الذي جاء بعد أن نسبت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في وقت سابق من الجمعة، إلى سهى، قولها خلال المقابلة، إن "عرفات تعرض للتسمم بالتأكيد ولكن ليس من قبل إسرائيل وإنما من أحد الفلسطينيين".
وتم في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، إعلان وفاة الزعيم الفلسطيني في مستشفى فرنسي تم نقله إليه بعد تدهور حالته الصحية بمدينة رام الله، ومنذ إعلان وفاته، قال مسؤولون فلسطينيون إن إسرائيل قد سمَّمته باستخدام مادة البولونيوم، لكن تل أبيب لم تعترف قط بأي مسؤولية عن ذلك.
توضيح سهى عرفات
لكن سهى عرفات قالت في "توضيح" نشرته عبر حسابها على فيسبوك، إن كل ما تناقلته الصحافة عن مقابلتها مع التلفزيون الإسرائيلي ضمن فيلم وثائقي عن الرئيس الفلسطيني الراحل، "خارج عن سياقه الأصلي".
كما شددت على إصرارها على أن قضية "أبو عمار" (الرئيس الراحل) ما زالت "أمام القضاء، ولا أستطيع أن أتهم أحداً بقتله حتى إسرائيل، لأنه ليس عندي أي دليل وأيضاً ليس عندي دليل ضد أحد حتى الآن، ولا أريد أن تُلصق التهم في معارك سياسية كيدية فلسطينية داخلية من دون دليل قاطع".
المتحدثة ذاتها قالت أيضاً: "تصريحاتي لم تتغير منذ أن استشهد أبو عمار، إنني من دون دليل قاطع لن أتهم أحداً.. هذا الذي قلته في المقابلة (التي ستُنشر بعد أسبوع) وسأقوله في المقابلات الأخرى".
ومراراً، أعلنت السلطة الفلسطينية أن إسرائيل هي المسؤولة عن قتل الرئيس عرفات.
"خطأ عرفات الكبير"
الصحيفة الإسرائيلية نقلت عن سهى أيضاً، قولها إن الانتفاضة الفلسطينية التي تفجرت في 2000 "كانت خطأ عرفات الكبير".
غير أن سهى عرفات قالت في توضيحها، إنه "بما أن الفيلم وثائقي، قلت رأيي بأن الانتفاضة غلط (خطأ) كانت، لأننا خسرنا كثيراً وحربنا معهم كانت غير متساوية.. لن أخاف أن أعطي رأيي حتى إن حُرّف، فالحقيقة ستسطع دائماً".
وكانت الانتفاضة تفجرت بعد اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، أرئيل شارون، للمسجد الأقصى بالقدس الشرقية.
ظهور سهى عرفات المفاجئ
كان ذلك في سبتمبر/أيلول الماضي، عندما فتح اتفاق التطبيع الإماراتي–الإسرائيلي باب الجدل والخلافات بين رموز فلسطينية كبيرة، خاصة بعدما أعلنت سهى الطويل، أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، اعتذارها للإمارات عن حرق أعلامها خلال التظاهرات الفلسطينية التي خرجت لرفض إعلان التطبيع.
فجأة تحوَّلت سهى الطويل إلى حديث وسائل الإعلام، بعدما شنَّت هجوماً حاداً على السلطة الفلسطينية، بسبب موقفها الرافض لاتفاق الإمارات وإسرائيل، ولم تكتفِ سهى بتوجيه النقد اللاذع لرجال السلطة، بل ظهرت بعد ذلك على التلفزيون الإسرائيلي وقناة العربية وأشادت بالاتفاق، وقدَّمت اعتذاراً للإمارات عن إحراق عَلَمها في القدس، ثم هددت حركةَ فتح والسلطة بكشف أسرار عن قيادات بهما، قالت سهى إنهم متورطون في اغتيال عرفات، مؤكدةً أنها تلقت منهم تهديدات.
ردَّت حركة فتح على موقف أرملة الزعيم ياسر عرفات بإصدار بيان رسمي أكدت فيه أن سهى لا تمثل الفلسطينيين، بل تمثل عبئاً على إرث الزعيم عرفات، ثم اتهم البيان سهى بالعمل لصالح محمد دحلان ومهاجمة عباس.