أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجمعة 25 ديسمبر/كانون الأول 2020، اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك بعد أيام قليلة من التوصل إلى اتفاق بين الرباط وتل أبيب من أجل تطبيع العلاقات بينهما، بوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته قد أعلن على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، يوم العاشر من ديسمبر/كانون الأول، توصُّل المغرب وإسرائيل إلى اتفاق على تطبيع العلاقات بينهما، كما أعلن أيضاً أن بلاده اعترفت بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء، إضافة إلى عزمها على فتح قنصلية في مدينة الداخلة المغربية.
كما تقول الرباط، إن الأمر ليس تطبيعاً، وإنما استئناف لعلاقات رسمية تم تجميدها عام 2002.
وذكر بلاغ للديوان الملكي المغربي، الجمعة، أن "الملك محمد السادس أجرى مباحثات هاتفية مع رئيس وزراء دولة إسرائيل، بنيامين نتنياهو".
وأوضح البلاغ أنه "خلال هذه المباحثات، ذكَّر جلالة الملك بالأواصر المتينة والخاصة التي تربط الجالية اليهودية من أصل مغربي بالملكية المغربية"، دون تقديم تفاصيل إضافية.
من جانبه، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه تحدث مع العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجمعة، ودعاه إلى زيارة إسرائيل.
كما أضاف البيان الإسرائيلي أن الزعيمين تحدثا عن المضي قدماً بناءً على الاتفاق الذي تم بوساطة أمريكية وأعلِنَ عنه هذا الشهر، لتطبيع العلاقات الثنائية.
نتنياهو شكر العاهل المغربي على استضافة وفد إسرائيلي رسمي، هذا الأسبوع.
الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، استقبل ملك المغرب بالقصر الملكي في العاصمة الرباط وفداً أمريكياً إسرائيلياً، وفق ما ذكره بلاغ للديوان الملكي المغربي.
يتألف من كل من جاريد كوشنر المستشار الرئيسي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ومئير بن شبات مستشار الأمن القومي لإسرائيل، إضافة إلى أفراهام بيركوفيتش المساعد الخاص لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية والممثل الخاص المكلف بالمفاوضات الدولية.
وقد عرف هذا اللقاء التوقيع على إعلان مشترك بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، والذي وقَّعه رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني وجاريد كوشنر ومئير بن شبات.
جدير ذكره، أن المغرب بدأ علاقات مع إسرائيل على مستوى منخفض عام 1993، بعد توقيع اتفاقية "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وتل أبيب، لكن الرباط جمدت تلك العلاقات عام 2002، في أعقاب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى).
كما أصبح المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل، وهو ما يعتبره مراقبون اختراقاً إسرائيلياً لافتاً لمنطقة المغرب العربي، التي تضم أيضاً الجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا.
المغرب بات أيضاً رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل، خلال 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان.
ومن قبل تلك الدول العربية، يرتبط الأردن ومصر باتفاقيتي سلام مع إسرائيل، منذ 1994 و1979 على الترتيب.