أجرت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة، مساء الجمعة 25 ديسمبر/كانون الأول 2020 عملية تبادل هي الأول بين حكومة الوفاق الليبية وميليشيا الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، منذ وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الثاني، شملت 48 أسيراً لدى الطرفين.
من جانبه، قال عضو اللجنة عن حكومة الوفاق الليبية، مختار نقاصة، إن العملية "تمت في منطقة الشويرف (417 كم جنوب طرابلس)"، تحت إشراف من اللجنة العسكرية، وأعيان من مدينة صبراتة (غرب طرابلس)، وكتائب أمنية تابعة للجيش الليبي".
من جهته، قال المنسق الأمني للعملية، آمر "كتيبة شهداء صبراتة" محمد المعري: "استبدلنا 33 أسيراً تابعاً لميليشيا حفتر، مقابل 15 من قواتنا، بجهود من أعيان صبراتة والزنتان وإشراف اللجنة العسكرية".
وفق مصادر محلية ليبية فإن هذا التبادل يعد الأول منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم إعلانه في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبناءً على اتفاق وقف إطلاق النار، اتفقت اللجنة العسكرية، والتي تضم 5 أعضاء من الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، و5 من طرف ميليشيا حفتر، على تبادل محتجزين بين الطرفين.
ترحيب أممي
من جانبها، رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بـ"النجاح الكبير الذي تحقق، الجمعة، والمتمثل بتنفيذ عملية تبادل محتجزين من الطرفين (الحكومة الليبية وميليشيا الانقلابي، خليفة حفتر) بإشراف اللجنة العسكرية المشتركة 5+5″.
وفي بيان نشر على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك أضافت البعثة موضحة أن "عملية تبادل الأسرى تمت بجهودٍ ومساعٍ حميدة قام بها المشايخ والأعيان والحكماء".
كما حثت البعثة الطرفين "على تسريع وتيرة تنفيذ كافة بنود وقف إطلاق النار في ليبيا الموقع في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في جنيف، بما في ذلك استكمال تبادل كافة المحتجزين المشمولين بالاتفاق".
دوريات لحفظ الأمن
في وقت سابق الجمعة، نفذت قوات حكومة الوفاق عرضاً عسكرياً في مناطق انتشارها غرب سرت، وهو ما اعتبره حفتر انتهاكاً صريحاً لمبادئ وقف إطلاق النار.
كما أعلنت غرفة عمليات سرت والجفرة التابعة لقوات حكومة الوفاق، أن دوريات مسلحة تابعة لها جابت المناطق الصحراوية الواقعة جنوب غرب مدينة سرت، "لرصد أي تحرك لميليشيا حفتر ومرتزقة فاغنر التابعة لها".
ويسود ليبيا، منذ 23 أكتوبر، وقف لإطلاق النار تخرقه مليشيا حفتر من آن إلى آخر، رغم تحقيق الفرقاء تقدما على المستويين السياسي والعسكري نحو حل النزاع سلميا.
منذ سنوات، تعاني ليبيا الغني بالنفط صراعاً مسلحاً، فبدعم من دول عربية وغربية، تنازع ميليشيا حفتر الحكومة المعترف بها دولياً، على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي هائل.