الدول الأوروبية الحكيمة “أحبطت مؤامرة ضد تركيا”.. أردوغان: العقوبات ستضر الجميع

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/11 الساعة 12:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/11 الساعة 12:18 بتوقيت غرينتش
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان/رويترز

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 11 ديسمبر/ كانون الأول 2020، إن البلدان الحكيمة في الاتحاد الأوروبي أحبطت مؤامرة ضد تركيا عبر طرح مواقف إيجابية خلال القمة، التي تمخضت، الخميس، عن "تقييدات" ضد أنقرة، على خلفية أنشطتها في شرق المتوسط، مؤكدا أن عقوبات ستفرض على تركيا ستضر الجميع. 

تصريحات الرئيس التركي أردوغان جاءت تعقيباً على بيان القمة الأوروبية المنعقدة حالياً في بروكسل، الذي قال في نصه الخميس إن قادة الاتحاد يعبرون عن التزامهم بحماية جميع دول التكتل ودعم الاستقرار الإقليمي، وإنهم اتفقوا على "تقييدات" محددة ضد تركيا، في ظل اختلافهم على كيفية التعامل مع أنقرة.

أردوغان: لعقوبات ضد أنقرة ستضر الجميع 

الرئيس أردوغان خاطب قادة أوروبا وأمريكا مطالباً إياهم "بالتخلص من اللوبيات المعادية لتركيا"، كما قال، و"باتباع سياسات موضوعية"، مؤكداً أنه "لا حل للمشاكل إلا بالحوار". 

حيث شدد أردوغان على أن العقوبات، إن فُرضت، لن تضر بتركيا فقط بل بجميع الأطراف، لافتاً النظر إلى أن تركيا لن تقوم بأي خطوة تؤثر على علاقاتها مع أوروبا أو أمريكا، في المقابل. 

وعن طبيعة التقييدات التي فرضت على أنقرة، قال الرئيس التركي إن "القمة الأوروبية لم تلبِّ مطالب بعض دول الاتحاد، لأن مطالبها لم تكن محقة، ولأن الدول العقلانية أفسدت اللعبة بموقفها الإيجابي"، كما قال. 

حيث أكد الرئيس أردوغان أن مواقف تركيا الإيجابية إزاء التطورات شرقي المتوسط أحبطت توقعات المطالبين بفرض عقوبات عليها، مشيراً إلى أنه يعتقد أن القمة القادمة في مارس/آذار أيضاً لن يتمخض عنها عقوبات ضد أنقرة. 

قال أردوغان: "ثمة حديث عن تحضيرات جديدة لاستصدار عقوبات ضد تركيا في القمة الأوروبية المزمع عقدها في مارس/آذار 2021، أقولها بكل وضوح، لا يمكن أن يتمخض شيء عن تلك القمة أيضاً". 

الرئيس التركي أردوغان ذهب أيضاً إلى التصريح بأن "دول الاتحاد الأوروبي ملزمة بتقديم حقوق عديدة لتركيا"، فيما لم يُشِر لطبيعة هذه الحقوق. 

نرغب في حوار بناء مع أنقرة

من جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تصريح صحفي إن الاتحاد الأوروبي قرَّر تمديد العقوبات ضد تركيا، لكنه يرغب في حوار إيجابي وبنَّاء مع أنقرة. 

وأضافت ميركل، في تصريح صحفي، على هامش القمة الأوروبية المنعقدة الآن في بروكسل، أن "الاتفاق بشأن تركيا كان متوازناً ونعتقد أن الرسالة كانت واضحة".

كانت الخارجية التركية قد قالت، الجمعة، إن أنقرة ترفض موقف القمة الأوروبية من تركيا وتعتبره "غير قانوني"، في أول رد لأنقرة على إعلان الاتحاد الأوروبي توسيع نطاق "الإجراءات التقييدية" ضد تركيا، على خلفية أنشطتها في شرق المتوسط. 

وزارة الخارجية التركية قالت، في بيان، إن على الاتحاد الأوروبي "لعب دور الوسيط الجاد والتصرف بمبادئ وبعقل سليم بشكل استراتيجي". 

تقييدات الاتحاد الأوروبي ضد تركيا

كان زعماء الاتحاد الأوروبي قد اتفقوا، الخميس، على توسيع نطاق "الإجراءات التقييدية" ضد أنقرة، على خلفية أنشطتها في شرق المتوسط، بما في ذلك إعداد عقوبات محدودة على أفراد من تركيا وتأجيل أي خطوات أكثر صرامة حتى مارس/آذار 2021.  

فيما أحجم قادة الاتحاد الأوروبي عن تنفيذ التهديد الذي صدر في أكتوبر/تشرين الأول بالنظر في اتخاذ تدابير اقتصادية أوسع، ووافقوا بدلاً من ذلك على بيان قمة يمهِّد الطريق لمعاقبة الأفراد المتهمين بالتخطيط أو المشاركة فيما يصفه التكتل بأنه تنقيب غير مصرح به.

بيان الاتحاد زعم أن "تركيا تواصل استفزازاتها وخطواتها أحادية الجانب، وتعلّي من لهجة خطاباتها ضد الاتحاد الأوروبي"، مشيراً إلى عودة سفينة البحث والتنقيب التركية "أوروتش رئيس" لميناء أنطاليا.

كما شدد البيان على إصرار الاتحاد الأوروبي على ضرورة خفض التوتر من أجل إمكانية استئناف المحادثات الاستكشافية بين أثينا وأنقرة.

"الناتو" يدعو إلى التهدئة 

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ قال في وقت سابق إنه على أوروبا انتهاج موقف إيجابي خلال المحادثات المتعلقة بأنقرة في قمة زعماء الاتحاد الأوروبي.

ستولتنبرغ قال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا: "هناك خلافات يجب أن نناقشها، لكن في الوقت نفسه يجب أن ندرك أن تركيا جزء من الحلف والعائلة الغربية"، مضيفاً: "نحتاج جميعاً إلى انتهاج موقف إيجابي أثناء النظر في الخلافات المتعلقة بتركيا في قمة زعماء الاتحاد الأوروبي". كما أشار إلى أن الحلف وضع آلية لفض النزاع بين تركيا واليونان تستند على هذا النهج الإيجابي.

صراع شرق المتوسط 

تشهد منطقة شرقي البحر المتوسط توتراً إثر ما تقول أنقرة إنه مواصلة اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع الجانب الرومي من جزيرة قبرص، وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.

وتقول وكالة الأناضول إن أثينا تتجاهل التعامل بإيجابية مع عرض أنقرة للتفاوض حول المسائل المتعلقة بشرق المتوسط، وبحر إيجة، وإيجاد حلول عادلة للمشاكل، فيما يجدد الجانب التركي موقفه الحازم حيال اتخاذ التدابير اللازمة ضد الخطوات الأحادية.

في المقابل، ينتقد الاتحاد الأوروبي استئناف أنقرة التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، وندَّد سابقاً بما اعتبرها "استفزازات" من قِبَل أنقرة. 

حينها ردّت تركيا على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية حامي أكسوي، بأن وصف الاتحاد الأوروبي تحركات تركيا بـ"الاستفزاز" أمر "لا يبعث على المفاجأة" نظراً للنهج "المعتاد المتحيز والمنحاز" للتكتل.

تحميل المزيد