فجَّرت السلطات الأمريكية مفاجأة كبيرة عندما أعلنت أن قاتل الناشطة علا سالم، التي عُثر على جثتها في أحد متنزهات ولاية نيويورك عام 2019، لم يكن سوى والدها الملاكم الدولي المصري السابق كابري سالم.
صحيفة New York Times الأمريكية أشارت في تقريرها، الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول 2020، أنه حين اكتُشِفَت جثة علا سالم في متنزَّهٍ بجزيرة ستاتن، في ولاية نيويورك الأمريكية، في أكتوبر/تشرين الأول 2019، أُصيب أصدقاؤها وأقاربها بدهشة كبيرة وهم يبحثون عن تفسير لما حدث.
اقرأ أيضاً
مقتل علا سالم على يد والدها
عُرِفَت علا سالم، البالغة 25 عاماً، بأنها مدافعةٌ في منظمة لحماية النساء والأطفال من العنف الأسري، حيث كانت مُتطوِّعة، وركَّزَت الشكوك في وسائل الإعلام المحلية على زوجها، الذي قالت الشرطة إن علاقتها به كانت مضطربة.
قدَّم والدها كابري سالم نظريةً أخرى، إذ قال لصحيفة New York Times الأمريكية إن ابنته شاركت قصصاً عن شخص ما يتبعها على الطريق السريع.
لكن السلطات تقول الآن إن هذه المعلومة كانت كذبة تهدف إلى تضليل المُحقِّقين، وإن سالم هو من قَتَلَ ابنته، وسَحَبَ جثمانها إلى مُتنزَّه بلومينغديل بارك وغطاه بفروع الأشجار. ومثُل سالم، 52 عاماً، أمام المحكمة هذا الأسبوع ليواجه سبعة اتِّهامات تشمل القتل والخنق وإخفاء جثة.
تُظهِر سجلات المحكمة أنه يدافع عن نفسه بأنه غير مُذنِب، فيما لم يتسن الوصول إلى محامي سالم للتعليق على الأمر هذا الأسبوع. وقال مسؤولون إنه على الرغم من تصريحات سالم للصحفيين، فقد اعتُبِرَ مُشتَبَهاً به في قتل ابنته علا سالم.
إذ قال مايكل ماكماهون، المُدَّعي العام لمنطقة جزيرة ستاتن: "طوال هذه القضية المأساوية، لم نفقد الأمل قط في أن القاتل المزعوم سيُعتَقَل ويُوجَّه له الاتهام". وأضاف: "سنواصل العمل بلا كلل لمحاسبة المُدَّعى عليه".
جاءت التهم بعد تحقيق استمرَّ لمدة عام في جريمة قتل حيَّرَت العديد مِمَّن يعرفون علا سالم. وقال أصدقاؤها إنهم انزعجوا من نبأ اعتقال والدها.
اقرأ أيضاً
العثور على جثة الناشطة الأمريكية
في العام الماضي، في 23 أكتوبر/تشرين الأول، كانت علا سالم في ولاية بنسلفانيا مع والدها، وهو ملاكمٌ محترف سابق شارَكَ في الألعاب الأولمبية، حسبما قال مسؤولون.
في وقتٍ لاحق من ذلك المساء، أو في وقت مبكِّر من اليوم التالي، خنق سالم ابنته علا سالم، وفقاً للائحة الاتِّهام. وقال المسؤولون إنه قاد سيارته بعد ذلك إلى جزيرة ستاتن، وسَحَبَ جثتها إلى بلومينغديل بارك وغطاها بفروع وأوراق الأشجار. وعلى حدِّ قولهم عاد سالم بعد ذلك إلى بنسلفانيا وفرَّ من البلاد لاحقاً.
كان مفتاح التحقيق هو الكشف الذي جرى هذا العام عن أن سالم قد استأجَرَ سيارةً من شركة Avis، في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2019، حسبما قال أحد مسؤولي إنفاذ القانون على اطِّلاعٍ على القضية.
رواية الأب ودفاعه عن نفسه
في السابق، أخبَرَ سالم المُحقِّقين أنه قاد ابنته علا سالم إلى منزلها في نيويورك بسيارة العائلة. وقال المسؤول إن المُحقِّقين عثروا أيضاً على هاتف ابنته في سيارة العائلة، فيما أخبرهم سالم أنها نسيته حين أوصلها.
لكن المسؤول قال إن المُحقِّقين اكتشفوا أن سالم استخدم السيارة المُستأجَرَة في رحلاتٍ في جزيرة ستاتن، بما في ذلك توقُّف قصير في الحديقة بالقرب من مكان العثور على جثة ابنته. وكان قد اعتُقِلَ في الكويت، في ديسمبر/كانون الأول، بمساعدة وزارة الخارجية الأمريكية والإنتربول، وأودِعَ في الحجر الصحي قبل تسليمه إلى نيويورك.
لم يقدِّم المُدَّعون دافعاً محتملاً للقتل، لكن العلاقات بين علا وأقاربها بدت مشحونةً لبعض الوقت. وفي وقت مقتلها كان لدى عائلة سالم أمر حماية جار الإنفاذ ضدها، وفقاً للمسؤول، الذي لم يكن مُخوَّلاً بمناقشة القضية علناً.
"الساحر المصري" ملاكم دولي سابق
صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، أشارت إلى أن سالم الذي لقب بـ"الساحر المصري" خلال سنوات نشاطه الاحترافي في رياضة الملاكمة كان قد فر هارباً من أمريكا فور اكتشاف جثة ابنته، في أكتوبر/تشرين الأول 2019، داخل متنزه "بلومينغديل بارك" بحي "برينس باي" بجزيرة ستاتن.
أشارت الصحيفة إلى أن الفتاة القتيلة عرف عنها نشاطها الحقوقي في الدفاع عن النساء المسلمات اللواتي يتعرضن للعنف المنزلي، وذلك عبر عملها التطوعي في مركز آسيا النسائي بمدينة نيويورك.
أما قباري، فبحسب ما ذكرت تقارير إعلامية كان أحد الرياضيين البارزين في مصر، وشارك في الألعاب الأولمبية تحت علمها مرتين في العام 1992 والعام 1996.
لاحقاً احترف الملاكمة، وحتى العام 2004 كان قد فاز في 20 لقاء من أصل 23 مباراة خاضها، وقد لقي أحد الملاكمين حتفه على يديه في العام 1999.
ففي سبتمبر/أيلول من تلك السنة تواجه "الساحر" مع منافسه الأمريكي راندي كارفر في مدينة كانساس سيتي، حيث تعرّض الأخير لعدة ضربات قوية على رأسه، ما جعله يفقد وعيه في الحلبة قبل أن يفارق الحياة بعدها بيومين في المستشفى.