أثار عبدالخالق عبدالله، الأكاديمي الإماراتي والمستشار السابق لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، غضب سعوديين على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد تغريدة كتبها عن المصالحة الخليجية، أشار فيها إلى أن الإمارات هي صاحبة القرار الفصل، مقللاً بذلك من وزن المملكة السياسي.
غضب واسع: عبدالله كتب تغريدة على حسابه في موقع تويتر، مساء الأحد 6 ديسمبر/كانون الأول 2020، قائلاً إن "قطار المصالحة الخليجية لن يتحرك ملليمتراً واحداً بدون علم وبدون موافقة وبدون مباركة الإمارات المسبقة".
وسبق ذلك تغريدة أخرى للأكاديمي الإماراتي قال فيها "إن الحديث عن مصالحة خليجية مجرد حديث لا يعتد به، وأن عواصم خليجية كبرى أعقل من إعطاء ترامب هدية في آخر أيامه، وأن مقاطعة قطر رباعية (من السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر)، وأن والمصالحة ستكون رباعية والحل الثنائي مستحيل".
لكن تغريدات عبدالله أثارت غضباً واسعاً لدى سعوديين، وتصدرت تغريداته وانتقاداتها قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في المملكة، اليوم الإثنين، تحت هاشتاغ "#عبدالخالق_يقل_ادبه".
سعوديون اعتبروا أن تغريدة عبدالله فيها إساءة للمملكة، لكونه يقلل من حجم السعودية ويبالغ في قدرة الإمارات بمنطقة الخليج، لا سيما أن تغريداته أيضاً تأتي في وقت تتحدث فيه الكويت التي تتوسط مع أمريكا عن اقتراب الوصول إلى المصالحة الخليجية، وإشارتها إلى أن هنالك استجابة إيجابية من المسؤولين السعوديين والقطريين لحل الأزمة المستمرة منذ سنوات.
الكاتب السعودي تركي الحمد ردّ على تغريدة عبدالله وقال: "كل الحب والاحترام لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولكنك بالغت هنا كثيراً دكتور عبدالخالق. لو قلت إنه لا مصالحة إلا باتفاق الدول الأربع، لكان الأمر مقبولاً ومنطقياً، أما أن تجعل الإمارات هي سيدة القرار بلا منازع، فهذا أمر ينفيه واقع الحال، فلا تجعل وطنيتك شوفينية تحجب عنك النظر".
عبدالله ردّ على الكاتب السعودي وقال: "ربما بالغت التغريدة في إظهار وطنيتي وليس شوفينيتي، فقد جاءت لترد بوضوح على مزاعم أن اتفاق المصالحة الخليجية تجاوز الإمارات. زعم باطل يستحق رداً قوياً واضحاً مني ومنك".
وكتب مغرد آخر باسم "السهلي": "#عبدالخالق_يقل_ادبه هي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة منه ومن بقية قوم حليفنا الاستراتيجي لتقليل شأن وتحجيم وتقزيم السعودية، فهموهم يا سادة، السعودية عملاق الشرق وصانعة القرار العربي، وشعورهم المستمر بعقدة النقص ستدوم معهم أبد الدهر".
مغرد آخر أعاد نشر تغريدة سابقة لعبدالله ينتقص فيها من بقية دول الخليج، حينما قال فيها: "أينما تذهب الإمارات تذهب دول المنطقة"، واعتبر المغرد أن الإمارات تتخطى الخطوط الحمراء مع السعودية.
توقعات بحل الأزمة: وتسود أجواء من التفاؤل والتوقعات باحتمال التوصل قريباً إلى المصالحة الخليجية، وفي تصريحات سابقة لوكالة الأناضول، قالت مساعدة وزير الخارجية القطري، لولوة الخاطر، إن الاتفاق على حل الأزمة الخليجية سيكون "ربحاً للجميع، وحلاً يضمن وحدة الشعوب الخليجية وأمن المنطقة واستقلالية وسيادة كل دولة".
الخاطر اعتبرت أن "الخاسر الأكبر من هذه الأزمة هي مسيرة مجلس التعاون الخليجي وشعوب الخليج والمنطقة"، وقالت إن "بلادها ستستمر في هذه المناقشات بإيجابية ومسؤولية تجاه مصلحة المنطقة ومستقبلها".
جاء ذلك بينما أكد وزير الخارجية والإعلام الكويتي أحمد الصباح، يوم الجمعة الماضي، إجراء "محادثات مثمرة" ضمن إطار جهود الوساطة الرامية لإنهاء الأزمة الخليجية.
بدوره وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، السبت 5 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن الملك سلمان بن عبدالعزيز "حريص على تكامل ووحدة دول مجلس التعاون الخليجي".
أضاف الوزير أن هنالك "تقدماً في حل الخلاف مع قطر"، قائلاً: "السعودية تأمل في خلاصة نهائية مرضية لجميع الأطراف، نسعى ونتقدم لحل الأزمة الخليجية ونأمل أن يحدث ذلك".
بدورها ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية، الأحد 6 ديسمبر/كانون الأول 2020، نقلاً عن مصدر دبلوماسي رفيع قوله إنه المصالحة الخليجية ستتم في اجتماع القمة الخليجية، المزمع عقدها في البحرين (مبدئياً) خلال الشهر الجاري.
ولا تزال حتى الآن البحرين والإمارات صامتتين رسمياً حول المفاوضات الجارية للتوصل إلى المصالحة الخليجية، فيما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الجمعة، عن مسؤولين ومحللين قولهم إن الإمارات كانت الأكثر مقاومة للموافقة على التقارب، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن أبوظبي قلقة بشكل خاص بشأن علاقة قطر مع تركيا.
يُذكر أنه منذ 5 يونيو/حزيران 2017، تفرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً برياً وجوياً وبحرياً على قطر؛ بزعم دعمها للإرهاب وعلاقتها بإيران، فيما تنفي الدوحة اتهامها بالإرهاب، وتعتبره "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل".