قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين 7 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن مبيعات الأسلحة الفرنسية لمصر في المستقبل لن تكون مشروطة بتحسين حقوق الإنسان، مشدداً على أنه تحدث بصراحة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن حقوق الإنسان، بما في ذلك الحالات الفردية.
جاءت هذه التصريحات ضمن مؤتمر صحفي، عقده ماكرون مع نظيره المصري الذي يقوم بزيارة رسمية لباريس، وسط دعوات تطالب ماكرون بالضغط على القاهرة فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وجهة نظر ماكرون بحقوق الإنسان في مصر
ماكرون من جانبه رفض استخدام آلية العقوبات وتعليق بيع الأسلحة في التعامل مع ملفات مثل حقوق الإنسان، معللاً ذلك بأنه سيعقد المسائل، وسيقطع سبل الحوار، كما أن ماكرون لا يرغب في إضعاف قدرة القاهرة على مكافحة الإرهاب في المنطقة، على حد قوله.
لكن ماكرون في الوقت ذاته دعا إلى انفتاح ديمقراطي في مصر، مشيداً بإطلاق سراح السلطات المصرية سراح 3 أفراد من منظمات حقوقية.
أما الرئيس المصري فقد بدا عليه الانزعاج من السؤال الذي وجهه له أحد الصحفيين، حول تعليقه على نفي القاهرة المتكرر لانتهاكات حقوق الإنسان في مصر، في وقت توثق فيه منظمات دولية وتستكر عمليات الاعتقال التي تحدث في مصر.
وفي محاولة منه للتقليل من أهمية إدانة المنظمات لحقوق الإنسان تساءل السيسي: "هناك 55 ألف منظمة غير حكومية تعمل في مصر، كم منظمة منها اشتكت حول حقوق الإنسان؟".
السيسي منزعج من الإعلام
كما عبر السيسي عن استيائه لما يصوره الإعلام من أن المسؤولين في مصر هم قادة "عنيفين وشرسين.. وأن النظام في مصر هو نظام مستبد"، حسب وصف السيسي، مؤكداً أن هذا "أمر غير لائق"، وأن هذه النظم "ولت منذ زمن".
السيسي أضاف أيضاً أنه مطالب بحماية دولة من "تنظيم (يقصد الإخوان المسلمين) موجود في مصر منذ 90 سنة، واستطاع أن يقيم قواعد له بكل دول العالم وليس بمصر وحدها"، كما خاطب الفرنسيين بالقول: "إذا كنتم تعانون من التطرف فهذا جزء مما تم نقله منهم".
أيضاً عاد السيسي للتذكير بما يحدث في الدول العربية قائلاً: "كنت أتمنى أن أسأل الذي طرح هذا السؤال عن أخبار لبنان وليبيا وأفغانستان، ليس لدينا حاجة نحرج منها، نحن نجاهد من أجل حياة أفضل في منطقة تعاني اضطرابات".
خلاف في وجهات النظر بين السيسي وماكرون
بشكل عام اتسم المؤتمر الصحفي بالدبلوماسية، إلا أن سؤالاً أخيراً أظهر تباين في وجهات النظر بين الرئيسين، وذلك عندما قام أحد الصحفيين بطرح مسألة الإساءة للرسول محمد (عليه الصلاة والسلام).
فقد رفض ماكرون أن يتم تصوير أن الرسوم المسيئة للرسوم تمثل الدولة، إنما قال: "إن هذا رأي فرد لأمر معين، وليس رأي الإليزيه أو الرئيس".
هنا قاطع السيسي ماكرون، وقال إن موقف مصر حول هذه المسألة صدر من مؤسسة الأزهر التي وصفها بالمؤسسة الدينية التي تقدم الإسلام الوسطي، وهو رفض جرح مشاعر ملايين الناس بحجة التعبير عن الرأي.
كما شدد السيسي على أن القيم الدينية أعلى وأهم من القيم الإنسانية التي وضعها البشر، وهو الأمر الذي عارضه ماكرون بشكل واضح، مؤكداً أن قيمة الإنسان وحقوقه في الغرب أعلى من أي شيء آخر.
وتعتبر فرنسا مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي بمثابة حصن ضد الإسلاميين المتشددين في شبه جزيرة سيناء وليبيا.