بينما تبذل الدول في مختلف أنحاء العالم جهوداً كبيرة لاحتواء جائحة كورونا، لا يُبدي المقيمون في ووهان- حيث ظهر لأول مرة فيروس كورونا- أي قلق بشأن احتمالات عودة انتشارها مرة أخرى، حسب ما ذكره تقرير لموقع Deutsche Well الألماني، نُشر الخميس 10 ديسمبر/كانون الأول 2020.
الحياة عادت إلى طبيعتها بعد جائحة كورونا
تصطف مجموعات كبيرة من المتسوقين خارج متاجر العلامات التجارية الفاخرة في فترة ما بعد الظهيرة شديدة البرودة بمدينة ووهان الصينية. عدا الكمامات التي يضعونها على وجوههم، يبدو كل شيء كما لو عاد إلى حالته الطبيعية في المدينة التي شُخِّصت فيها أول إصابة بمرض جائحة كورونا منذ عام تقريباً.
في حديثه لموقع دويتشه فيله، قال ين، مدرس اللغة الإنجليزية، الذي يبلغ من العمر 29 عاماً، إنه بعد ظهور أول بادرة لتفشي المرض، في يناير/كانون الثاني 2020، "لا أعتقد أننا سنشهد عدوى أخرى واسعة النطاق في ووهان".
كما أضاف ين أنه حتى لو ارتفع عدد الحالات المؤكدة مرة أخرى، "فنحن نعرف كيف نقي أنفسنا من الإصابة بشكل صحيح".
وتابع: "وإذا نظرت إلى الأمر من حولك، فستجد الجميع تقريباً في الشارع يتبعون بروتوكول الحكومة بجِدية. إذا نسيت وضع الكمامة في الأماكن العامة، فسيذكِّرك أحد الأشخاص بذلك".
من بؤرة لتفشي الفيروس إلى مدينة خالية
في أواخر يناير/كانون الثاني 2020، قررت حكومة ووهان فرض إغلاق كامل بالمدينة بسبب جائحة كورونا. توقفت وسائل النقل العام، وطُلب من المواطنين البقاء في منازلهم، وانخفض عدد الحالات المؤكدة شيئاً فشيئاً.
ثم رفعت الحكومة الإقليمية الإغلاق على مستوى المدينة في أبريل/نيسان، واستأنفت الشركات عملياتها ببطء في الأشهر التالية.
دفع ظهور البوادر الأولى لتفشي المرض والإغلاق التام الذي استمر عدة أشهر، العديد من سكان ووهان إلى توخي الحذر، على الرغم من انخفاض عدد الحالات المؤكدة.
قال "لي"، الذي طلب استخدام اسمه الأخير فقط: "لقد ذهبنا منذ بداية الصيف إلى السينما وشاهدنا العروض الفنية المباشرة؛ بل سافرنا إلى مدن أخرى".
أضاف أيضاً أنه "مع ذلك، لا يزال الجميع يرتدون الكمامات ويحتفظ كثير منا بزجاجات صغيرة من المطهرات في حقائبنا"، وقال: "عندما زرت شنغهاي الشهر الماضي، رأيت أن الناس في المدن الأخرى لم يكونوا حذرين مثل سكان ووهان. يرتدي عدد أقل من الناس الكمامات في الأماكن العامة".
اتبِع الأوامر تتجنَّب المرض
بالنسبة لسكان ووهان، فإن رؤية دول أخرى تكافح من أجل السيطرة على جائحة كورونا أمر يدعو إلى الحيرة. قال ين: "أجد صعوبة في فهم سبب عدم تمكُّن الولايات المتحدة من السيطرة على الجائحة رغم المحاولات المتكررة لتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي أو الإغلاق الصارم".
أضاف: "يبدو أن حماستهم قد توقفت دائماً بسبب الأحداث على مستوى البلاد، وضمن ذلك احتجاجات Black Lives Matter والانتخابات الرئاسية واحتفالات الأعياد"، وتابع: "أعتقد أن جميع هذه الأحداث تسهم في عدم قدرتهم على احتواء تفشي فيروس كورونا".
بينما أعرب آخرون عن شعورهم بالأسف على الدول التي كافحت للسيطرة على انتشار الفيروس. قال "لي": "أشعر بالأسف حقاً لبقية العالم، لأن الجائحة ظهرت في الأساس من ووهان".
أضاف: "أعتقد أنه بإمكاننا كذلك رؤية الفرق في كيفية استجابة الشعوب من مختلف الدول للتدابير الوقائية. في رأيي، تعكس هذه الجائحة طبيعة الشعب الصيني في اتباع الأوامر، بينما يبدو الأشخاص بالدول الغربية أكثر تردداً في التضحية بحريتهم وحقوقهم".