يسافر الإسرائيليون في أفواج إلى الإمارات العربية المتحدة سواء للعمل أو المتعة، متكدسين في أولى الرحلات التجارية المباشرة على الإطلاق التي تُسيَّر بين البلدين، سعياً لفرص جديدة في الخليج، رغم التوترات المتصاعدة في المنطقة، بحسب ما ذكرته صحيفة Wall Street Journal الأمريكية.
الصحيفة الأمريكية أشارت في تقريرها، الجمعة 11 ديسمبر/كانون الأول 2020، إلى أن الإمارات تستضيف عدداً كبيراً من السكان الإيرانيين، ولديها رحلات طيران مباشرة منتظمة من إيران؛ ما يثير مخاوف إسرائيل من احتمال استهداف طهران لمواطنيها هناك في أعقاب اغتيال عالم إيراني كبير الشهر الماضي.
الإسرائيليون يتوافدون على الإمارات رغم التهديدات
حتى حدود اللحظة لم تُثنِ هذه التهديدات المستثمرين الإسرائيليين، مثل دوريان باراك، من السفر إلى الإمارات.
إذ قال باراك، مؤسس مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي: "سألني الكثير من الناس، بما في ذلك عائلتي، عمّا إذا كنت أشعر بالأمان الآن بالنظر إلى ما يجري، رغم التهديد الدائم بردود انتقامية فإنه لا تزال لديك فرصة للوفاة من حادث سيارة أو كوفيد-19 أو مرض غريب أعلى بكثير من فرص التعرض لهجوم انتقامي إيراني".
بينما لم يرد المسؤولون البحرينيون ولا الإماراتيون على مطالب التعليق على التحذيرات التي تلقاها الإسرائيليون.
الصحيفة أوضحت أنه من شأن أية هجمات كبيرة أو رد فعل سلبي على الإسرائيليين تعريض هذه العلاقات الوليدة للخطر، إلى جانب أنَّ دول الخليج العربية معرضة للخطر بالفعل مثلما اتضح من الهجمات على ناقلات النفط الخليجية وضربات الطائرات بدون طيار ضد البنية التحتية النفطية.
الأرقام مرشحة للارتفاع بعد رفع التأشيرة
وقَّعت الشركات الإسرائيلية والإماراتية حتى الآن ما لا يقل عن 12 مذكرة تفاهم، وفقاً لباراك، بما في ذلك مذكرة وُقِّعَت هذا الأسبوع بين شركة معالجة مياه الصرف الصحي الإسرائيلية ومجموعة إماراتية.
يقول وكلاء السفر إنه من المتوقع وصول نحو 25000 إسرائيلي إلى دبي للاحتفال بالهانوكا (عيد الأنوار)، ومن المرجح ارتفاع الرقم بمجرد سريان نظام السفر بدون تأشيرة بالكامل.
حيث سيبدأ الإسرائيليون بالسفر إلى الإمارات بدون تأشيرة في وقت لاحق من شهر ديسمبر/كانون الأول، مع خضوع أولئك الذين يسافرون قبل الحصول على تأشيرات لترتيبات مؤقتة.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، احتُجِز عدة مئات من الزوار الإسرائيليون في مطار دبي بسبب التباس في التأشيرات، لكن سُمِح لهم بالدخول في وقت لاحق.
يسافرون لأهداف اقتصادية وسياسية وأيضاً سياحية
يوم الإثنين 7 ديسمبر/كانون الأول، حضر مئات الإسرائيليين مؤتمر أعمال في دبي لتدشين علاقات جديدة في سوق سريع النمو لواحدة من أهم الصادرات الإسرائيلية، ألا وهي التكنولوجيا.
من المتحدثين الإسرائيليين في الحدث ييغال أونا، المدير العام للهيئة الحكومية الإسرائيلية المُكلَّفة بالدفاع الإلكتروني، وديفيد ليفلر رئيس وزارة الاقتصاد الإسرائيلية.
بينما رفض منظمو المؤتمر التكنولوجي التعليق على ما إذا كانوا قد تبنوا إجراءات أمنية إضافية لضمان سلامة الإسرائيليين، وأحالوا الأسئلة إلى قسم شرطة دبي، الذي لم يرد على الأسئلة المتعلقة بالأمن الإضافي، لكن قال: "لطالما اشتهرت دبي بأنها واحة الأمان التي تفتح ذراعيها للعالم".
من جانبه، قال أفيغدور أورغاد، وكيل سفريات يدير صفحة Dubai for Israelis (دبي للإسرائيليين) على فيسبوك، التي تضم 5400 عضو، إنَّ بعض المسافرين المحتملين يعيدون النظر في زيارة الإمارات بعد التحذيرات. لكنه قال إنَّ معظمهم يمضون قدماً في خطط سفرهم.