أعلنت الحكومة الألمانية مساء يوم الأحد 20 ديسمبر/كانون الأول 2020 وفق تقرير وكالة فرانس برس، أن خبراء الاتحاد الأوروبي توصلوا إلى خلاصة مفادها أن اللقاحات الراهنة المضادة لفيروس كورونا تتصف بالفاعلية لمكافحة السلالة الجديدة من كوفيد-19 والتي رصدت خصوصاً في بريطانيا.
حيث قال وزير الصحة الألماني ينس سبان الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لقناة التلفزيون العامة "زد دي إف "استناداً إلى كل ما نعرفه حتى الساعة، وإثر اجتماعات حصلت بين خبراء السلطات الأوروبية، فإنه لا تأثير (للسلالة الجديدة) على اللقاحات التي لا تزال فعالة".
تضارب حول تأثير لقاح كورونا على السلالة الجديدة من الفيروس
في المقابل وعلى عكس الاتحاد الأوروبي، رجح رئيس الجهود الحكومية الأمريكية لتطوير لقاح كورونا الطبيب منصف السلاوي، يوم الأحد، عدم فاعلية لقاحات كورونا في التعامل مع السلالة الجديدة.
حيث قال السلاوي، رئيس عملية "راب سبيد"، في مؤتمر صحفي: "على الأغلب اللقاحات المتاحة حالياً لن تكون فعالة مع سلالة فيروس كورونا الجديدة المُبلغ عنها في المملكة المتحدة"، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
كما أضاف المسؤول الطبي الأمريكي أن "فيروس كورونا قد يميل إلى التباين، لأن عملية RNA التي يستخدمها الفيروس أكثر عرضة للأخطاء".
إذ أشار إلى أن "الجوانب الحرجة للفيروس، مثل بروتين السنبلة المُتضمن في اللقاح، خاصة جداً بكوفيد – 19 ومن غير المرجح أن تتحور كثيراً". وقال السلاوي: "نظراً لأن اللقاحات تستخدم أجساماً مضادة للعديد من الأجزاء المختلفة من بروتين السنبلة، فإن فرص تغيرها جميعاً، على ما أعتقد، منخفضة".
تعليق الرحلات إلى بريطانيا بسبب سلالة كورونا الجديدة
كانت كل من هولندا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والكويت قد علقت رحلاتها مع بريطانيا خوفاً من وصول السلالة الجديدة من الفيروس إلى أراضيها.
كذلك ففي يوم السبت، فرض رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إجراءات إغلاق صارمة جديدة في لندن وجنوب شرق إنجلترا في محاولة لإبطاء تقدم الفيروس.
لتبرير إعادة فرض الإغلاق، قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، الأحد: "السلالة الجديدة من كورونا خرجت عن السيطرة، هناك تدابير قد تستمر حتى توزيع لقاح".
قلق لدى الأوساط العلمية من سلالة كورونا
في المقابل فقد أثار ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا لها قدرة أكبر على الانتشار قلقاً بين علماء الأوبئة، ما دفع دولاً كثيرة لتعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا، مهد هذه النسخة، وفق تقارير إعلامية.
يشار إلى أنه تم اكتشاف آلاف السلالات المختلفة في عينات الفيروس المسببة لمرض (كوفيد-19)، لكن رغم اختلافها، لم تثبت هذه التغيرات أي تأثير على سرعة انتقال العدوى، أو مدى خطورة الأعراض.
حيث قال البروفيسور بيتر أوبنشو المتخصص في جهاز المناعة في "إمبريال كوليدج لندن" لموقع "ساينس ميديا سنتر" إن "المعلومات حول هذه السلالة الجديدة مقلقة جداً، لاسيما أنها تبدو أكثر قابلية للانتقال بنسبة تتراوح بين 40 إلى 70%".
فيما نقل موقع "يورو نيوز" عن البروفيسور جون إدموندز من كلية لندن للصحة قوله إن "هذه أنباء سيئة للغاية.. يبدو أن هذه السلالة معدية أكثر بكثير من السلالة السابقة".
السلالة الجديدة تنتشر بسرعة
ووفقاً للدكتور جوليان تانغ من جامعة "ليستر" وسط إنجلترا، "كانت هذه السلالة تنتشر بشكل متقطع في وقت سابق من العام الجاري خارج بريطانيا، في أستراليا بين يونيو/حزيران ويوليو/تموز، وفي الولايات المتحدة في يوليو/تموز وفي البرازيل
في إبريل /نيسان"، بحسب موقع "precision vaccinations "، المختص بنشر أخبار اللقاحات المستندة إلى الأبحاث.
كما أوضح تانغ أن "السلالة الجديدة تحمل طفرة تسمى "إن501 واي" في بروتين "شويكة" فيروس كورونا، وهي موجودة على سطحها وتسمح لها بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها".
بدوره لفت البروفيسور جوليان هيسكوكس من جامعة "ليفربول"، في تصريح صحفي، إلى أن "فيروسات كورونا تتحور طوال الوقت وبالتالي ليس من المستغرب ظهور سلالات جديدة".
أضاف هيسكوكس أن "الشيء الأكثر أهمية هو معرفة ما إذا كانت هذه السلالة لديها خصائص من شأنها التأثير على الصحة البشرية والتشخيصات واللقاحات".
جاءت هذه التصريحات عقب تحذير منظمة الصحة العالمية من انتشار سريع للسلالة الجديدة من فيروس كورونا حول العالم، وذلك على خلفية رصد حالات لها في هولندا والدنمارك وأستراليا.
يذكر أنه وحتى مساء الأحد، تجاوزت الإصابات عالمياً 76 مليوناً و901 ألف، توفي منهم مليون و696 ألفاً و419، وتعافى 53 مليوناً و944 ألفاً و518، حسب موقع "وورلد وميتر".