ذكر موقع Middle East Eye البريطاني في تقرير نشره يوم الثلاثاء، 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن 18 صياداً إيطالياً أُطلق سراحهم بعد احتجازهم ما يقارب المئة يوم على يد قوات ليبية شرق البلاد، وتدخل رفيع المستوى من جانب السلطات الإيطالية.
لكن وحسب التقرير، رغم خبر الإفراج السعيد عن العائلات الإيطالية، فإن ذلك كان له وقع الأزمة على عائلات ليبية معتقل أبناؤها في أحد سجون صقلية بتهم تهريب البشر، إذ يقبع كل من علاج علاء فرج المغربي، وجمعة العمامي، وعبدالرحمن المنصف، محمد الصيد، ومهنّد نوري في السجن.
الإفراج عن صيادين إيطاليين ببنغازي يصدم عائلات ليبية
التقرير قال إن مصير المحبوسين الليبيين كان مرتبطاً بمصير الصيادين الإيطاليين المحتجزين من جانب قوات خليفة حفتر، لكن أُطلق سراح الصيادين دون أيّ ضمانات تذكر بحق مصير الليبيين الذين يُصرون على أنهم ليسوا أكثر من لاعبي كرة قدم كانوا يسعون للعبور إلى أوروبا، وليسوا مجرمين يُتاجرون بالبشر المعرضين للخطر.
كذلك أشار التقرير إلى أن ما وجدوه في رحلتهم هذه كان مُروّعاً، إذ غرقت السفينة التي استعملوها بالكامل، ثم عثور البحرية الإيطالية على 49 جثة، فيما نُقل الناجون والجثث على متن سفينة نرويجية إلى صقلية، ووجهت إلى الخمس تهم المسؤولية عن موت المهاجرين، وحُكم عليهم بالسجن 30 عاماً.
قصة ليبيين باحثين عن اللجوء
فيما قال التقرير إن قصة هؤلاء اللاعبين تتلخص في مساعيهم اللجوء إلى أوروبا في عام 2015، حيث استقلوا سفينة في ليبيا مع 358 آخرين، في حين -ولكثرة عدد الهاربين على السفينة إلى أوروبا- أُجبر الركاب الـ49 الذين لقوا حتفهم على الجلوس في قبو حمولة القارب (البالغ طوله 12 متراً فحسب) وماتوا اختناقاً.
في المقابل، وحسب التقرير يرى المحققون الإيطاليون أن الشباب الليبيين الخمسة المحبوسين بتهم الاتجار بالبشر، كانوا جالسين إلى جوار قبو الحمولة، وكانوا مسؤولين عن احتجاز هؤلاء القتلى بالداخل، حيث طُلب منهم التأكّد من بقائهم هناك للحفاظ على توازن القارب المكتظّ براكبيه.
لكن في المقابل ينفي دفاع الشباب الخمسة والمتهمين بهذه الجرائم تلك المزاعم، حيث تقول المحامية سينوا بيكورارو، وهي محامية المحبوس فرج، إنه لم يكن هناك باب يفصل قبو القارب عن متنه، ولم تكن هناك سوى فتحات تهوية صغيرة جداً، ولم يتمكّن الركاب من الوصول إلى قبو الحمولة، ولم يكن بإمكان أحد إنقاذ القتلى البالغ عددهم 49 شخصاً على حد تصريحات المحامية.
تبادل سجناء مع صيادين
لكن في المقابل، وفي سبتمبر/أيلول 2020، اعتقلت قوات حفتر 18 صياداً من مدينة مازارا ديل فالو بصقلّية، واتهمتهم بالصيد في المياه الإقليمية الليبية، في المقابل اقترح خليفة حفتر الجنرال الليبي المتقاعد تبادل الأسرى، على أن يُطلق سراح الصيادين الصقليين مقابل لاعبي كرة القدم الليبيين.
في حين أنه بعد ثلاثة أشهر من الجهد الذي بذلته إيطاليا أُطلق سراح الصيادين، إذ حلّت العلاقات الدبلوماسية والمخابرات مشكلتهم، بينما قوبِل مقترح تبادل الأسرى الذي قدّمه حفتر بالتجاهل.
فمن ناحيته قال وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، بعد إطلاق سراح الصيادين إن اقتراح الجنرال المتقاعد خليفة حفتر غير مقبول وفقاً للدستور الإيطالي.
كذلك فقد أشار التقرير نقلاً عن خديجة، أم اللاعب علاج فرج، إلى أن عائلات اللاعبين كانت تنتظر الأمل في تصريحات حفتر، لكن لم يتحقق شيء.