دفعت رسالة بعث بها طفل، بطل سباقات السيارات لويس هاميلتون للتحدث علناً عن انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، حيث يواجه والد هذا التلميذ عقوبة الإعدام، بعد محاكمة مثيرة للجدل، حسب ما أفادت صحيفة The Times البريطانية الإثنين 14 ديسمبر/كانون الأول 2020.
قال هاميلتون، الذي فاز ببطولة العالم سبع مرات، مطلع هذا الأسبوع إنه لن يترك هذه القضية تمر بسلام بعد تسلمه الرسالة التي تحمل صورة رسمها الطفل أحمد لسيارة سباق، مضاف إليها مقولة: "لويس، أنقذ والدي من فضلك".
بحسب الصحيفة البريطانية، فإن الطفل أحمد رمضان (11 عاماً)، قد أرسل رسالته الشهر الماضي لبطل العالم في "الفورمولا 1″، مع شقيقيه التوأم زينب وحسين البالغين من العمر سبع سنوات، قبل سباق أقيم هذا العام في البحرين.
وقد حُكم على والدهم محمد رمضان، وهو حارس أمن يبلغ من العمر 37 عاماً، بالإعدام مع رجل آخر، حسين علي موسى (33 عاماً)، على خلفية مقتل شرطي في احتجاج شاركا به عام 2014.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة البحرينية أن المتهمين خضعا لمحاكمة عادلة، فإن نشطاء يقولون إن لديهم أدلة تثبت أن إدانة رمضان ورفيقه قد استندت إلى اعترافات انتُزعت تحت التعذيب والضرب.
من جانبه، قال هاميلتون: "ليس من مسؤوليتي بالضرورة التعبير عن رأيي صراحة عن أماكن لا أعرف كل شيء عنها، لكنني أرى أنه يتعين علينا التعاون مع بعضنا للضغط من أجل التغيير".
كما أشار بطل "الفورمولا 1" إلى أن "ما أحزنه أكثر من أي شيء آخر وجود شاب محكوم عليه بالإعدام"، حيث قال: "حين يكتب طفل رسالة لي، فهو واقع مؤلم كثيراً"، كما أضاف: "أرى أنه يوجد بالتأكيد ما يتعين علينا فعله، وأنا دون شك لن أترك الأمر يمر مرور الكرام".
ليست الرسالة الوحيدة
بحسب الصحيفة، تصريحات هاميلتون جاءت بعد تلقيه رسائل من أحمد ومواطنين بحرينيين آخرين زعما فيها تعرضهما لسوء المعاملة، أحدهما علي الحاجي (37 عاماً) أحد مشجعي "الفورمولا1" الذي سُجن لتنظيمه احتجاجات مؤيدة للديمقراطية، ونجاح يوسف، الأم لأربعة أطفال التي اُعتقلت وتعرضت لاعتداء جنسي وحُكم عليها بالسجن ثلاث سنوات بعد انتقادها لسباق جائزة البحرين الكبرى على فيسبوك.
وبعد تأكد إصابته بكوفيد-19، اضطر بطل سباق السيارات، الذي يعيش في موناكو، إلى التغيب عن سباق البحرين الثاني في 6 ديسمبر/كانون الأول، حيث قال: "كنت أتمنى أن يكون لدي وقت للجلوس والتحدث مع ولي العهد عن حقوق الإنسان في البحرين، لكنني كنت طريح الفراش".
كما أضاف: "حين يتوفر لدي بعض الوقت الآن، سأحاول بالتأكيد التحدث إلى هؤلاء الناس وأرى كيف يمكنني التأثير بشكل إيجابي نهاية الأسبوع".
حقوق الإنسان في البحرين
جدير بالذكر أن جماعات حقوق الإنسان انتقدت المملكة الخليجية مراراً لقمعها المعارضة واعتقالها منتقدي الحكومة وتعاملها العنيف مع الاحتجاجات، مؤكدة تدهور حقوق الإنسان في البحرين.
من جانبه، قال سيد الوداعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية ومقره لندن، إن أحمد شعر بسعادة غامرة بعد علمه بتسلم هاميلتون لرسالته، وأضاف أن رد النجم الرياضي "لحظة فاصلة في الرياضة الدولية".
وقال: "تعبير أبطال مثل لويس هاميلتون عن آرائهم جهراً قد يغير حياة بعض الناس للأبد".