وقّعت إسرائيل والمغرب، في مدينة الرباط، الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، أربع اتفاقيات على هامش توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين الجانبين برعاية أمريكية، وذلك بعد وصول أول رحلة إسرائيلية مباشرة إلى الأراضي المغربية.
اتفاقيات إسرائيل والمغرب
تضمن الاتفاقيات الأربع بين إسرائيل والمغرب، بحسب بيان لوزارة الخارجية المغربية، المجال الاقتصادي والتجاري والسياحي، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
تتعلق الاتفاقية الأولى "بالإعفاء من إجراءات التأشيرة بالنسبة لحاملي الجوازات الدبلوماسية وجوازات الخدمة"، وقعه الوزير المنتدب بوزارة الشؤون الخارجية المغربية، محسن الجزولي، والمدير العام لوكالة الساكنة والهجرة في إسرائيل شلومو مور يوسف.
فيما تضمنت الاتفاقية الثانية مذكرة تفاهم في مجال الطيران المدني، وقعها المدير العام للطيران المدني بوزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد التضامني، زكرياء بلغازي، ومدير وكالة الطيران المدني الإسرائيلي جويل فيلدسكوه.
أما الاتفاقية الثالثة فتتعلق بمذكرة تفاهم حول "الابتكار وتطوير الموارد المائية"، والتي تنص على التعاون التقني في مجال تدبير وتهيئة الماء، وقعها عن الجانب المغربي المدير العام للماء بوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، حمو بنسعدوت، وعن إسرائيل المدير العام لوزارة الموارد المائية، يشيزكيل ليفشيتز.
كما وقع المدير العام لمديرية الجمارك والضرائب غير المباشرة بوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة المغربية، نبيل لخضر، وكبيرة الاقتصاديين وزيرة المالية الإسرائيلية شيرا غرينبرغ، على مذكرة تفاهم للتعاون (الاتفاقية الرابعة) في مجال المالية والاستثمار.
في حين نصت الاتفاقية الرابعة على إنعاش العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال التجارة والاستثمار، بالإضافة إلى التفاوض حول اتفاقيات أخرى تؤطر هذه العلاقات، ويتعلق الأمر باتفاقية تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية إنعاش وحماية الاستثمارات واتفاقية المساعدة الجمركية.
بالموازاة مع ذلك، وقّع المغرب والولايات المتحدة مذكّرة تفاهم حول دعم مالي وتقني أمريكي بقيمة 3 مليارات دولار، لمشاريع تُقام بالمغرب وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء بتنسيق مع شركاء مغاربة، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
جاءت هذه الاتفاقيات بين إسرائيل والمغرب بعدما وصلت، عصر الثلاثاء، إلى مطار الرباط، أوّل رحلة تجارية مباشرة آتية من تل أبيب، كان على متنها وفد أمريكي إسرائيلي برئاسة مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، والمستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي مائير بن شبات.
الوصول لتطبيع العلاقات
كان المغرب قد أعلن في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، استئناف علاقاته مع إسرائيل، وذلك في موازاة إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الاعتراف بسيادة الرباط على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، وفتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة في الإقليم المتنازع عليه.
الرباط كانت قد قالت إن الأمر ليس تطبيعاً، وإنما استئناف لعلاقات رسمية تم تجميدها عام 2002.
كما أعلن ترامب، في اليوم نفسه، اعتراف بلاده بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، وفتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة في الإقليم المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو"، المدعومة من الجزائر.
بدأ المغرب علاقاته مع إسرائيل على مستوى منخفض عام 1993، بعد توقيع اتفاقية "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وتل أبيب، لكن الرباط جمدت تلك العلاقات عام 2002، في أعقاب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى).
ومع توقيع اتفاق تطبيع بين إسرائيل والمغرب، أصبح الأخير الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل، وهو ما يعتبره مراقبون اختراقاً إسرائيلياً لافتاً لمنطقة المغرب العربي، التي تضم أيضاً الجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا.
كما أصبح المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل، خلال 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان، فضلاً عن أنه من قبل تلك الدول العربية، يرتبط الأردن ومصر باتفاقيتي سلام مع إسرائيل، منذ 1994 و1979 على الترتيب.
وإذا كان الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية خلّف ارتياحاً وترحيباً واسعين في المملكة، فإن استئناف العلاقات بين إسرائيل والمغرب أثار ردود فعل متباينة، بين مرحّب ومندّد، في بلد تعد فيه القضية الفلسطينية "قضية وطنية" إلى جانب قضية الصحراء الغربية.
في هذا السياق أعرب نحو ثلاثين حزباً وجمعية مناهضة للتطبيع مع إسرائيل، من التيارين اليساري والإسلامي، في بيان أمس الثلاثاء عن "رفضها لأي زيارة يقوم بها حامي الصهيونية في جرائمها ضد الإنسانية في فلسطين جاريد كوشنر لبلادنا، ولتدنيس أرض وطننا المطهرة".
يشار إلى أن الفلسطينيين يرفضون اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، ويعتبرون ذلك خيانة لهم، وتنازلاً عن حقهم في أراضيهم.