قال وسائل إعلام كويتية، الأحد 6 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن نتائج انتخابات مجلس الأمة 2020، أظهرت تغييرات كبيرة في تركيبة البرلمان، وشهدت خسارة نواب سابقين أبرزهم صفاء الهاشم، المعروفة بمواقفها المناهضة للوافدين في الكويت.
وجوه جديدة في المجلس: جاءت هذه الانتخابات وسط أجواء احترازية طبقتها سلطات البلاد بسبب جائحة كورونا، كما أنها جاءت في وقت تواجه فيه البلاد تحديات في الاقتصاد إلى جانب الجائحة.
صحيفة "القبس" الكويتية قالت إنه حتى الساعة 6:30 من صباح الأحد (بتوقيت الكويت)، بلغت نسبة التغيير في تركيبة المجلس 62%، وأشارت إلى أنه لم ينجح من أعضاء مجلس 2016 إلا 19 نائباً، وقالت إن هذا سيناريو مكرر للانتخابات التي أجريت في 2016.
غلبت الوجوه الجديدة على معظم الدوائر بنسبة تجاوزت %42، وبحسب الصحيفة فإن أعلى نسب التغيير جاءت بالدائرتين الأولى والثالثة بـ70% لكل منهما.
وأخفق التجمع الإسلامي السلفي للمرة الثانية على التوالي في التمثيل داخل مجلس الأمة، بخسارة مرشحيه في الدائرتين الثانية والثالثة فهد المسعود وحمد العبيد، في حين نجحت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) في الفوز بـ3 مقاعد في البرلمان، رغم خسارة النائب عبدالله فهاد.
بحسب الصحيفة الكويتية أيضاً، فإنه كان لافتاً غياب الوجوه النسائية عن مجلس 2020، وذلك للمرة الأولى منذ بداية تطبيق نظام الصوت الواحد، في ديسمبر/كانون الأول 2012، بعد أن خسرت النائبة صفاء الهاشم مقعدها الذي حافظت عليه لأكثر من دورة برلمانية.
كانت الهاشم قد أثارت مراراً الجدل بمواقفها وتصريحاتها ضد الوافدين في الكويت، وهاجمتهم مراراً عبر البرلمان أو من خلال تصريحات صحفية، إضافة إلى تغريداتها على شبكات التواصل الاجتماعي.
كان من أبرز تصريحاتها دعوتها إلى فرض رسوم على استخدام الوافدين في الكويت للطرق في بلادها، كما طالبت في تصريحات أخرى بترحيل وافدين من البلاد، واعتبرتهم خطراً.
فائزون وخاسرون: وبينما شهدت الانتخابات خسارة نواب سابقين، إلا أن نواباً آخرين تمكنوا من الاحتفاظ بمقاعدهم، ومن أبرزهم مرزوق الغانم، الذي حصل على أعلى الأصوات في الدوائر الخمس كنسبة وتناسب مع حجم الأصوات في الدائرة.
كذلك ثبت التمثيل الشيعي في مجلس الأمة عند 6 نواب، 3 منهم في الدائرة الأولى، ونائبان في الثانية، ونائب عن الدائرة الثالثة، فيما تراجع تمثيل التحالف الإسلامي الوطني إلى نائب وحيد بعد سقوط النائب خليل أبل.
في المقابل، أخفق التجمع السلفي في تعويض خسارته في مجلس 2016 في الدائرة بخسارة مرشحه فهد المسعود، بينما تمكن مرشح "حدس" النائب السابق حمد المطر من العودة إلى عضوية المجلس.
كانت المفاجأة بحسب صحيفة "القبس" خسارة النائب رياض العدساني، بعد أن حل في المركز الثاني في انتخابات مجلس 2016، في حين حافظ النائب خليل الصالح على وجوده في المراكز الأولى، وخسر النائب خلف دميثير مقعده للمرة الأولى منذ 40 عاماً.
منافسة كبيرة: تنافس على مقاعد البرلمان 326 مرشحاً، بينهم 28 امرأة في الدوائر الخمس، فيما يحق لـ567 ألفاً و694 ناخباً التصويت، وتُقسم الدوائر الانتخابية إلى 5، بحيث يختار الكويتيون 10 مرشحين في كل دائرة، ليصبح العدد النهائي من المقاعد 50 مقعداً.
يتمتع مجلس الأمة بسلطات تشريعية ورقابية قوية، ويمكن لأي نائب استجواب رئيس الوزراء أو أي من الوزراء، كما يمكن للنواب حجب الثقة عن أي وزير، وهو ما يوجب إقالته أو إعلان عدم التعاون مع الحكومة، ليحال الأمر في هذه الحالة للأمير الذي قد يقيل الحكومة أو يحل البرلمان.
جرت الانتخابات وفق نظام الصوت الواحد لكل مرشح، وهو النظام الذي تم إقراره بمرسوم أميري في 2012، واعترضت عليه المعارضة ونظمت مظاهرات ضده في ذلك الحين، كانت هي الأوسع في تاريخ الكويت كما قاطعت بسببه الانتخابات التالية، معتبرة أنه يهدف إلى تقويض قوتها البرلمانية، وإضعاف تمثيلها، وتشتيت قوة الكيانات السياسية والاجتماعية الكبيرة.
في النظام السابق كان الناخب يختار أربعة مرشحين، وهو ما تقول المعارضة إنه سمح بظهور التحالفات السياسية التي صارت بديلاً للأحزاب السياسية المحظور تشكيلها في البلاد، بينما يسمح النظام الجديد بالتصويت لمرشح واحد.
يُشار إلى أن انتخابات مجلس الأمة 2020 هي الأولى في عهد الأمير الجديد للبلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى السلطة في البلد المنتج للنفط، في سبتمبر/أيلول 2020، بعد وفاة أخيه الشيخ صباح الأحمد.