سعى أحد الأشخاص، الذي زعم أنه يعمل لصالح أحد مراكز الأبحاث المرموقة، والذي تُديره إدارةٌ رفيعة المستوى في الحزب الشيوعي الصيني، إلى دفع مبالغ مالية كبيرة في شكل رشوة مالية، مقابل معرفة أسماء المصادر التي تتعامل معها كاتبة موقع Axios الأمريكي بيثاني ألين-إبراهيميان، وبعض كتاب التقارير الأخرى عن آراء إدارة جو بايدن المقبلة بشأن الصين.
في المقابل كانت محاولة الشخص التي وصفها التقرير بـ"الحمقاء" تتعلق بالحصول على تفاصيل سرية من وراء الكواليس، تخص سياسات أمريكا تجاه الصين في عهد جو بايدن، بعد رحيل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
موظف صيني حاول إغراء صحفية أمريكية لمعرفة سياسات بايدن تجاه بكين
في حين قال التقرير إن هذه الخطوة من جانب هذه الشخص والذي يدعى أرون شين تكشف أن حكومة بكين تواجه أزمة في معرفة ما يدور داخل أروقة البيت الأبيض، في ظل جمود العلاقات بين البلدين وفيروس كورونا، وذلك حسب تقرير نشره موقع Axios الأمريكى، يوم الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2020.
بخصوص تفاصيل الحادث، قال التقرير إنه في الأيام القليلة الماضية بعث شخصٌ يُدعى آرون شين بطلب صداقة إلى بيثاني على موقع LinkedIn. حيث قامت بيثاني بقبول الطلب بعد أن لاحظت زعمه أنّه مساعد مدير الاتصال الدولي في مركز الصين لدراسات العالم المعاصر، وهو مركز أبحاث في الحزب الشيوعي الصيني.
في المقابل قامت بيثاني بالحديث عبر خاصية الشات مع شين، حيث اكتشفت أن كلاهما درس بجامعة بكين عام 2008. ثم سألته من أين هو؟ فأجاب أنّه من مقاطعة هوبي. وأخبرته أنّها من تكساس، فعلّق قائلاً إنّ رعاة البقر هي من الرموز الثقافية التي تشتهر بها تكساس على حد قول التقرير.
تطور غريب بخصوص موظف بكين
التقرير كشف أن شيئاً غريبا حدث، حيث سألها كيف يستطيع الحصول على "معلومات مباشرة من المصدر" أثناء الجائحة، مشيراً إلى أنه منزعجٌ من عدم وجود قنوات ومصادر تسمح بالحصول على معلومات مباشرة من المصدر، والتي يحتاجها في عمله البحثي والاستشاري.
كذلك نقل التقرير عنه قوله إنّهم يولون قيمةً كبيرة لـ"مصادر المعلومات ذات السلطة" التي تستطيع "أن تعكس الموقف والاتجاهات المتعلقة بالعلاقات الأمريكية-الصينية".
في المقابل قام شين بطلب الانتقال إلى تطبيق المراسلات الفورية المشفرة Signal، ليقدم لها عرضاً مغرياً، عبارة عن مقابل مادي ضخم من أجل معرفة مصادر الصحفية بيثاني. حيث ذكر التقرير أن العرض تضمن: "إذا كانت الإسهامات تعكس الوضع الحقيقي فعلياً وتُلبّي مطالبنا بشكلٍ جيد فسوف تُدفع مكافأةٌ سخية دون أدنى شك".
كذلك فقد أخبرها الموظف الصيني رغبته في معرفة وجهات النظر والاعتبارات السياسية المتعلقة بقضية عقاب وحظر كيانات وأفراد بعينهم من الصين، عن طريق فرض العقوبات أو الولاية القضائية ذات الأذرع الطويلة أو الضغط على الحلفاء، على حد قول التقرير، وبالطبع وفقاً للتقرير فلم تُرسل بيثاني أي أسماء أو تقارير حقيقية، ولم ترد على مراسلاته عبر التطبيق، ولم تقبل أي شكلٍ من التعويض من جانبه.
رفض التعليق على الحادث
في حين أن المركز الصيني لدراسات العالم المعاصر رفض التعليق على الحادث، في المقابل حذف شين حسابه على موقع التوظيف LinkedIn، بعد أن بعث بطلبٍ رسمي للتعليق وأسئلة حول هويته ونواياه عبر البريد الإلكتروني ورسائل LinkedIn.
لكن بالبحث في موقع المركز الذي يعمل فيه آرون شين لم يتم التواصل إلى أي نتائج، ولا يبدو أنّ الموقع الإلكتروني للمركز يتضمّن قائمةً شاملة بجميع العاملين.
في حين يبدو أن ما حدث كان سياسة نابعة من جانب حزب الدولة الصينية لجمع معلومات حول العملية السياسية الأمريكية الجديدة والمرتقبة تجاه الصين.
لكن التقرير أشار إلى أنه من المحتمل أن يكون الشخص المسؤول عن حساب LinkedIn من الممكن أن يكون من العاملين لدى وكالة استخباراتية صينية، حيث يستخدم مركز الأبحاث كغطاءٍ لجمع المعلومات.