قالت صحيفة The Times البريطانية، السبت 12 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن الكرملين حاول تسميم المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني، لمرةٍ ثانية، بعد فشل محاولة الاغتيال الأولى، التي أدت إلى تدهور حالة نافالي ونقله لألمانيا للعلاج، في الوقت الذي تنفي موسكو علاقتها بالحادثة.
بحسب ما أوردته الصحيفة البريطانية، السبت 12 ديسمبر/كانون الأول 2020، فإن مصادر استخباراتية غربية أخبرتها بأن نافالني قد أُعطي جرعةً ثانية من السم قبل نقله جواً إلى برلين لتلقى مزيد من العلاج.
كان الناشط المعروف بمناهضته للنظام الروسي قد دخل في غيبوبة أثناء رحلة جوية من سيبيريا إلى موسكو، بعد تسميمه بغاز الأعصاب "نوفيتشوك"، على إثر ذلك، هبط قائد الطائرة اضطرارياً في مدينة "أومسك" الروسية، ليُسمح لطاقم الإسعاف بإعطائه مادة الأتروبين، وهي ترياق للمادة السامة التي تعرض لها.
أليكسي نافالني ينجو للمرة الثانية
تنقل الصحيفة البريطانية عن "هاميش دي بريتون غوردون"، الخبير المتقاعد من رئاسة الفوج الكيميائي البيولوجي الإشعاعي النووي التابع للجيش البريطاني، قوله "إن الأتروبين أنقذ حياة أليكسي نافالني. إذ إن مواد الأعصاب من هذا النوع تتسبب في فشل متعدد لعدد من الأعضاء،حيث تستسلم الرئتان أولاً وتموت، لكن إذا استخدم الأتروبين بسرعة، فإنه قد يعكس هذه التأثيرات" ومن ثم يوقف عملها.
تقول المزاعم التي أوردتها صحيفة The Times، إن قوات الأمن الروسية ربما تكون قد ضغطت على الطبيب الذي تولى علاج أليكسي نافالني في أومسك، ليعلن لاحقاً أن المعارض البارز ربما عانى اضطرابات متلازمة التمثيل الغذائي، لا التسمم.
حيث تعتقد مصادر أمنية ألمانية أن القتلة المشاركين في محاولة الاغتيال ربما انتهزوا هذه الفرصة لتنفيذ هجوم هجوم ثانٍ بغاز الأعصاب القاتل، حيث نقلت الصحيفة عن مصدر قوله: "كان الهدف من ذلك الهجوم وفاتَه بمجرد وصوله إلى برلين".
موسكو تنفي علاقتها
مع ذلك، فإن الهجوم الثاني فشل أيضاً، وتمكن أليكسي نافالني من النجاة بعد علاجه في برلين وبدأ في استعادة عافيته شيئاً فشيئاً.
تعليقاً على ما حدث، يقول أليستر هاي، أستاذ علوم السموم البيئية في جامعة ليدز البريطانية: "إن إعطاء جرعة ثانية من مادة (نوفيتشوك) يزيد بلا شك من فرص قتل المتعرض له".
وأضاف: "لكن إذا حُقن الشخص بالأتروبين المضاد، فإن عمله سيقاوم تأثير المادة السمية، وإن عنى ذلك إطالة أمد غيبوبته. إذ تستغرق السموم وقتاً أطول حتى تتحلل في الكبد".
من جانبها، نفت موسكو أي تورط لها، وذلك على الرغم من التقارير المتواردة من محققين ألمان و"المنظمة الحكومية الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية" (OPCW)، عن استخدامها لتلك المادة.
فقد اتهم الوفد الروسي في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألمانيا وحلفاءها بإطلاق "حملة تضليل دعائي جماعية ضد روسيا"، كما رفض الكرملين إدانات لمحاولة الاغتيال، وأشار بدلاً من ذلك إلى أن نافالني تعرّض للتسميم بغاز "نوفيتشوك" السوفييتي المطور بعد وصوله إلى ألمانيا.