قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الخميس 31 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي كريستوفر ميلر قرر سحب حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" من منطقة الخليج العربي، للتخفيف من حدة التصعيد مع إيران.
ما ذكرته الشبكة الأمريكية عن سحب حاملة الطائرات يأتي بعد أن كشفت وسائل إعلام أمريكية، الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول، أن قاذفتين أمريكيتين تقومان بمهمة جديدة للمرة الثانية هذا الشهر بالشرق الأوسط، على خلفية ما وصفته بتهديدات جديدة من إيران مع اقتراب الذكرى السنوية لمقتل قاسم سليماني.
محاولة خفض التصعيد مع إيران
نقلت الشبكة عن مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية (لم تسمّه) قوله إن "ميلر قرر، الأربعاء، سحب حاملة الطائرات المذكورة وإرسالها خارج المنطقة، في إشارة صريحة لخفض التصعيد مع إيران".
أضافت أنه "قبل استدعاء ميلر حاملة الطائرات، التي كان من المقرر أن تغادر منطقة الخليج، ضغط قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، الجنرال كينيث ماكنزي من أجل تمديد مهمتها هناك، بحسب المسؤول العسكري".
كما أعرب المسؤول العسكري عن قلقه من مبالغة مسؤولين بالحكومة من حقيقة الوضع الراهن مع إيران، وسط مخاوف من احتمالية شن طهران هجمات انتقامية بمناسبة ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني".
نقلت الشبكة عن مسؤول عسكري آخر (لم تسمّه) قوله إن "المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها الولايات المتحدة تشير إلى هجوم وشيك محتمل من قبل الميليشيات المدعومة من إيران على القوات الأمريكية في العراق، رغم عدم وجود يقين حول ذلك".
انقسام بين المسؤولين في البنتاغون
أضافت أن قرار ميلر يأتي رغم إعلان القيادة المركزية الأمريكية، الأربعاء، إرسال قاذفتي قنابل إضافيتين من طراز "B-52" إلى الشرق الأوسط بهدف "ردع العدوان"، مشيرة لانقسام مسؤولين بالبنتاغون حول الخطر الذي تمثله إيران.
وفق بيان القيادة، فإن هذه المهمة هي "ثالث عملية انتشار لقاذفة القنابل من طراز B-52H في منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية في الأيام الـ45 الأخيرة".
في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تحركت حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" إلى منطقة الخليج العربي مع سفن حربية أخرى، بحسب وسائل إعلام محلية.
إذ قالت "سي إن إن" آنذاك إن هذه التحركات "تتم بهدف توفير الدعم القتالي والغطاء الجوي مع انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان بحلول 15 يناير/كانون الثان المقبل.
كما نقلت عن مسؤول بالبنتاغون قوله إن "هذه الخطوة تمت بموجب أوامر من الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، وذلك قبل ورود أنباء عن اغتيال العالم النووي الإيراني البارز، محسن فخري زاده".
أوضحت "سي إن إن" أن تحركات القوات الأمريكية هي رسالة ردع متزايدة لإيران بغض النظر عن ملاحظة المسؤول.
نشر القاذفات "مجرد تحذير"
بينما قالت صحيفة Washington Post الأمريكية إن قاذفتين أمريكيتين من طراز "بي 52" حلَّقتا لمدة 30 ساعة أو أكثر، في مهمة ذهاب وإياب من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط؛ لتوجيه تحذير جديد إلى طهران.
بعد أن كشفت تقارير عن استعداد الأخيرة لشن هجمات ضد أهداف حليفة للولايات المتحدة بالعراق والدول المجاورة في الأيام المقبلة، وفقاً لما أفاد به مسؤول عسكري رفيع في الجيش الأمريكي.
كما قالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان لها، إن القاذفات التي انطلقت من قاعدة مينوت الجوية في نورث داكوتا، صباح الثلاثاء، للمرة الثالثة خلال الأيام الـ45 الماضية، تقوم بمهام ردع فوق الخليج العربي برفقة حراسة مقاتلة، مشيرة إلى أن القاذفات الأمريكية حلَّقت دون وقوع أي حوادث.
إيران تجهِّز للرد وواشنطن تستعد
في وقت سابق كشف موقع Politico الأمريكي، نقلاً عن مسؤول عسكري، أن الجيش الأمريكي في حالة تأهب قصوى، ويستعد لتعزيز قواته في الشرق الأوسط، رداً على هجوم إيراني محتمل.
القيادة الوسطى الأمريكية بدورها، أعلنت تحليق قاذفتين من طراز "بي 52"
فوق مياه الخليج العربي، وسط تهديدات الحرس الثوري الإيراني بالرد على تحركات "الأعداء".
فيما كشف مسؤول أمريكي للصحيفة أن هناك مؤشرات مقلقة بشأن هجوم إيراني محتمل عن طريق ميليشيات إيرانية في العراق، والبنتاغون يراقب الأمر.
في الأيام الماضية شدد الجيش الأمريكي مراقبته للمنطقة، إذ قام بإعادة حاملة الطائرات "USS Nimitz" إلى الشرق الأوسط، وإرسال سرب إضافي لطائرات مقاتلة من أوروبا.