في تطور جديد للملف الذي ظلّ لسنوات مصدر توتر بين الصين وواشنطن، احتجت سفارة بكين لدى الجزائر على منشور لنظيرتها الأمريكية حول قضية الإيغور، اعتبرته "مسيئاً" و"تدخلاً في شؤون الصين الداخلية".
حيث نشرت سفارة واشنطن بالجزائر، يوم الأحد 27 ديسمبر/كانون الأول 2020، عبر "فيسبوك"، رابطاً لتقرير صحفي حول اثنين من أصحاب المطاعم بالولايات المتحدة، يعملان إلى جانب تقديم الوجبات على توعية الزبائن حول الاضطهاد المستمر الذي يمارسه الحزب الشيوعي الصيني منذ عقود ضد الإيغور في مقاطعة شينجيانغ بالصين.
ونقل التقرير، الذي نشره موقع "شير أمريكا" التابع للخارجية الأمريكية، شهادات عن اضطهاد الإيغور.
وفي المقابل، احتجت سفارة الصين بالجزائر، مساء الإثنين 28 ديسمبر/كانون الأول 2020، على خطوة البعثة الدبلوماسية الأمريكية، قائلة، في تدوينة لها على "فيسبوك"، إن ذلك محاولة "لتشويه سمعة الصين، وتدخل في الشؤون الداخلية الصينية".
إذ رأت سفارة بكين أنه كان ينبغي أن "تركز السفارة الأمريكية على تعزيز التعاون مع الدولة التي تعمل فيها (الجزائر)، لكنها دائماً ما تفكر في كيفية تشويه سمعة الدول الأخرى، والتدخل في شؤونها الداخلية، إنه أمر محير"، حسب قولها.
ووفقاً لبيانات الاستطلاع التي أصدرها مركز بيو للأبحاث الأمريكي، هناك 75% من المسلمين الأمريكيين يعتقدون بوجود تمييز عنصري خطير ضدهم في المجتمع الأمريكي، كما تقول السفارة الصينية.
وقبل أشهر أقرّ مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار يحظر استيراد السلع المنتجة في منطقة "شينجيانغ"، على خلفية قيام بكين "بإرغام أفراد من أقلية الإيغور على العمل القسري".
ويتعرّض الإيغور المسلمون في إقليم شينغ يانغ شمال غربي الصين للتمييز الديني والثقافي والاجتماعي، تحت مسمّى مكافحة التطرّف والإرهاب، كما تسميه السلطات الصينية.
ومنذ عام 1949، تسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية، وهو موطن أقلية الإيغور المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة".
وفي أغسطس/آب 2018، أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الإيغور في معسكرات سرية بتركستان الشرقية.
غير أن الصين عادة ما تقول إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ"معسكرات اعتقال"، إنما هي "مراكز تدريب مهني"، وترمي إلى "تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة".
وتفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليوناً من الإيغور، فيما تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون.
بنغلاديش تنقل مجموعة ثانية من اللاجئين الروهينغا إلى جزيرة مُعرّضة لفيضانات وعواصف
وفي سياق متصل، بدأت بنغلاديش، اليوم الثلاثاء 29 ديسمبر/كانون الأول 2020، نقل مجموعة ثانية من اللاجئين الروهينغا إلى جزيرة "بهاسان شار" النائية في خليج البنغال، وهي جزيرة مُعرّضة لفيضانات وعواصف، وفقاً لما نشرته وكالة رويترز.
وتقول الأمم المتحدة إنها لا تشارك في عملية النقل، لكنها حثت الحكومة على عدم إجبار أي لاجئ على الانتقال إلى الجزيرة التي ظهرت في المياه قبل 20 عاماً فحسب.
وكانت السلطات البنغالية قد أرسلت في مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، 1642 لاجئاً أراكانياً، إلى الجزيرة المثيرة للجدل.
وشيدت الحكومة حاجزاً ممتداً بطول 12 كيلومتراً لحماية الجزيرة، فضلاً عن مساكن تَسَع 100 ألف شخص، ونفت وجود مخاطر تهدد الجزيرة.
وقال وزير الخارجية البنغلاديشي، أبو الكلام عبدالمؤمن، لرويترز، إن "الجزيرة آمنة تماماً"، على حد قوله.
وتقول الحكومة أيضاً إن عملية النقل اختيارية، لكن بعض اللاجئين من المجموعة الأولى تحدثوا عن إجبارهم على الرحيل.
وعبّرت منظمة العفو الدولية عن قلقها، بالقول إن "غياب الشفافية في عملية التشاور مع اللاجئين، وما يردده بعضهم عن عرض أموال على أسر الروهينغا للانتقال إلى تلك الجزيرة، فضلاً عن استخدام أساليب الترهيب، كلها أمور تجعل عملية النقل مثار تساؤلات".