أطلقت أوروبا يوم الأحد 27 ديسمبر/كانون الأول 2020 حملة ضخمة للتطعيم ضد فيروس كورونا المستجد المسبِّب لمرض كوفيد-19 في محاولة للسيطرة على الجائحة، لكن العديد من الأوروبيين يشككون في سرعة اختبار اللقاحات والموافقة عليها ويحجمون عن تلقي الجرعة.
في حين أبرم الاتحاد الأوروبي عقوداً مع مجموعة من شركات الأدوية، منها فايزر وبيونتيك ومودرنا وأسترا زينيكا، للحصول على ما يتجاوز ملياري جرعة في المجمل. ويهدف الاتحاد إلى تطعيم كل البالغين خلال العام المقبل وفق تقرير وكالة فرانس برس يوم الأحد.
أوروبا تطلق حملة ضخمة ضد فيروس كورونا
لكن استطلاعات أشارت إلى مستويات كبيرة من التردد تجاه التطعيم في عدة بلدان، من فرنسا وحتى بولندا، حيث اعتاد كثيرون أن يستغرق تطوير اللقاحات عقوداً وليس شهوراً فقط.
حيث قال إيرينوس سيكورسكي (41 عاماً) بعد خروجه من كنيسة في وسط وارسو بصحبة طفليه "لا أعتقد أن هناك لقاحاً في التاريخ تم اختباره بهذه السرعة". وأضاف "أنا لا أقول إن التطعيم يجب ألا يتم. لكنني لن أختبر لقاحاً لم يتم التحقق منه على أطفالي أو على نفسي".
فيما أظهرت الاستطلاعات في بولندا، حيث يتعمق انعدام الثقة في المؤسسات العامة، أن أقل من 40% من الناس يعتزمون تلقي التطعيم في الوقت الحالي. وفي أحد مستشفيات وارسو، حيث بدأ التطعيم اليوم، لم يطلب اللقاح سوى نصف الطاقم الطبي.
أما في إسبانيا، وهي واحدة من أشد البلدان الأوروبية تضرراً بالوباء، قال جيرمان الذي يعمل مغنياً وملحناً موسيقياً (28 عاماً) إنه لن يذهب لتلقي اللقاح في الوقت الحالي.
وفي بلغاريا شبّه أسقف مسيحي أرثوذكسي كوفيد-19 بمرض شلل الأطفال. وأظهرت استطلاعات للرأي هناك أن 45% من الناس قالوا إنهم لن يحصلوا على جرعة اللقاح في حين قال 40% إنهم يعتزمون الانتظار لمعرفة ما إذا كانت ستظهر أي آثار جانبية سلبية.
من جانبه قال الأسقف تيهون للصحفيين بعد حصوله على التطعيم في صوفيا، "بالنسبة لي، أتلقى كل لقاح مضاد لأي مرض".
الطرق التقليدية لإنتاج اللقاحات
لكن في الوقت نفسه لا يبدو أن التردد واسع النطاق يأخذ بعين الاعتبار التطورات العلمية على مدى العقود الماضية.
ووفقاً لدراسة أجريت عام 2013، تستغرق الطريقة التقليدية لإنتاج لقاح ما يزيد على عقد في المتوسط. واستغرق إنتاج أحد لقاحات الإنفلونزا الوبائية أكثر من ثماني سنوات بينما استغرق لقاح التهاب الكبد (بي) حوالي 18 عاماً في طور الإعداد.
في حين استغرق تطوير لقاح شركة مودرنا 63 يوماً بدءاً من التسلسل الجيني حتى وصوله إلى أول جرعة للبشر.
لكن جيريمي فارار مدير وحدة الأبحاث السريرية بجامعة أكسفورد التي تدعمها مؤسسة ويلكام تراست الخيرية قال "سوف ننظر إلى التقدم الذي جرى إحرازه في عام 2020 ونقول: (كانت تلك حقاً مرحلة حقق فيها العلم قفزة كبيرة إلى الأمام)".
في المقابل فقد ارتبط لقاح فايزر-بيونتيك بعدد قليل من حالات الحساسية الشديدة بعد طرحه في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، لكن لم تظهر التجارب السريرية أي آثار جانبية خطيرة طويلة المدى.