هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشدة يوم الثلاثاء 29 ديسمبر/كانون الأول 2020 قياديي الحزب الجمهوري في الكونغرس، في حين يواجه احتمال إبطال اعتراضه على الميزانية الدفاعية في سابقة من شأنها أن تشكل إحراجاً كبيراً له في الأيام الأخيرة من عهده.
فمن منتجع مارالاغو الذي يملكه في فلوريدا حيث يمضي عطلته ووفق تقرير نشرته فرانس برس، أطلق ترامب البالغ 74 عاماً تغريدة جاء فيها أن "القيادة الضعيفة والمتعَبة للجمهوريين ستسمح بتمرير مشروع قانون الميزانية الدفاعية".
كما تابع ترامب "عمل جبان ومشين وخضوع تام من قبل أشخاص ضعفاء أمام كبرى شركات التكنولوجيا". وكان الرئيس المنتهية ولايته قد اعترض على مشروع الميزانية الدفاعية للعام 2021 لعدم إلغائه القانون المعروف بـ"المادة 230″ الذي يحمي الوضع القانوني لشبكات التواصل الاجتماعي التي يتهمها بالانحياز ضده.
ترامب يهاجم أعضاء في الحزب الجمهوري
ترامب قال متوجّهاً إلى الجمهوريين "تفاوضوا على مشروع قانون أفضل أو غيروا قادتكم الآن"، مشدداً على أن "مجلس الشيوخ يجب ألا يصادق على مشروع قانون الميزانية الدفاعية قبل إصلاحه".
في المقابل تجاهل زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل تغريدات ترامب وحدد يوم الأربعاء موعداً للتصويت على إبطال اعتراض الرئيس على مشروع قانون الميزانية الدفاعية.
لكن السناتور بيرني ساندرز قدّم اعتراضاً إجرائياً يمكن أن يرجئ التصويت إلى الجمعة.
كان ساندرز وأعضاء ديمقراطيون آخرون قد طالبوا ماكونل بإجراء تصويت متزامن على زيادة المساعدات الاقتصادية من 600 دولار إلى 2000 دولار، في إجراء أقره مجلس النواب الإثنين بغالبية كبيرة وأيده ترامب في نهاية المطاف.
كذلك هاجم ترامب قادة الحزب الجمهوري لعدم تأييدهم المزاعم التي يطلقها من دون أي دليل والتي يشدد فيها على أنه فاز في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني على الديمقراطي جو بايدن.
حيث غرّد الرئيس المنتهية ولايته "نحن بحاجة إلى قيادة جمهورية جديدة وحيوية"، مضيفاً "هل يمكنكم أن تتخيلوا لو أن الجمهوريين سرقوا الانتخابات الرئاسية من الديمقراطيين، لكانت أبواب الجحيم قد فُتحت".
وتابع أن "القيادة الجمهورية لا تريد سوى المسار الأقل مقاومة". وأضاف ترامب "قادتنا (ليس أنا بالتأكيد!) مثيرون للشفقة. يعلمون فقط كيف يخسرون! ملاحظة: لقد ساهمت بفوز الكثير من أعضاء مجلس الشيوخ في الانتخابات. أعتقد أنهم نسوا!".
انتخابات مفصلية في ولاية جورجيا
يأتي هجوم ترامب على قيادة الحزب الجمهوري قبل أسبوع من انتخابات مفصلية في ولاية جورجيا للفوز بمقعدين في مجلس الشيوخ في استحقاق من شأنه أن يحدد هوية الحزب الذي سيحظى بالغالبية في المجلس.
كذلك فمن المقرر أن يزور ترامب الولاية الجنوبية في الرابع من يناير/كانون الثاني 2021 من أجل خوض حملة لدعم المرشّحين الجمهوريين ديفيد بيرديو وكيلي لوفلر عشية اليوم الانتخابي.
يذكر أن جورجيا ولاية جمهورية الانتماء إجمالاً لكنها صوتت بفارق ضئيل لمصلحة بايدن في الانتخابات الرئاسية، ويخوض فيها بيرديو ولوفلر سباقاً محموماً مع المرشّحين الديمقراطيين جون أوسوف ورافايل وورنوك.
في المقابل وفي يوم الإثنين صوّت 322 نائباً مقابل 87 على تخطي اعتراض ترامب على الميزانية الدفاعية البالغة 740 مليار دولار، بينهم 109 جمهوريين.
ومن المتوقّع أن يجري هذا الأسبوع التصويت على مشروع القانون في مجلس الشيوخ ذي الغالبية الجمهورية، حيث يتعيّن أن ينال النص تأييد ثلثي الأعضاء لإبطال اعتراض الرئيس.
وفي بيان أصدرته عقب التصويت هاجمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ترامب واعتبرت أن اعتراضه على مشروع قانون الميزانية الدفاعية "متهوّر"، داعية إياه إلى وضع حد لـ"حملة الفوضى" التي يخوضها.
تخطي مجلس النواب
يأتي تخطي مجلس النواب لاعتراض ترامب غداة رضوخ الأخير لضغوط الجمهوريين والديمقراطيين وتوقيعه خطة المساعدة الاقتصادية البالغة 900 مليار دولار والتي كان يلوّح بالاعتراض عليها.
وكان قد لوّح على مدى أيام بعدم توقيع نص أعده وزير الخزانة ونال تأييد الحزبين في الكونغرس.
برضوخه أزيح شبح الإغلاق الحكومي الذي كان يمكن أن يحصل اعتباراً من الثلاثاء وضُمنت استمرارية المساعدات لملايين الأمريكيين الذين هم بأمسّ الحاجة إليها بسبب الجائحة.
في المقابل وقَّع ترامب أخيراً خطة المساعدة الاقتصادية في مارالاغو مساء الأحد، بعيداً عن الإعلام.
في حين يشكل توقيع ترامب لخطة المساعدة الاقتصادية وإبطال الكونغرس الذي يلوح في الأفق لاعتراضه مؤشرين جديدين لتلاشي سلطته قبل موعد مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني 2021 وخلال ولايته الرئاسية اعترض ترامب على تسعة مشاريع قوانين من بينها الميزانية الدفاعية، وإلى حد الآن لم يبطل الكونغرس أياً من اعتراضاته.