قبل انتهاء الأيام الأخيرة له في البيت الأبيض، منح الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، عفواً خاصاً لـ20 مداناً في التحقيقات المتعلقة بمزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية بالبلاد عام 2016. كما أصدر عفواً عن أربعة من حراس الأمن من شركة بلاك ووتر الذين حُكم عليهم بالسجن لمدد طويلة لقتلهم 14 مدنياً في بغداد عام 2007.
وبحسب بيان صدر، الثلاثاء، عن المكتب الإعلامي للبيت الأبيض، كان من اللافت أن قائمة العفو الذي منحه ترامب، ضمت أشخاصاً وسياسيين جمهوريين سابقين متهمين في تلك التحقيقات الخاصة بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ومن بين مَن تم منحهم ترامب العفو، جورج بابادوبولوس المساعد السابق في حملته الانتخابية الذي أقرّ بالتهم المنسوبة له في التحقيقات المذكورة، وكذاك المحامي الهولندي، أليكس فان دير زوان، الذي حُكم عليه بالسجن 30 يوماً وغرامة قدرها 20 ألف دولار بتهمة الكذب على محققي المستشار الخاص للولايات المتحدة روبرت مولر بشأن اتصالات مع مسؤول في حملة ترامب لعام 2016.
وكان بابادوبولوس مستشاراً لحملة ترامب لعام 2016، واعترف في عام 2017 بخداع عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن توقيت وأهمية اتصالاته مع الأشخاص الذين زعموا أن لديهم علاقات مع كبار المسؤولين الروس.
وقضى 12 يوماً من عقوبة بالسجن مدتها 14 يوماً في السجن الفيدرالي، ثم أُفرج عنه تحت الإشراف لمدة 12 شهراً.
وأجرى المحقق الخاص روبرت مولر تحقيقاً في 2017 – 2019 بشأن مزاعم التواطؤ بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا، ولم يعثر على أي أدلة تثبت هذه الادعاءات.
حيث سلم مولر تقريره إلى وزارة العدل الأمريكية في 22 مارس/آذار الماضي، وبعد 22 شهراً من التحقيق حول ما إذا كان ترامب تعاون سراً مع الروس خلال حملته الانتخابية عام 2016.
وأرسل وزير العدل وليام بار أهم ما ورد في التقرير إلى الكونغرس، وقال إن التحقيق لم يتوصل إلى ما يفيد بوجود تعاون سري بين ترامب والروس.
واعتبر ترامب أن التقرير برأ ساحته بشكل كامل، في حين يقول الديمقراطيون إن ترامب يحاول عرقلة العدالة.
العفو عن قتلة من "بلاك ووتر"
كما منح ترامب أربعة من حراس الأمن بشركة بلاك ووتر الذين حُكم عليهم بالسجن لمدد طويلة بعد تورطهم في مذبحة أثارت ضجة دولية حينها بشأن استخدام متعاقدين خاصين في مناطق الحرب، وذلك بعد قتلهم 14 مدنياً في بغداد عام 2007.
وكان الأربعة (بول سلاو، وإيفان ليبرتي، وداستن هيرد، ونيكولاس سلاتن) جزءاً من قافلة مدرعة أطلقت النار بشكل عشوائي بالرشاشات وقاذفات القنابل على حشد من الأشخاص العزل في العاصمة العراقية. وعُرفت المذبحة باسم مذبحة "ساحة النسور"، واعتبرت نقطة ضعف في الصراع في العراق.
ليس أول عفو رئاسي وقد لا يكون الأخير
وكان ترامب قد أصدر قراراً خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بالعفو عن مستشاره السابق للأمن القومي، مايكل فلين، الأمر الذي أثار تكهنات حول ما إذا كان الرئيس المنتهية ولايته بصدد إصدار عفو رئاسي عن نفسه قبل مغادرته البيت الأبيض.
يُشار إلى أن فلين أقرّ في عام 2017 بأنه مذنب بشأن الكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالية فيما يخص اتصالاته مع روسيا.
وأعاد ترامب نشر تغريدة مثيرة على موقع "تويتر" للنائب الجمهوري، مات غيتز، قال فيها: "يجب على الرئيس ترامب العفو عن فلين، وعن ديك عيد الشكر، وعن الجميع (بدءاً) بنفسه، إلى إدارته، إلى جو إكزوتيك إذا اضطره الأمر لذلك"، على حد قوله.
ويتوقع البعض إصدار ترامب إعفاءات رئاسية جديدة قبل أن يترك منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2020.