حذرت منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" ووكالة تطبيق القانون الأوروبية "اليوروبول" من انتشار لقاحات كورونا وهمية وزائفة على الأسواق السوداء على الإنترنت، يمكن لها أن تفتك بصحة مستعمليها، وذلك بعد أن تم رصد عدد كبير منها مطروح للبيع على الإنترنت وبأسعار تتراوح بين 250 دولاراً و750 دولاراً.
هذا التحذير يأتي بعد أيام قليلة من تحذير مماثل أطلقته الصين، وذلك بعد أن أكدت بكين أن الآلاف من اللقاحات غير الموثوقة تباع على السوق السوداء وبأسعار كبيرة، قد تصل إلى ضعف ثمنها الحقيقي بـ20 مرة.
كيف يزيِّفون اللقاحات؟
وفق تقرير لصحيفة The Daily Beast البريطانية، السبت 19 ديسمبر/كانون الأول 2020، فإن ما يثير القلق فعلاً في أوروبا والعالم، ويستنفر قواتها الأمنية، هو رصد عدد من أساليب التحايل في عمليات بيع هذه اللقاحات المزيفة، من أبرزها أن هؤلاء الأشخاص يقومون بتعبئة قوارير لقاح تتم سرقتها من النفايات، ليعاودوا بيعها على أساس أنها لقاح كورونا .
من جهته، وجد اليوروبول بالفعل عدداً من الشركات التي تبيع اللقاحات، وتتعهد بتسليمها سراً وتغليفها بطبقتين، في إشارة ضمنية إلى أن ذلك سيحافظ على اللقاحات التي يلزم حفظها في درجات حرارة ثابتة دون الصفر باردة بدرجة كافية.
"الإنتربول" رصدت مجموعة من هذه الممارسات في العديد من الدول على غرار أمريكا وبريطانيا، والصين أيضاً، حيث إن العديد من البائعين على شبكات الإنترنت المظلم يبيعون أيضاً لقاحات صينية من سينوفارم وسينوفاك مقابل 750 دولاراً للجرعة المضاعفة.
كما توجد بالفعل لقاحات يجري تداولها على الإنترنت المظلم قبل أن تُصرّح المملكة المتحدة وبعدها الولايات المتحدة باستخدام لقاح فايزر. وهؤلاء المحتالون يبيعون أيضاً ما روجوا له على أنه بلازما من الناجين من كوفيد-19 وإكسير سحري للقضاء على الفيروس. وفي كل حالة من حالات هذه الأنشطة المشبوهة، لا يُقبل الدفع إلا عن طريق البيتكوين أو غيرها من العملات المشفرة.
كما توصلت وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة للإنتربول أيضاً إلى وجود أكثر من 3000 موقع مرتبط بصيدليات الإنترنت المشتبه في بيعها أدوية وأجهزة طبية غير مشروعة، يحوي أكثر من نصفها برامج ضارة.
في إيطاليا أيضاً حذرت السلطات من أن عصابات الجريمة المنظمة التي بدأت بالاتجار بأدوات الحماية الشخصية والفحوصات والنتائج المزيفة للالتفاف على الحجر الصحي والقيود الأخرى من المتوقع أن تكون هي أيضاً جزءاً من هذا الاستغلال الجديد.
أسعار مضاعفة
حذَّرَت شركتا Sinopharm وSinovac الصينيتان، اللتان تجريان تجارب المرحلة النهائية للقاحات المُرشَّحة، الجمهور من شراء لقاح كورونا عبر الإنترنت، وذلك بعد أن ظهرت لقاحاتٌ لفيروس كورونا المُستجَد لم تلقَ تصديقاً بعد من قِبَلِ المُنظِّمين للبيع في السوق السوداء، إذ يقدِّم البائعون عبر الإنترنت لقاحاتٍ صينية الصنع مقابل 7000 يوان (1050 دولاراً) للجرعتين.
حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 16 ديسمبر/كانون الأول 2020، نقلاً عن وسائل إعلام صينية، فإن سعر بيع اللقاحات المذكورة في السوق السوداء، يقارب 20 ضعف السعر المُعلَن العادي.
في السياق نفسه قالت صحيفة The Global Times التي تديرها الدولة، إنه قد تم السماح لبعض أفراد الجمهور الصيني بأخذ اللقاحات المُرشَّحة، كجزءٍ من خطة اختبار الطوارئ قبل إكمال التجارب السريرية.
إذ تلقَّى نحو مليون صيني حقنة اللقاح بالفعل، وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدأت السلطات بمقاطعة جيجيانغ الشرقية تقديم اللقاحات المُرشَّحة، لمن هم بحاجةٍ للسفر إلى الخارج للعمل أو الدراسة.
مع ذلك فقد سمح عدم وجود علاجٍ مُعتمَد بظهور سوقٍ سرية يعِد فيها البائعون بتأمين المواعيد في العيادات، وهم على الأرجح يستهدفون الطلاب الراغبين في السفر للدراسة بالخارج.
كما ظهرت أيضاً تقارير زائفة على الإنترنت تفيد بأن مزيداً من المدن الصينية تقدِّم لقاحاتٍ مُرشَّحة للطلاب الذين يخطِّطون للسفر إلى الخارج.
وقالت إحدى البائعات عبر الإنترنت لمراسلٍ صحفي متخفٍ، إنها تستطيع تأمين جرعتين من لقاحٍ طوَّرَته شركة Sinopharm، مقابل 3000 يوان (450 دولاراً). ووَعَدَت بأنَّ حقن اللقاح سيتم في مستشفى عام ممتاز، وأكَّدت له أن اللقاح سيكون آمناً، إذ لم يبلغ أيٌّ من عملائها السابقين عن أيِّ آثارٍ جانبية سلبية.
فيما تدَّعي بعض الحسابات عبر الإنترنت أنها مرتبطةٌ بشركة Sinopharm أو شركة Sinovac، حتى إن صاحب أحد الحسابات يصف نفسه بأنه موظَّفٌ بشركة Sinopharm يمكنه تقديم "أسرع مسارٍ" في عملية التسجيل.