دعا الجيش الليبي، الأربعاء 23 ديسمبر/كانون الأول 2020، قواته إلى رفع درجة التأهب والاستعداد لصد أي هجوم في خطوط التماس (سرت – الجفرة)، جنوب ليبيا، من جانب ميليشيا خليفة حفتر، في ظل الحديث عن تحشيدات وتحصينات تقوم بها.
في بيان، قال الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق المعترف بها دولياً: "إننا ندعو كافة القوات المساندة لرفع درجة التأهب والاستعداد لصد أي تحرك مرتقب لقوات المرتزقة"، في محور سرت (450 كلم شرق العاصمة طرابلس) والجفرة (650 كلم جنوب شرق طرابلس)، جاء ذلك وفق ما نشره المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، على حسابه بـ"تويتر".
وفي الوقت الذي جدد فيه الجيش الليبي التأكيد على دعمه لمبدأ الحوار والتوافق بين الليبيين، فإنه أكد أنه "سيضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه بيع دماء شبابنا وتضحياتهم من ساسة منبطحين وعملاء مندسين".
رصد تحصينات وزراعة ألغام
كما طالب الجيش "جميع المدنيين والأطراف غير المنضوية تحت الغرفة بعدم الاقتراب من مناطق العمليات إلا بإذن مسبق من غرفة العمليات الميدانية، في كل من سرت والجفرة".
وأوضح الجيش أن هذا التطور يأتي "في ظل التحشيدات المتزايدة والتحصينات التي تقوم بها قوات المتمرد (حفتر) حول مدينة سرت ومنطقة الجفرة".
وأردف: "ميليشيا حفتر تقوم بزراعة الألغام وحفر الخنادق وجلب المرتزقة، بالإضافة لتحشيد الآليات الثقيلة والمدفعية، والتي إن دلت على شيء فإنما تدل على نية حفتر إعادة الكَرّة كما فعل في 4 أبريل/نيسان 2019".
يشار إلى أنه في ذلك اليوم بدأت ميليشيا حفتر هجوماً على طرابلس (غرب)، مقر الحكومة المعترف بها دولياً، قبل أن يتمكن الجيش من طرد الميليشيا من العاصمة، في 4 يونيو/حزيران من ذلك العام.
رصد طيران وجلب مرتزقة
كان الجيش الليبي قد أعلن، الجمعة، رصد 12 رحلة جوية تنقل مرتزقة من سوريا إلى مناطق سيطرة حفتر، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنذ الاتفاق على وقف إطلاق النار، في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رصد الجيش تحركات عديدة مشبوهة لميليشيا حفتر قرب خطوط التماس، خاصة في مدينتي سرت والجفرة والجنوب الليبي.
وأجرت ميليشيا حفتر، مؤخراً، مناورات بالذخيرة الحية، جربت فيها أسلحة جديدة، وشارك فيها الطيران، ما يعطي انطباعاً بوجود استعدادات لمعارك أكبر وأوسع.
وتأتي تحشيدات حفتر رغم أن الفرقاء الليبيين حققوا تقدماً، خلال حوار سياسي وعسكري، في مسعى لإنهاء النزاع سلمياً، برعاية الأمم المتحدة.
ومنذ سنوات، تنازع ميليشيا حفتر، بدعم من دول عربية وغربية، الحكومة على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط، ما أسقط قتلى بين المدنيين، بجانب دمار مادي هائل.