كشفت وسائل إعلام أمريكية، الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن قاذفتين أمريكيتين تقومان بمهمة جديدة للمرة الثانية هذا الشهر بالشرق الأوسط، على خلفية ما وصفته بتهديدات جديدة من إيران مع اقتراب الذكرى السنوية لمقتل قاسم سليماني.
صحيفة Washington Post الأمريكية قالت إن قاذفتين أمريكيتين من طراز "بي 52" حلَّقتا لمدة 30 ساعة أو أكثر، في مهمة ذهاب وإياب من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط؛ لتوجيه تحذير جديد إلى طهران، بعد أن كشفت تقارير عن استعداد الأخيرة لشن هجمات ضد أهداف حليفة للولايات المتحدة بالعراق والدول المجاورة في الأيام المقبلة، وفقاً لما أفاد به مسؤول عسكري رفيع في الجيش الأمريكي.
كما قالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان لها، إن القاذفات التي انطلقت من قاعدة مينوت الجوية في نورث داكوتا، صباح الثلاثاء، للمرة الثالثة خلال الأيام الـ45 الماضية، تقوم بمهام ردع فوق الخليج العربي برفقة حراسة مقاتلة، مشيرة إلى أن القاذفات الأمريكية حلَّقت دون وقوع أي حوادث.
إيران تجهِّز للرد وواشنطن تستعد
وفي وقت سابق كشف موقع Politico الأمريكي، نقلاً عن مسؤول عسكري، أن الجيش الأمريكي في حالة تأهب قصوى، ويستعد لتعزيز قواته في الشرق الأوسط، رداً على هجوم إيراني محتمل.
القيادة الوسطى الأمريكية بدورها، أعلنت تحليق قاذفتين من طراز "بي 52"
فوق مياه الخليج العربي، وسط تهديدات الحرس الثوري الإيراني بالرد على تحركات "الأعداء".
فيما كشف مسؤول أمريكي للصحيفة، أن هناك مؤشرات مقلقة بشأن هجوم إيراني محتمل عن طريق ميليشيات إيرانية في العراق، والبنتاغون يراقب الأمر.
أمريكا تعزز مراقبتها للمنطقة
وفي الأيام الماضية شدد الجيش الأمريكي مراقبته للمنطقة، إذ قام بإعادة حاملة الطائرات "USS Nimitz" إلى الشرق الأوسط، وإرسال سرب إضافي لطائرات مقاتلة من أوروبا.
وفي تعليقه على هذه الخطوات قال المسؤول العسكري، الذي فضَّل عدم نشر اسمه، إن تحركات واشنطن الأخيرة في الشرق الأوسط تهدف إلى ردع إيران عن اتخاذ أي إجراء عدواني ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف في المنطقة من جرّاء مقتل العالم النووي فخري زادة.
فيما كشفت القيادة الوسطى الأمريكية، أن إيران ما زالت تبحث عن طريقة للرد والانتقام لمقتل عالمها فخري زادة. وأكدت أنه بعد مقتل قاسم سليماني أصبحت إيران تواجه صعوبة في تنسيق الأمور بالعراق.
مقتل سليماني
وقُتل قاسم سليماني بعد تعرضه لهجوم شنته طائرة أمريكية في الساعات الأولى من يوم الجمعة 3 يناير/كانون الثاني 2019، وأدى استهداف السيارة التي كان يستقلها رفقة قادة آخرين في الحشد الشعبي إلى مقتله.
وصل سليماني إلى مطار بغداد على متن طائرة قادمة من سوريا أو لبنان في نحو الساعة الـ12:30 صباحاً، عندما استقبله أبومهدي المهندس، نائب قائد قوات الحشد الشعبي الموالي لإيران في العراق.
صعد "المهندس" إلى الطائرة على متن سيارتين قبل سليماني ومحمد رضا جابري، مدير العلاقات العامة في الحشد الشعبي، الذي كان مسافراً معه، وصعد إلى الداخل، وتم طردهما.
بعد لحظات، مع مرور السيارات عبر منطقة شحن متجهة إلى طريق وصول يؤدي من المطار، أصيبت القافلة بأربعة صواريخ أطلقتها طائرة من دون طيار من طراز MQ-9 Reaper.
فيما قالت الولايات المتحدة بشكل متكرر، إن سليماني مسؤول عن هجمات استهدفت جنوداً أمريكيين في العراق ومناطق أخرى، وإنه كان يخطط لاستهداف قواتها بالمنطقة.