أعلنت السلطات الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء 29 ديسمبر/كانون الأول 2020 تسجيل أول إصابة بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا المكتشفة في المملكة المتحدة، وذلك بحسب ما نقلت شبكة "سي إن بي سي" المحلية عن مسؤولي الصحة في ولاية كولورادو، في وقت متأخر الثلاثاء.
ومنذ أيام عديدة، أعلنت بريطانيا وهولندا وجنوب إفريقيا والدنمارك ظهور سلالة جديدة من الفيروس على أراضيها.
الصحيفة ذاتها أكدت أن حالة الإصابة تعود لشاب في العشرينات من عمره، وهو في الحجر الصحي حالياً في مقاطعة إلبرت، مشيرة إلى أن المصاب لم يسافر مؤخراً.
في السياق نفسه، قال جاريد بوليس، حاكم ولاية كولورادو: "هناك الكثير مما لا نعرفه عن هذه السلالة الجديدة من فيروس كورونا، لكن العلماء في المملكة المتحدة يحذرون العالم من أنها أسرع انتشاراً"، من السلالة الأصلية.
وأضاف بوليس: "نعمل على منع انتشار الفيروس واحتوائه على جميع المستويات"، موضحاً أن مسؤولي الصحة العامة يعملون على تحديد الحالات المحتملة الأخرى من خلال تتبع المخالطين.
كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن السلالة الجديدة لها قدرة انتشار أسرع بنسبة 70%، لافتاً أنه لا توجد بيانات تشير إلى أنها أكثر فتكاً من السلالة الأصلية.
ارتفاع أعداد الوفيات
فقد قالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الثلاثاء، إن وفيات فيروس كورونا في الولايات المتحدة وصلت إلى 334 ألفاً و29 في المجمل، وذلك بزيادة 1783 حالة عن الإحصاء السابق.
وأضافت أن إجمالي عدد الإصابات وصل إلى 19 مليوناً و232 ألفاً و843 حالة، بزيادة 176974 حالة جديدة.
يشمل الإحصاء الفترة حتى الرابعة عصر أمس بتوقيت شرق الولايات المتحدة، مقارنة بالأرقام السابقة التي نشرتها المراكز قبل ذلك بيوم.
فيما لا تعكس حصيلة المراكز الأمريكية بالضرورة الحالات التي تسجلها كل ولاية على حدة.
"السلالة الجديدة" تثير حالة من الذعر
وأدى ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا في المملكة المتحدة، وغيرها من الدول، إلى حالة من الذعر بجميع أنحاء العالم، فألغت عشرات العواصم الرحلات الجوية مع البلد الذي صار شبه معزول، خاصة أن هناك علماء يعتقدون أنها أكثر قابلية للتفشي من السلالة المعروفة بنسبة تصل إلى 70%.
وأوقفت أكثر من 40 دولة، بينها تركيا ودول أوروبية، رحلاتها الجوية مع بريطانيا، بعد اكتشاف سلاسة "كورونا" الجديدة.
لكن منظمة الصحة العالمية أكدت أن هذه السلالة الجديدة ليست "خارج السيطرة". حيث قال مسؤول الحالات الصحية الطارئة في المنظمة مايكل راين، للصحفيين يوم الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول 2020: "سجّلنا نسبة تكاثر للفيروس تتجاوز إلى حد بعيدٍ عتبة 1.5 في مراحل مختلفة من هذا الوباء، وتمكنا من السيطرة عليها. بناء عليه، فإن الوضع الراهن في هذا المعنى ليس خارج السيطرة".
ماذا عن اللقاح؟
يوم الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي أعلنت شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية "بيونتيك" (BioNTech)، قدرتها على توفير لقاح جديد خلال 6 أسابيع، مضاد لسلالة فيروس كورونا المكتشفة مؤخراً.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمدير التنفيذي لشركة بيونتيك، العالم التركي أوغور شاهين.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت "بيونتك" إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا برفقة شريكتها "فايزر" الأمريكية، تزيد نسبة فاعليته على 90%، وبدأت مؤخراً عدة دولٍ تطعيم مواطنيها به.
وقال شاهين إن "فريق عمله قادر على توفير لقاح بديل يحمي من سلاسة كورونا الجديدة خلال 6 أسابيع، في حال الاحتياج لبديل للقاح المعلن"، وفق إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية.
كما أضاف أن احتمال نجاح اللقاح الجديد "مرتفع نسبياً".
غير أنه في المقابل، شدد على أن اللقاح القديم الذي يحمي من فيروس كورونا المستجد "سيعمل أيضاً على المتغير الذي تم اكتشافه في المملكة المتحدة"، لافتاً إلى أن فريق العمل بحاجة إلى أسبوعين لاختبار اللقاح الأول على المتغير الجديد من الفيروس.
وأوضح شاهين تشابه اللقاحات بالقول إن "البروتينات الموجودة على الشكل المتحور من الفيروس كانت 99% مماثلة للسلالات السائدة".