أفاد موقع أكسيوس الأمريكي، الأربعاء 23 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن الولايات المتحدة تدرس إغلاق سفارتها في بغداد إثر الهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء.
حيث نقل الموقع عن مصدرين قال إنهما على اطلاع على الأمر قولهما إن "الولايات المتحدة تدرس إغلاق سفارتها في بغداد على نحو سريع، إثر سلسلة الهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء في العراق من قِبل الميليشيات المدعومة من إيران".
كذلك وبحسب المصدر، فإن هذه الخطوة، من بين عدة خيارات قيد الدراسة، يمكن أن تكون مقدمة للانتقام من إيران، التي وصفها الرئيس ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو بأنها "دولة راعية للإرهاب".
أمريكا تدرس إغلاق سفارتها في العراق
يذكر أن آخر هجوم كان قد وقع الأحد، عندما أسقطت منظومة دفاعية متمركزة في السفارة ثلاثة صواريخ أطلقت على المنطقة الخضراء، بحسب الموقع نفسه.
في المقابل قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية لرويترز إن كبار مسؤولي الأمن القومي اجتمعوا بالبيت الأبيض يوم الأربعاء، واتفقوا على عدة خيارات لردع أي هجوم يستهدف العسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين في العراق.
في حين قال المسؤولون إن المسؤولين وهم القائم بأعمال وزير الدفاع كريس ميلر ووزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين بحثوا الوضع في البيت الأبيض.
كما تابع المسؤول أن المسؤولين اتفقوا على "مجموعة متنوعة من الخيارات"، ستُطرح على الرئيس دونالد ترامب قريباً.
سقوط صواريخ على السفارة الأمريكية
من جانبه فقد سبق أن قال الجيش العراقي والسفارة الأمريكية يوم الأحد، إن ما لا يقل عن ثمانية صواريخ كاتيوشا سقطت في المنطقة الخضراء شديدة التحصين بالعاصمة بغداد، في هجوم استهدف السفارة، ما أسفر عن إلحاق أضرار طفيفة بالمجمع.
حيث قال الجيش العراقي إن جماعة "خارجة عن القانون" أطلقت ثمانية صواريخ. وأضاف الجيش في بيان أن معظم الصواريخ ضربت مجمعاً سكنياً ونقطة تفتيش أمنية داخل المنطقة، ما أسفر عن أضرار بأبنية وسيارات وإصابة جندي عراقي.
فيما انطلقت صافرات الإنذار من مجمع السفارة داخل المنطقة التي تضم مباني حكومية وبعثات أجنبية. وقال مسؤول أمني يقع مكتبه داخل المنطقة الخضراء إن نظاماً مضاداً للصواريخ، أُقيم للدفاع عن السفارة الأمريكية، تمكّن من تحويل مسار أحد تلك الصواريخ.
تنديد أمريكي بالحادث
من جانبها نددت السفارة الأمريكية بالهجوم، ودعت "جميع القادة السياسيين والحكوميين العراقيين إلى اتخاذ خطوات لمنع مثل هذه الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها".
حيث قالت السفارة في بيان "تؤكد السفارة الأمريكية أن الصواريخ التي استهدفت المنطقة الدولية أدت إلى رد الأنظمة الدفاعية للسفارة. ولحقت أضرار طفيفة بمجمع السفارة لكن لم تقع إصابات أو خسائر بشرية".
فيما قال وزير الخارجية الأمريكي في بيان لاحق إن مدنياً عراقياً واحداً سقط جراء الهجوم.
في حين يلقي مسؤولون أمريكيون باللوم على الفصائل المدعومة من إيران في الهجمات الصاروخية على منشآت أمريكية في العراق، بما في ذلك بالقرب من السفارة في بغداد. ولم تعلن أي جماعات مدعومة من إيران مسؤوليتها.
في المقابل قال بومبيو إن تلك الجماعات أكبر عائق أمام السلام والازدهار في العراق. وأضاف الوزير الأمريكي "ندعو كل العراقيين إلى دعم جهود حكومتهم لتعزيز سيادة العراق، وتقديم المسؤولين عن هذه الهجمات النكراء إلى العدالة وضمان سيطرة الدولة على كل الفصائل المدعومة من إيران".
وندد متحدث باسم الرئيس العراقي كذلك بالهجوم.
جماعات مسلحة في العراق
من جانبها سبق أن أعلنت عدة جماعات مسلحة، في أكتوبر/تشرين الأول، أنها علقت الهجمات الصاروخية على القوات الأمريكية بشرط أن تقدم الحكومة العراقية جدولاً زمنياً لانسحاب القوات الأمريكية.
لكن الضربة الصاروخية على السفارة الأمريكية، في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، كانت أيضاً علامة واضحة على أن الفصائل المدعومة من إيران، قررت استئناف الهجمات على القواعد الأمريكية، وفقاً لمسؤولين أمنيين عراقيين.
من جانبها فقد هددت واشنطن، التي تخفض قواتها البالغ عددها 5000 جندي في العراق تدريجياً، بإغلاق سفارتها، ما لم تكبح الحكومة العراقية الفصائل المتحالفة مع إيران.