إثر تفاقم انتشار وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة، أعلنت السلطات فرض العزل الصحي على نحو عشرين مليون شخص بجنوب كاليفورنيا مجدداً، اعتباراً من الإثنين 7 ديسمبر/كانون الأول 2020، في حين تستعد بريطانيا لإطلاق حملة تطعيم كثيفة، الثلاثاء، هي الأولى في بلد غربي.
حيث فرض الحاكم الديمقراطي لولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، تدابير الإغلاق الجديدة هذه بموجب قاعدة تنص على أنه عندما تكون 85% من أسرَّة وحدات العناية المركزة مشغولة، يُطلب من السكان البقاء في منازلهم، وتُغلق معظم الشركات وتُحظر الاجتماعات بين الأسر المختلفة.
موجة ثالثة من كورونا: مثل سائر أنحاء البلاد، تواجه كاليفورنيا موجة ثالثة من الوباء مع تسجيل أكثر من 200 حالة وفاة خلال 24 ساعة في الولاية، الجمعة الماضي، مقارنة بمتوسط من 14 وفاة يومية في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني.
في المقابل ما زالت الولايات المتحدة أكثر الدول تضرراً من الوباء مع أكثر من 282 ألف حالة وفاة، من أصل أكثر من 14 مليون إصابة مسجلة. وحذَّرت السلطات الصحية الأمريكية من أن "الولايات المتحدة دخلت مرحلة ينتقل فيها الفيروس على مستوى عالٍ".
من جانبه أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأحد، وفق تقرير وكالة فرانس برس إصابة محاميه الشخصي رودي جولياني بكوفيد-19، ليكون أحدث من أصيب بالفيروس من بين العديد من أعضاء الدائرة المقربة للرئيس الأمريكي.
إصابة محامي ترامب: حيث نُقل جولياني (76 عاماً)، إلى المستشفى في واشنطن بعد أن ظل طيلة شهر متنقلاً بين الولايات الأمريكية بلا قناع؛ للاعتراض على فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.
في هذه الأثناء، أعادت مدينة نيويورك فتح مدارسها الابتدائية العامة، الإثنين، لكنَّ بطء تعافيها قد يدفع السلطات إلى إغلاق المطاعم في الأيام المقبلة. وقال بيل دي بلاسيو رئيس بلدية نيويورك، إن نحو 850 مدرسة أعادت فتح أبوابها بعد أن ظلت مغلقة منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما تجاوز معدل النتائج الإيجابية لاختبارات التشخيص 3%. ونيويورك كانت الأكثر تضرراً بالموجة الأولى من الوباء في الربيع حين سجلت نحو 24 ألف حالة.
في المقابل يستمر انتقال كوفيد-19 بوتيرة متسارعة، فقد سُجلت منذ 24 نوفمبر/تشرين الثاني، أكثر من 10 آلاف وفاة في المتوسط كل يوم على مستوى العالم (باستثناء يوم الأحد، علماً أن الحصيلة تكون أقل بشكل عام في نهاية الأسبوع).
وفي المجموع، أودى الوباء بحياة ما لا يقل عن 1.537.308 أشخاص في جميع أنحاء العالم، وأصاب أكثر من 67 مليون شخص، وفقاً لحصيلة أعدتها فرانس برس، الإثنين.
إعطاء جرعات كورونا: أما في المملكة المتحدة، فسيبدأ الثلاثاء، إعطاء الجرعات الأولى من اللقاح في إنجلترا وويلز وأسكتلندا وأيرلندا الشمالية. ولكن سيتعين على غالبية سكان المملكة المتحدة الانتظار حتى عام 2021 لأخذ اللقاح، مع إعطاء الأولوية لنزلاء دور المسنين والعاملين فيها، يليهم مقدمو الرعاية الصحية وأولئك الذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً.
فيما قال ستيفن بويس مدير خدمة الصحة العامة في المملكة المتحدة، إن توزيع اللقاح سيكون "أشبه بماراثون وليس بسباق الجري السريع".
والمملكة المتحدة التي سجلت على الأقل 61245 حالة وفاة، هي أول من أعطى الضوء الأخضر للقاح شركتي فايزر وبيونتيك. ومن المتوقع أن تصدر وكالة الأدوية الأوروبية رأيها بشأن هذا اللقاح بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول.
حيث تعد الحملة المقبلة حاسمة بالنسبة لحكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، التي تعرضت لانتقادات شديدة، بسبب إدارتها لأزمة الوباء.
التشجيع على تناول العقار: وذكرت الصحف البريطانية أن الملكة إليزابيث الثانية (94 عاماً) وزوجها الأمير فيليب (99 عاماً)، سيحصلان على اللقاح قريباً. وقد يحصل ذلك في مكان عام؛ لتشجيع الناس على الاقتداء بهما.
في المقابل سوف تسلم "فايزر-بيونتيك" كندا 249 ألف جرعة لقاح بحلول نهاية الشهر، وفق ما أعلنه رئيس وزرائها جاستن ترودو.
وتخطط بلجيكا وفرنسا وإسبانيا لحملات تطعيم في يناير/كانون الثاني، بدءاً بالفئات الأكثر ضعفاً.
من جانبها بدأت روسيا، السبت، بإعطاء لقاح "سبوتنيك-في" لأخصائيين اجتماعيين وللعاملين في المجال الطبي والمعلمين بموسكو، وإن كان هذا اللقاح الروسي ما زال في المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية.
التطعيم ليس إلزامياً: فيما قالت منظمة الصحة العالمية، الإثنين، إن التطعيم ضد كوفيد-19 لا ينبغي أن يكون إلزامياً، إلا في ظروف مهنية محددة.
فيما قال مايكل راين، مدير الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي، إن وصول اللقاحات "نبأ سارٌّ"، مؤكداً أن من الضروري شرح "فوائد" اللقاحات على نحو أفضل بدلاً من جعل التطعيم إلزامياً.
وقالت كيت أوبراين، مديرة قسم التحصين واللقاحات في المنظمة: "لا أعتقد أن الإلزام هو السبيل الصحيح"، مشيرة إلى أن التجربة أظهرت أنه عندما أرادت بعض الدول جعل بعض اللقاحات إلزامية، لم تحصل على النتيجة المأمولة.
في حين تسلمت إندونيسيا، التي بدأت في أغسطس/آب 2020، تجارب على لقاح مجموعة سينوفاك الصينية على 1660 متطوعاً، أول دفعة من 1.2 مليون جرعة وصلت بالطائرة من بكين.
ويُفترض أن تعطي السلطات الصحية الإندونيسية الإذن قبل بدء التطعيم، وكذلك مجلس علماء إندونيسيا، أعلى سلطة إسلامية في البلاد.
إغلاق المقاهي والمطاعم: في مواجهة تفشي الإصابات، ستغلق الدنمارك الكليات والمدارس الثانوية والحانات والمقاهي والمطاعم في 38 مدينة وبلدة، وضمن ذلك كوبنهاغن. وبررت رئيسة الوزراء، ميت فريدريكسن، ذلك، الإثنين، بقولها إن "الوضع مقلق للغاية".
فيما أعلنت الأسرة المالكة، أن عائلة ولي العهد الدنماركي فريدريك وُضعت في الحجر الصحي؛ بعد تشخيص إصابة نجله الأكبر، الأمير كريستيان، بكوفيد-19. وقال الديوان، إن الاختبارات أثبتت إصابة الأمير كريستيان بالفيروس بعد اكتشاف إصابات في مدرسته، موضحاً أنه باستثناء والديه وإخوته الثلاثة، لم يكن الأمير، البالغ 15 عاماً، على اتصال بأفراد آخرين من العائلة المالكة، وضمن ذلك جدته الملكة مارغريت.
أما في اليونان، فأعلنت الحكومة، الإثنين، تمديد إجراءات العزل الرئيسية حتى 7 يناير/كانون الثاني، وضمن ذلك إغلاق المدارس والمطاعم والصالات الرياضية ومنتجعات التزلج. وتم تحديد موعد البدء في التطعيم في يناير/كانون الثاني.
عكس ذلك، رفعت الحكومة النمساوية، الإثنين، إجراءات الاحتواء الصارمة التي فرضتها في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني. وقال غيرهارد (64 عاماً)، إن "الجميع في الخارج الآن للتسوق"، وهو يشاهد المارة في الشوارع.
أما في روما، فأعلنت الحكومة الايطالية أنه تبيَّن إصابة وزيرة الداخلية، لوتشيانا لامورغيزي، بكوفيد-19؛ ما دفع وزيري الخارجية لويجي دي مايو والعدل الفونسو بونافيدي إلى حجر نفسيهما بعدما خالطاها.