احتجاجات بالسودان في الذكرى الثانية للثورة تطالب بإسقاط الحكومة.. والسلطات تتأهب أمنياً

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/19 الساعة 12:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/19 الساعة 12:32 بتوقيت غرينتش
شارك مئات السودانيين في احتجاجات بالخرطوم/ رويترز

خرجت السبت 19 ديسمبر/كانون الأول 2020، مسيرات متفرقة في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى، في الذكرى الثانية لاندلاع ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018، ورفعت شعارات تطالب باستكمال أهداف الثورة السودانية وإسقاط الحكومة التي تقود الفترة الانتقالية في البلاد.

بينما أغلق الجيش السوداني كل الطرق المؤدية للقيادة العامة للجيش وسط الخرطوم تحسباً لاحتشاد المتظاهرين، في الوقت الذي تعهّد فيه رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بـ"حماية الثورة السودانية ومكتسباتها".

مظاهرات في ذكرى الثورة السودانية 

فقد انطلقت مظاهرات متفرقة، السبت، في العاصمة السودانية الخرطوم ومحافظات أخرى، للمطالبة بـ"إسقاط الحكومة، واستكمال أهداف الثورة".

إذ أفاد مراسل الأناضول، نقلاً عن شهود عيان، أن التظاهرات خرجت في عدة مناطق بالعاصمة، وحلفا الجديدة بولاية كسلا، والضعين بولاية شرق دارفور، في الذكرى الثانية لاندلاع ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018.

في منطقة "الصحافة" جنوبي الخرطوم، أشعل المحتجون إطارات سيارات، ورددوا هتافات "الشعب يريد إسقاط  النظام".

بينما في "الفتيحاب" بمحلية أم درمان في الضفة الغربية من نهر النيل، ردد مناصرو الحزب الشيوعي السوداني هتافات للمطالبة بإسقاط الحكومة، كما رفعوا لافتات كتب عليها "19 ديسمبر 2020 من أجل حل المشكلة الاقتصادية".

في منطقة حلفا الجديدة بولاية كسلا (شرق)، حمل المحتجون لافتات عليها شعارات "الإطاحة بالجميع (الطبقة السياسية)"، و"تسقط (الحكومة) بس"، و"لا للعلمانية.. لا للغلاء".

كما هتف المحتجون في ميدان رئيسي بمنطقة الضعين بولاية شرق دارفور للمطالبة بإسقاط الحكومة الانتقالية التي يرأسها عبد الله حمدوك.

الجيش السوداني يغلق الطرقات ويضع ضوابط للاحتجاج

من جهته، أغلق الجيش السوداني كل الطرق المؤدية للقيادة العامة للجيش وسط الخرطوم تحسباً لاحتشاد المتظاهرين في الذكرى الثانية للثورة.

إذ قالت قناة الجزيرة إن مواكب المظاهرات تنطلق في الساعة الثانية ظهراً بتوقيت مكة المكرمة من مدن الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، ومن المقرر أن تتجه إلى مقر الحكومة وسط العاصمة لتوصيل مطالبها إلى السلطات.

كما أشارت إلى تفاوت مطالب المحتجين بين تحقيق مطالب الثورة الاقتصادية، وتحسين ظروف المعيشة، وإسقاط الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك بدعوى "فشلها في تحقيق أهداف الثورة".

أفراد من قوات الدعم السريع السودانية بعد فتح النار في مباني للمخابرات بالخرطوم (أرشيف)/رويترز
أفراد من قوات الدعم السريع السودانية بعد فتح النار في مباني للمخابرات بالخرطوم (أرشيف)/رويترز

بينما يطالب الناشطون بمحاسبة رموز النظام السابق، ومحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين أثناء الثورة لا سيما خلال فضّ الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش.

فيما ذكرت مصادر عسكرية أن إغلاق الطرق يهدف إلى ضمان الأمن قبيل خروج المظاهرات، كما أشارت وكالة الأنباء السودانية إلى أن الحكومة وضعت خطة لتأمين المظاهرات لتجنب الأخطاء التي صاحبت مظاهرات سابقة.

كما أعلنت السلطات السودانية وضع "ضوابط" لحماية مسيرات ذكرى الثورة السودانية تشمل منع استخدام الرصاص أو الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين.

البرهان يتعهد بـ"حماية الثورة"

في المقابل تعهد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، السبت، "بحماية الثورة السودانية ومكتسباتها"، وذلك بمناسبة الذكرى الثانية لاندلاعها، جاء ذلك في تغريدة نشرها البرهان عبر صفحته في "تويتر".

قال البرهان: "‏التهنئة للشعب السوداني العظيم بمناسبة الذكرى السنوية لثورة ديسمبر المجيدة"، وأردف: "في هذه الذكرى نجدد العهد بأن تظل قواتكم المسلحة الضامن والحامي للثورة ومكتسباتها (لم يذكرها)".

كما تابع: "سائلاً الله أن يعيدها على البلاد وهي تنعم بالحرية والسلام والعدالة، الجنة والخلود للشهداء الأبرار، المجد والعزة للسودان".

فيما دعا حزب "المؤتمر الشعبي" الذي أسسه الراحل حسن الترابي في السودان، في ذكرى الثورة السودانية الأحزاب السياسية إلى التوافق حول برنامج انتقالي يؤدي إلى انتخابات في البلاد.

رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان - الشبكات الاجتماعية
رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان – الشبكات الاجتماعية

إذ قال الحزب في بيان: "نجدد دعوة للأحزاب السياسية للتوافق حول برنامج انتقالي يقودنا للاستحقاق الانتخابي للتنافس عبر صناديق الاقتراع بكل نزاهة وشفافية".

بينما دعا القوى السياسية "لنبذ مبدأ الاستعانة بالأجنبي، وأن ترفض الوصاية الدولية على البلاد، من دون خلاف أو تفريط في قضايا الوطن".

دعا حزب الترابي، رئيس "حركة تحرير السودان"، عبدالواحد محمد نور، ورئيس "الحركة الشعبية/شمال"، عبدالعزيز الحلو، للحضور للخرطوم وإدارة الخلافات منها وصولاً إلى اتفاق سلام مُرضٍ لكل الأطراف.

تجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات الشعبية في 2018، اندلعت بمختلف مناطق السودان، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وأجبرت الثورة السودانية، قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان 2019، على عزل عمر البشير من الرئاسة (1989- 2019).

تحميل المزيد