قال مات هانكوك، وزير الصحة البريطاني، الأربعاء 23 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن بلاده رصدت سلالة جديدة أخرى من كورونا، وذلك بعد أيام قليلة فقط من إعلان لندن ظهور سلالة جديدة من كورونا التي غزت العالم، تتميز بأنها أكثر انتشاراً، لكنه لم يتم الوصول إلى إجابات كافية بخصوص مدى فتكها مقارنة مع السلالة المعروفة.
يتزامن هذا مع إعلان وزارة الصحة في البلاد تسجيل 744 حالة وفاة بفيروس كورونا ونحو 40 ألف إصابة، وهي أعلى حصيلة يومية منذ بدء الجائحة.
وزير الصحة البريطاني صرح في إفادة صحفية، قائلاً: "رصدنا حالتين مصابتين بسلالة جديدة أخرى من فيروس كورونا هنا في المملكة المتحدة".
كما تابع قائلاً إنهما من المخالطين لحالات جاءت من جمهورية جنوب إفريقيا خلال الأسابيع القليلة الماضية.
المتحدث نفسه أوضح أيضاً، أن"هذه السلالة الجديدة تثير قلقاً بالغاً، لأنها أكثر قدرة على الانتقال، ويبدو أنها شهدت تحولاً أكبر من السلالة الجديدة (الأولى) التي اكتُشفت في المملكة المتحدة".
وبعد جنوب إفريقيا، قالت وزارة الصحة الإسرائيلية، الأربعاء، إن إسرائيل رصدت أربع حالات إصابة بالسلالة الجديدة شديدة العدوى من فيروس كورونا التي ظهرت في بريطانيا، دون ذكر أي تفاصيل إضافية.
والأحد 20 ديسمبر/كانون الأول، قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، إن سلالة كورونا الجديدة التي تم اكتشافها مؤخراً، باتت خارج نطاق السيطرة، مشيراً إلى أنها ظهرت بشكل أساسي في سبتمبر/أيلول الماضي.
كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن السلالة الجديدة لها قدرة انتشار أسرع بنسبة 70%، لافتاً إلى أنه لا توجد بيانات تشير إلى أنها أكثر فتكاً من السلالة الأصلية.
بدورها، قالت وزارة الصحة البريطانية، إنه لا يوجد دليل على أن السلالة الجديدة أكثر خطورة أو أكثر تسبباً للوفاة.
هل نقلق من سلالة كورونا الجديدة؟
في السياق نفسه، طمأنت منظمة الصحة العالمية، الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول، الرأي العام العالمي حيال سلالة كورونا الجديدة، مؤكدةً أنها "جزء طبيعي من تطور الفيروس".
في مؤتمر صحفي عبر الفيديو، بمدينة جنيف السويسرية، قال رئيس قسم الطوارئ في المنظمة مايك رايان، إنه "لا داعي للقلق الشديد" من السلالة الجديدة لكورونا التي ظهرت في بريطانيا.
كما أضاف أن "سلالات كثيرة" لفيروس كورونا ظهرت في الأشهر القليلة الماضية.
وأردف: "علينا التحلى بالتوازن والشفافية، وإبلاغ العامة بالوضع الحالي؛ لكن من المهم كذلك توضيح أن هذا جزء طبيعي من تطور الفيروس".
المتحدث ذاته قال إن البشر باتوا على معرفة بكيفية حماية أنفسهم وغيرهم من فيروس كورونا.
كما صرح أيضاً: "تنطبق القواعد نفسها على الفيروس نفسه وسلالته، حيث إنه يجب أن نركز على ما يمكننا فعله وما نعرفه، وسيجد العلم إجابات لأسئلة لا نعرفها (حالياً)".
قبل أن يشير إلى أن حكومات دول العالم ستواصل اتخاذ تدابيرها اللازمة ضد فيروس كورونا، مبيناً أن الأفراد والمجتمعات يتحملون كذلك واجبات لوقف عدوى الفيروس.
ماذا عن اللقاح؟
شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية "بيونتيك" (BioNTech)، أعلنت الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الاول، قدرتها على توفير لقاح جديد خلال 6 أسابيع، مضاد لسلالة فيروس كورونا المكتشفة مؤخراً.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمدير التنفيذي لشركة بيونتيك، العالم التركي أوغور شاهين.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت "بيونتك" إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا برفقة شريكتها "فايزر" الأمريكية، تزيد نسبة فاعليته على 90%، وبدأت مؤخراً عدة دولٍ تطعيم مواطنيها به.
وقال شاهين إن "فريق عمله قادر على توفير لقاح بديل يحمي من سلاسة كورونا الجديدة خلال 6 أسابيع، في حال الاحتياج لبديل للقاح المعلن"، وفق إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية.
كما أضاف أن احتمال نجاح اللقاح الجديد "مرتفع نسبياً".
غير أنه في المقابل، شدد على أن اللقاح القديم الذي يحمي من فيروس كورونا المستجد "سيعمل أيضاً على المتغير الذي تم اكتشافه في المملكة المتحدة"، لافتاً إلى أن فريق العمل بحاجة إلى أسبوعين لاختبار اللقاح الأول على المتغير الجديد من الفيروس.
وأوضح شاهين تشابه اللقاحات بالقول إن "البروتينات الموجودة على الشكل المتحور من الفيروس كانت 99% مماثلة للسلالات السائدة".