قال موظفو إغاثة يوم الأحد 6 ديسمبر/كانون الثاني 2020 إن إقليم تيغراي بشمال إثيوبيا يشهد اضطرابات شديدة لدرجة يتعذر معها إيصال مساعدات إلى مئات الآلاف من المدنيين المحتاجين وذلك وسط أنباء عن استمرار القتال والنهب والفوضى.
حيث حذرت منظمات إغاثة من نقص الغذاء والدواء وأكياس حفظ الجثث في تيغراي التي كان 600 ألف فرد من سكانها يتلقون بالفعل مساعدات غذائية قبل اندلاع القتال المستمر منذ شهر بين قوات الحكومة بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد وقوة إقليمية متمردة.
سقوط قتلى من المدنيين: وأعلن آبي انتصاره على الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بعد سيطرة القوات الاتحادية على مقلي عاصمة الإقليم قبل ثمانية أيام نافياً سقوط أي قتلى من المدنيين في الهجوم.
لكن طبيباً في المدينة قال لرويترز اليوم الأحد إن 27 على الأقل، بينهم طفل يبلغ من العمر أربعة أعوام ومسن (78 عاماً) وأسرة من أربعة أفراد، قُتلوا في الهجوم.
حيث أضاف أن اثنين آخرين قُتلا وأصيب أربعة بجروح خطيرة عندما أغلق السكان الطرق احتجاجاً على أعمال نهب ارتكبتها قوات الحكومة في مقلي، محذراً من أن الخدمات الصحية في المدينة على شفا الانهيار.
كذلك قال الطبيب في رسالة نصية "لا توجد كهرباء ولا وقود ولا مولد للطاقة، ولا قفازات، ولا مسكنات للألم، ولا مضادات حيوية، ولا وجبات للمرضى ولا أطقم طبية ولا سبيل للتعاملات المصرفية.. حتى إن الجنود استولوا على سيارة إسعاف".
وطلب الطبيب عدم نشر اسمه ولا اسم المستشفى خوفاً من الانتقام.
في المقابل لم يرد مسؤولون بالحكومة بعد على طلبات تعقيب، ويصعب التحقق من مزاعم الطرفين بسبب انقطاع معظم الاتصالات، فضلاً عن سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام ومنافذ دخول المساعدات الإنسانية منذ اندلاع الصراع في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني.
مخاوف الداخل والخارج: جاء إعلان آبي السريع عن النصر في الوقت الذي سعت فيه حكومته إلى تهدئة المخاوف في الداخل والخارج من أن الصراع قد يزعزع استقرار ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان واستقرار منطقة القرن الإفريقي الأوسع. ويُعتقد بأن الآلاف قُتلوا وفر حوالي 46 ألفاً إلى السودان الجار الغربي لإثيوبيا.
من ناحية أخرى قالت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إنها انسحبت من مقلي لتجنب تدمير المدينة لكنها تعهدت بمواصلة القتال. وقالت الجبهة وسكان ودبلوماسيون إنه لا تزال هناك اشتباكات متفرقة في مناطق خارج المدينة.
وأفاد سكان أيضاً يوم الجمعة بوقوع أعمال نهب واحتجاجات داخل مقلي.
في المقابل أحجم مسؤولون حكوميون عن التعليق على ما وصفوه بروايات لم يتم التحقق منها عن استمرار الصراع. وذكرت فرقة الطوارئ المعنية بإقليم تيغراي أن القوات الاتحادية "لا تنهب شعبها".
حيث أضافت في بيان لرويترز "بالنظر إلى الفجوة الأمنية التي سبقت تشكيل الإدارة المؤقتة، كانت هناك مؤشرات على تورط أفراد في عمليات نهب مستغلين الفترة الانتقالية كغطاء". وتابعت: "بعض مقاتلي الجماعة الإجرامية يختبئون أيضاً في مقلي" في إشارة إلى الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.