رحب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الخميس، باتفاق التطبيع المغربي الإسرائيلي، واعتبر أنه "يحقق مزيداً من الاستقرار والتعاون الإقليمي في المنطقة"، في الوقت الذي شددت فيه تركيا على ضرورة ألا تكون هذه العلاقات على حساب القضية الفلسطينية.
يأتي ذلك بعد أن أعلن العاهل المغربي الخميس استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وذلك بعد وقت قصير من إعلان للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب عبر تويتر أكد فيه أن "إسرائيل والمملكة المغربية وافقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما".
تعزز الاستقرار والسلام في المنطقة
عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك"، قال السيسي: "تابعت باهتمام بالغ التطور المهم بشأن اتفاق المغرب وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما برعاية أمريكية".
كما أضاف الرئيس المصري: "أثمن هذه الخطوة الهامة باعتبارها تحقق مزيداً من الاستقرار والتعاون الإقليمي في منطقتنا".
من جانبها، رحبت الإمارات العربية المتحدة بالاتفاق على لسان ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، في اتصال هاتفي تلقاه من العاهل المغربي الملك محمد السادس، الخميس، وفق ما أعلنته وكالة الأنباء الرسمية بالإمارات.
ولي عهد أبوظبي رحب بـ"إعلان الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، وقرار المملكة المغربية استئناف اتصالاتها وعلاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل".
من جهته، اعتبر محمد بن زايد أن هذه الخطوات تسهم في "تعزيز الجهود والمساعي المشتركة نحو الاستقرار والازدهار والسلام في المنطقة".
ليس على حساب القضية الفلسطينية
بينما أكد وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، في مكالمة هاتفية مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، أهمية ألا تكون إقامة علاقات بين المغرب وإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية.
وكالة أنباء الأناضول التركية نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن تشاويش أوغلو أجرى مكالمة هاتفية مع بوريطة، بعد ساعات على إعلان الرباط استئناف العلاقات مع إسرائيل.
وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن أوغلو أكد لبوريطة أن "كل بلد لديه حرية إقامة العلاقات مع أي بلد يريده؛ على ألا يكون على حساب القضية الفلسطينية".
التطبيع المغربي الإسرائيلي
في وقت سابق الخميس، قال ترامب، عبر "تويتر": "إنجاز تاريخي آخر اليوم! صديقتانا الرائعتان إسرائيل والمملكة المغربية وافقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما".
بعدها بوقت قصير، أعلن العاهل المغربي استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل "في أقرب الآجال"، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي.
لكنه شدد على أن ذلك "لا يمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".
وبدأ المغرب مع إسرائيل، علاقات على مستوى منخفض عام 1993 بعد التوصل لاتفاقية "أوسلو"، لكن الرباط جمَّدتها بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وتحديداً عام 2002.
وبإعلان اليوم سيكون المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010، وهو ما يعتبر اختراقاً إسرائيلياً لافتاً لمنطقة المغرب العربي.
كما سيصبح المغرب رابع دولة عربية توقِّع اتفاق تطبيع أو توافق على التطبيع مع إسرائيل خلال العام 2020؛ بعد توقيع الإمارات والبحرين اتفاقي تطبيع في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، وإعلان السودان، في 23 أكتوبر/تشرين الأول، الموافقة على التطبيع تاركاً مسؤولية إبرام اتفاق بهذا الخصوص إلى المجلس التشريعي المقبل (لم ينتخب بعد).
وبذلك، تنضم هذه البلدان الأربعة إلى بلدين عربيين أبرما اتفاقي سلام مع إسرائيل، وهما الأردن (1994) ومصر (1979).