قالت صحيفة The Guardian إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون كان يرتدي ربطة عنق مزينة بأسماك تحمل رسالة خفية عن واحدة من القضايا الرئيسية في المفاوضات المضنية الخاصة بالاتفاقية التجارية لانفصال بلاده عن الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وذلك خلال مؤتمره الصحفي عشية عيد الميلاد (الكريسماس).
وكانت قضية الصيد البحري بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي تُمثل أشد القضايا الخلافية في المفاوضات بين الجانبين، وكادت تُهدد الاتفاق برمته.
وبالرغم من أنَّ صناعة الصيد لا تُسهِم إلا بـ0.1% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، لكنها أصبحت رمزاً لرغبة المصوتين في "استعادة السيطرة".
إذ اشترط الأوروبيون الحصول على تسوية لمسألة الصيد من أجل السماح للبريطانيين بالوصول من دون رسوم جمركية ولا حصص إلى سوقهم الموحدة الضخمة. ويعتبر البريطانيون هذا الأمر
قضية مهمة لا يمكن تجاهلها، خاصة أن الاتحاد الأوروبي هو أول شريك تجاري لهم.
واشتكى الكثيرون من أنَّ السنوات المتعاقبة من الإفراط في الصيد من جانب دول الاتحاد الأوروبي، وأضر نظام الحصص (الكوتة) بالصناعة.
وفي إعلان جونسون، شدد على الزيادة "المدهشة" في كميات الصيد التي سيُتاح لبريطانيا الآن الاحتفاظ بها.
ووافقت رئاسة الوزراء البريطانية على شروط تنص على التزام الأساطيل الأوروبية بـ"إعادة" 25% من الثروة السمكية التي يحصلون عليها من المياه البريطانية.
من جهته، قال باري دياس، رئيس الاتحاد الوطني لمنظمات الصيّادين في بريطانيا، إن رئيس الوزراء أخذ في الاعتبار أن منتجات الصيد غير معمرة، مضيفاً أن القطاع سيصيبه "خيبة أمل مريرة" من أن الصيّادين الأوروبيين لا يزال مسموحاً لهم بالدخول حتى 12 ميلاً (19.3 كيلومتر) من الساحل البريطاني.
وهذه ليست المرة الأولى خلال مفاوضات بريكست التي ترتدي فيها شخصيات عامة ملابس تحمل تعليقات على القضايا محل النظر.
عندما جلست ليدي هيل، رئيسة المحكمة العليا، لإصدار حكم المحكمة بشأن ما إذا كان قرار جونسون بتعليق عمل البرلمان في عام 2019 قانونياً أم لا، انجذبت عيون الكثير من الناس إلى العنكبوت الفضي الذي بدا وكأنه يزحف على كتفها.
واعتُقِد أنَّ المشبك على شكل عنكبوت الذي ارتدته هو إشارة مشفرة على أن رئيس الوزراء حوصر بسبب حكم المحكمة بعدم قانونية قراره. جمعت القمصان ذات التصميم أكثر من 5000 جنيه إسترليني للمأوى في الساعات التي تلت إعلانها.
وخلال الجلسة الافتتاحية الرسمية للبرلمان بعد الانتخابات العامة لعام 2017، ارتدت الملكة قبعة أرجوانية عليها عدة أزهار مع تلات زرقاء بقلوب صفراء. وقارنها البعض على الفور بعلم الاتحاد الأوروبي.
وبعيداً عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، شوهدت السيدة الأولى ميلانيا ترامب في الولايات المتحدة وهي ترتدي معطفاً يحمل شعار "أنا حقاً لا أهتم. هل تهتمون؟" على ظهرها، تزامناً مع الانتقادات المتزايدة الموجهة لزوجها.
وعلى الرغم من الإنكار الأولي، والادعاءات بأنها كانت "مجرد سترة"، أكدت ميلانيا لاحقاً في مقابلة أنها "كانت نوعاً من الرسالة".