قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن حكومته عازمة على تجفيف بؤرة الخلافات وإيقاف الاشتباكات نهائياً على المناطق الحدودية مع السودان، بينما ذكرت تقارير إعلامية أن المواجهات ما زالت مستمرة على الحدود بين البلدين.
رسالة آبي أحمد تأتي عقب اختتام اجتماع اللجنة السياسية حول قضايا الحدود بين البلدين، الأربعاء، واستمرت يومين بالخرطوم، بعد أيام من اعتداء طال الجيش السوداني من ميليشيا إثيوبية.
إذ اتفق الطرفان على رفع التقارير بشأن قضايا الحدود (لم يذكروا مضمونها)، إلى قيادة البلدين، إضافة لعقد اجتماع لاحقاً (لم يحدد تاريخه)، وفق بيان اللجنة.
آبي أحمد يبعث رسالة للشعب السوداني
ذكر آبي أحمد، في خطاب مكتوب للشعب السوداني باللغة العربية، أن "مثل هذه الأحداث لا ترقى لأن تمثل العيش المشترك لشعبينا عبر تاريخهما المديد، وطموحاتهما في تحقيق التنمية والرخاء".
كما أضاف رئيس الوزراء الإثيوبي أن حكومته عازمة في سعيها لتجفيف بؤرة الخلافات وإيقاف الاشتباكات على المناطق الحدودية نهائياً (…) وجعل هذه المناطق مساحات للتعاون والتآزر الاجتماعي والاقتصادي.
آبي أحمد أكد أيضاً أن حكومته تتابع عن كثب ما تقوم به بعض الجهات التي تريد أن تشوه علاقات حسن الجوار الحميمة والفريدة من نوعها بين السودان وإثيوبيا (دون تحديدها).
فيما استدرك آبي أحمد: "إذ تتحرك هذه الجهات دون هوادة في بث الشكوك والفرقة بين حكومتي بلدينا"، وقابل: "هذه الجهات هي من خططت ومولت ونفذت المواجهات الأخيرة التي حدثت في المناطق الحدودية بين البلدين".
بينما تستمر المواجهات على الحدود
من جهتها كشفت قناة الجزيرة أن القوات المسلحة السودانية تعرضت منذ مساء الأربعاء 23 ديسمبر/كانون الأول وحتى صباح الخميس، لقصف من ميليشيات إثيوبية، وذلك بعد هدوء دام نحو يومين على الحدود بين البلدين.
كما أضافت القناة نقلاً عن مصدر سوداني أن القوات المسلحة السودانية تصدت للهجوم الإثيوبي، ولم تتراجع عن مواقعها في منطقة جبل أم الطيور التي تبعد عن الحدود بين البلدين نحو 15 كيلومتراً.
كما أكدت مصادر عسكرية سودانية على وجود حشود عسكرية كبيرة للجيش الإثيوبي في منطقة برخت الإثيوبية الحدودية المتاخمة لمحلية الفشقة الكبرى بولاية القضارف (شرقي السودان).
تعزيزات عسكرية من البلدين
هذه التحركات الدبلوماسية تأتي بعد أن أعلن السودان، السبت 19 ديسمبر/كانون الأول، إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود مع إثيوبيا لـ"استعادة أراضيه المغتصبة من ميليشيا إثيوبية" في منطقة الفشقة (شرق)، وفق وكالة الأنباء الرسمية.
جاء هذا التطور بعد إعلان الجيش السوداني، في 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سقوط خسائر في الأرواح والمعدات جراء تعرض قواته "لاعتداء" من "ميليشيا إثيوبية" داخل أراض قرب الفشقة.
منذ نحو 26 عاماً، تستولي عصابات إثيوبية على أراضي مزارعين سودانيين في "الفشقة"، بعد طردهم منها بقوة السلاح. وتتهم الخرطوم الجيش الإثيوبي بدعم هذه العصابات، لكن أديس أبابا تنفي ذلك.
كما أنه عادة ما تشهد فترات الإعداد للموسم الزراعي والحصاد بالسودان في المناطق الحدودية مع إثيوبيا اختراقات وتعديات من عصابات مسلحة خارجة عن سيطرة سلطات أديس أبابا، بهدف الاستيلاء على الموارد.
إذ شهدت تلك المنطقة أحداث عنف بين مزارعين من الجانبين، خصوصاً في موسم المطر، سقط خلالها قتلى وجرحى.