وجهت إيران تحذيرات مباشرة للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، من أي "مغامرة" قبل مغادرته البيت الأبيض، وذلك على أثر اتهام الرئيس الأمريكي طهران بالمسؤولية عن هجوم على السفارة الأمريكية في العراق، وفق ما نقلته وكالة "أ.ف.ب" الفرنسية للأنباء.
الأربعاء 23 ديسمبر/كانون الأول، قال ترامب إنه سيحمّل "إيران المسؤولية" في حال شن هجوم يتسبب بمقتل أمريكيين في العراق، مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة أمريكية في بغداد.
تهديدات واتهامات
وفي تغريدة له على تويتر، كتب الرئيس المنتهية ولايته: "سفارتنا في بغداد تعرضت، الأحد، لعدة صواريخ"، وأضاف فوق صورة لثلاثة صواريخ قال إن إطلاقها فشل: "احزروا من أين جاءت: من إيران".
كما تابع: "الآن نسمع حديثاً عن هجمات أخرى ضد أمريكيين في العراق"، موجّهاً "نصيحة ودّيَّة لإيران: إذا قُتل أمريكي واحد فسأُحمِّل إيران المسؤولية". وقال محذراً: "فكِّروا في الأمر جيداً".
في الجهة المقابلة، كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على تويتر، الخميس، أن دونالد ترامب "يستخدم صورة لا قيمة لها لاتهام إيران"، مضيفاً أن الرئيس المنتهية ولايته "سيتحمل المسؤولية الكاملة عن أي مغامرة" يقوم بها.
مسؤول الخارجية الإيرانية اتهم الرئيس الأمريكي بـ"تعريض مواطنيه للخطر في الخارج"، ومحاولة تحويل "الانتباه عن الإخفاقات الكارثية" في مواجهة كوفيد-19 بالولايات المتحدة.
"ترامب سيتحمل المسؤولية"
وفي تغريدة أخرى، كتب ظريف على تويتر: "في المرة الماضية، دمرت الولايات المتحدة منطقتنا، بسبب افتراءاتها المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل، وأهدرت سبعة تريليونات دولار، وتسببت في سقوط 58976 من الضحايا الأمريكيين"، في إشارة إلى غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.
كما أضاف ظريف: "سيتحمل ترامب المسؤولية كاملة عن أي مغامرة يقوم بها وهو في طريقه للخروج".
من جهته، قال الجيش العراقي إن "جماعة خارجة عن القانون" هي المسؤولة عن الهجوم الذي سبَّب خسائر مادية طفيفة.
في حين صرح مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، لوكالة رويترز، بأن كبار مسؤولي الأمن القومي اتفقوا أمس على عدة خيارات، لعرضها على ترامب، بهدف ردع أي هجوم يستهدف العسكريين أو الدبلوماسيين الأمريكيين في العراق.
فيما لم يوضح المسؤول ما هي هذه الخيارات أو ما إذا كانت تشمل عملاً عسكرياً.
توتر متصاعد
كان ترامب قد أمر بشنِّ هجوم بطائرة بدون طيار في أوائل يناير/كانون الثاني 2019، لاغتيال الجنرال سليماني، مهندس استراتيجية إيران الإقليمية، في بغداد.
رداً على ذلك أطلقت طهران صواريخ على قواعد عسكرية عراقية تضم جنوداً أمريكيين.
فيما تصاعد التوتر من جديد بين الطرفين مع اقتراب الذكرى الأولى لهذه العملية وقبل أسابيع قليلة من رحيل ترامب، الذي قاد حملة "الضغوط القصوى" ضد إيران خلال فترة ولايته.
واستهدفت عشرات الهجمات، لا سيما الصاروخية منها، مصالح أمريكية في العراق هذا العام. وأعلنت مجموعات صغيرة غير معروفةٍ مسؤوليتها عن العديد منها، لكن خبراء قالوا إنها مجموعات موالية لإيران.
وقال مسؤولون عراقيون وغربيون لوكالة فرانس برس مؤخراً، إنهم يعتقدون أن إيران تحاول الحفاظ على الهدوء خلال الفترة المتبقية لترامب.